محمود النمرضيف اتحاد الادباء في يوم الاربعاء ،الباحث والروائي المغترب فالح مهدي وهو محمل بغبار المنافى واوجاع الغربة للبحث في تجربته الابداعية في مجال البحث والتأسيس ، قدم الاصبوحة الاعلامي توفيق التميمي قائلا :يسعدني ويشرفني ان اقدم هذا الروائي والباحث المعرفي  فالح مهدي الذي عرفه المثقفون من خلال كتابه المشهور (البحث عن منقذ )
الذي نشر في بيروت ،وبالمناسبة لهذا الكتاب واصداره قصة وهذه القصة تلخص علاقة الاجيال الثقافية مع بعضها في تلك الفترة ،ولو يسمح الاستاذ فالح قبل ان يعرض موضوعه الرئيسي عن كيفية نمو فكرة هذا الكتاب وتشكيله ومن اعانه في ذلك، وكان على رأسهم الاستاذ محمد سعيد الاحمد وفيصل السامر وهادي العلوي ،وكيف  الــّف هذا الكتاب  وهو شاب صغير لم يتجاوز العشرين من عمره واصبح مؤلفا وكانت  بداية موفقة،واعادة نشر الكتاب دار مدبولي في مصر ولكن ( دار الازهر ) منعت هذا الكتاب من التوزيع في معرض الكتاب. سافر الى الهند عام 1973وحصل على شهادة الماجستير في القانون الدولي ،وفي  1978 ادرك ان الابواب مغلقة امامه  فهرب الى فرنسا،نشرت روايته في باريس (ازهار المستنقع )عام 1982وهذه الرواية سببت له مشكلة وان   فالح في هذه الرواية    لم يستثن ِ احدا في احتجاجه وغضبه من  اي نظام  عربي وجعله في المستنقع، واعتذرت جميع دور النشر اللبنانية عن طبع هذه الرواية وبجهود خاصة من اصدقائه في قبرص تم طبع هذه الرواية،نشرت له دار (لافارتان ) كتابه الذي سيكون محور جلستنا هذه ( اسس وآليات الدولة في الاسلام النموذج العراقي ).ثم تحدث المحتفى به عن تجربته قائلا :ساتكلم عن بداياتي وعن البحث عن الحقيقة تخرجت من كلية القانون عام 1978وكنت غير راغب في المحاماة وكانت لدي مكتبة اضافة الى زياراتي المتعددة في المكتبة المركزية ،واشتغلت على (القرامطة )وفي لحظة من اللحظات ذهبت الى كلية الاداب  وطرقت باب الدكتور فيصل السامر ،وقلت له اريد مساعدتك في ذلك. وبادبه  البالغ وبكل تواضع قال لي لماذا القرامطة ؟وفعلا ساعدني وكنت اقرأ من الساعة الثانية  ظهراالى الساعة الثامنة مساء .وواصل الحديث لقراءته للفكر الاسلامي النيّر وتوصل الى جملة قناعات معتمدة على اسس وحوادث منها كانت محرفة ومنها كانت تستند الى وقائع واسانيد من القرآن وقال : اطيعوا الله  واطيعوا الرسول واولي الامر منكم  ؟ وهل يقصد بذلك  الحكام.. لايوجد  حكام ، بل كان يقصد اباك وجدك ،نحن في بيئة قبائل وعشائر ،يجب ان تطيع اباك وجدك وقبل هذا يجب ان تطيع الله والرسول ،وفي آية اخرى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )هنا وردت  كلمة حبل،  وهناك تفاسير كثيرة ولو تقرأ التفاسير الصوفية المهمة جدا ،وحينما تقرأها قراءة سسيولوجية تجد ان الحبل متعلق بالصحراء والجمل ،وفي مسألة الاجماع قرأت عنه الكثير فوجدت ان الاجماع احد الاكاذيب الكبيرة    في الفقه الاسلامي هو الاجماع حتى ان (ابن  حنبل )بالذات يوجد عنده قول خطير الى درجة ما ( من الساذج ما هو كاذب ) هذا هو الاجماع  وهو احد الاكاذيب في التاريخ الفلسفي الاسلامي .وسأضرب لكم مثلا يتردد دائما فيما يتعلق  بشرب الخمر انه( من شرب افترى ) ويعني سكر وكذب وهذا ليس شرطا ان الذي يشرب يفتري ويكذب ،وهو كلام غير دقيق وخارج  عن  اي سلوك وفهم اجتماعي  وتربوي ،الانسان لايكذب المفروض ان يكون اكثر نقاء واكثر موضوعية حين يشرب ،وهذه بعض الملاحظات فيما يتعلق بالدولة الاسلامية ليس هناك اية مادة تؤكد على ذلك بدليل ان عمر بن الخطاب في ولايته في العراق وسوريا ومصر سألته بعض النسوة عن بعض القوانين فقال :خذوا قوانين البلدان التي انتم فيها ،اي البيزنطية ، عمر بن الخطاب جدا ،وحتى التشريعات  الموجودة الان اخذت عن العرف الذي كان سائدا انذاك ،اما المدرسة الحنفية تسمى المدرسة العراقية التي اخذت من الموروث التاريخي القديم  الموجود في بلاد الرافدين ،هذه بعض الملاحظات والملاحظات الاخرى لو ننظر الى التعقيد الذي حدث في مدينة بغداد هذا التعقيد الحضاري الخطير  الى اقصى درجة ،ولنأخذ مثلا بغداد في القرن العاشر تذكر المصادر التاريخية انه فيها ستون الف حمام وممكن هذا العدد يكون مبالغا فيه ،ولو اخذنا  بهذا المصدر ففي هذا العدد يحتاج الى 300 الف عامل ،يقول الغربيون وهذا ليس من عندي  (ان بغداد تمثل قمة ما وصل اليه الانسان ) اي قمة الحضارة بغداد بالذات ،ومن كثرة المدارس الفقيه من الاشاعرة والمعتزلة واخوان الصفا وحين تنظر الى فقهاء المسلمين خلال سنوات في عشرين سنة تمكنوا ما لم يتمكن منه غيرهم خلال الف سنة ،كانوا في سرعة خطيرة جدا في صياغة المذاهب ،مثل الجعفري والحنبلي والمالكي ،هناك ثورة خطيرة جدا لايمكن الحط من شأن هذه الحضارة واعتبارها ان اناسها كانوا عبيدا،في فصل بيان الدولة والمجتمع ،الدولة في جهة والمجتمع في جهة ،في اخر الملاحظات وتأكيدا لكلامي هذا