TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > أعمال إبتهال توفيق ألخالدي..الرغبة الفنية فـي إستنطاق الواقع

أعمال إبتهال توفيق ألخالدي..الرغبة الفنية فـي إستنطاق الواقع

نشر في: 19 مارس, 2010: 05:19 م

بشار عليتُعد مدينة خانقين تلك المدينة المُترعة بالعافية الثقافية وصاحبة البيئة الجمالية والمعرفية الرحبة , حاضنة للعديد من رموز المشهد الثقافي والفني العراقي كالفنان التشكيلي المعروف ( إسماعيل خياط ) . وقد تهيأ لهذا المناخ الثقافي في هذهِ المدينة أن يكون منجماً للمواهب الفنية التي وجدت فيهِ مكاناً خصباً لنموها وترعرعها .
 وعندَ ولوجنا المشهد الفني في هذهِ المدينة , تُطالعنا تجربة الفنانة التشكيلية ( إبتهال توفيق الخالدي ) التي وجدَت في هذا الفضاء الفسيح جذوراً للإبداع المُستل من عمق التأريخ " الخانقيني " , لذا لم يكُن مُنجز هذهِ الفنانة وليد لحظة قائمة بذاتها بالتماهي مع الآني _ الراهن المُعيش , بل تجذرَ ذاتياً كدلالة على إمتداد زمنهِ _ الماضي والآني عبرَ الإنصهار في بوتقة واحدة هي الحاضر بكل قسوتهِ.إن هذا المُنجز تمرحلَ إيقونياً بإتجاه صيرورة الذات المُبدعة للفنانة " إبتهال توفيق " التي وجدناها حاضرة بقوة خصوصاً في أعمالها الأخيرة التي جاءت كنِتاج طبيعي لمُعطيات ما تمخضَ عن الواقع الحالي بعد التغيير ,  ففي أعمالها المتحورة حول البيئة ( الخانقينية ) , نجد أن الفنانة قد إستطاعت توظيف مُجمل مكونات الشكل الواقع تحت النظر عبرَ الإستفادة من المخيال الذاتي المستوحى من الذاكرة الجمعية لبيئتها التي إستطاعت إحتضان أبرز مكونات الفسيفساء العراقية .  أما في أعمالها المُتسمة بطابع التجريد الحداثوي نجد ثُمة شفرات لونية بثتها الفنانة عبرَ لوحاتها الباحثة عن تأويل المعنى حين لخصت القلق الإنساني وحيثيات الهم اليومي للذات الإنسانية في مركز اللوحة عبر تشظية مكوناتها وتفكيكها ومن ثم الشروع بإعادة بناء هيأتها.كما إنها بَرعتْ في التمكن من إنجاز لوحات الفن البيئي في بداياتها الأولى ناهلةً من أكاديميتها كونها خريجة قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة / بغداد , لكننا نجد تحولاً كبيراً في المُعطى التقني في الإيقونات المُشكِلة لجسد اللوحة عبر أسلبة المُنجز المُتحقق برمتهِ لصالح تجذر ماهية الأسلبة وخصوصيتها لدى " إبتهال توفيق "وهذا يظهر جلياً في نتاجات الفنانة الأخيرة وهي حالة طبيعية تأتي تساوقاً مع النتاج الحالي للمجتمع وإفرازاتهِ القيمية أو المعرفية منها , ومُجمل هذهِ الثيَمْ تجد لها موطىء قدم في نِتاج الفنانة.إبتهال توفيق , تُحاول عبرَ لوحاتها إستنطاق الواقع فنياً بِكُل حيثياتهِ الحياتية وتفاصيله عبر مُفردات اللون _ الخامة _ الإيقونات _ السطح الخشن , فالمُتابع الجيد لأعمالها يجد ترابطاً عضوياً بين الموجهات الفكرية الطاغية والإشتغال التقني داخل جسد اللوحة . وهُنا لا بُدَ لنا من التسليم بأننا وجدناهُ ذا نفعية تبغي الإرتقاء بالذائقة الفنية أولاً , وإشباع نَهمنْا الفكري ثانياً وهو أقصى ما تبتغيهِ منظومة التلقي لدينا.إن مُرتكزات إبتهال توفيق التقنية في لوحاتها, هي في حراك دائم مع مُسببات الحالة الظاهراتية للحياة بِكُلِ عذاباتها التي هي في الأساس تُشكل أنساق مُجمل الذاكرة الجمعية لهذا الشعب الحي , حيث وجدَت الفنانة نفسها أمام إكتناز ذاكرتي مُتخم بالمعاناة والألم والويلات التي مرت على هذا البلد وشعبهِ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram