متابعة اخبارية:بعد أعوام من بروز تنظيم القاعدة، وصعود قياداته الكلاسيكية والتي تصدرت مشهد العمليات العسكرية وصياغة تنظيراتها، يظن محللون سياسيون ومختصون بشؤون الحركات المسلحة ان العالم يتجاهل جيلا جديدا من قياديي هذا التنظيم.
الاعلام الغربي بدأ يصوغ مقولاته الجديدة حول هذا الجيل، وقال انه يضم كوكبة من القاديين الشباب الذين يتمتعون بقدرة كبيرة على قيادة العمل عبر شبكة الانترنيت، في وقت يؤكدون فيه انهم مجهولون يناون بانفسهم عن الطريقة التقليدية لصناعة القادة.وتقول دراسة امريكية جديدة نشرها موقع «كريستين وورلد» ان هؤلاء الشبان يتمتعون بقدرة كبيرة على التكيف والانخراط في المجتمعات الحديثة، وهم يشكلون ساحة صراع جديدة تتمثل بدول تقود الحرب على الارهاب.وربما يمثل «عزام الامريكي» نموذجا لهؤلاء، ويقول محللون إن عزام الذي أعلنت السلطات الأمريكية القبض عليه في كراتشي منذ أسبوعين لا يمثل قيمة تنظيمية كبيرة داخل تنظيم القاعدة، وإنما يستغله التنظيم باعتباره واجهة إعلامية يخاطب من خلالها الشعب الأمريكي والشعوب الغربية. وأضافوا أن عزام يعبر عن نموذج من الجيل الثالث لشباب القاعدة الذين يعيشون في الغرب ويرتبطون بجماعات مناهضة للعولمة وبالتالي يجدون في الارتباط بالقاعدة وسيلة لتحقيق هذا الهدف.آدم غدن – أو عزام الأمريكي - مواطن أمريكي وعضو في تنظيم القاعدة. وترصد الولايات المتحدة مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه. ولد في كاليفورنيا في الأول من أيلول عام 1978، واعتنق الإسلام وهو في السابعة عشرة من عمره، وسافر إلى باكستان في سن العشرين، حيث تزوج من لاجئة أفغانية وانضم إلى تنظيم القاعدة.جد عزام هو الدكتور بيرلمان وهو طبيب يهودي وقد وصفه عزام فيما بعد بأنه كان صهيونياً متشدداً. أما أبوه فقد تحول للديانة المسيحية وأبدل اسمه إلى غدن. عملت أسرة غدن في مجال تربية الماعز في ريفرسايد الواقعة في كاليفورنيا. وعاش عزام طفولة مضطربة بسبب التشدد الديني لأسرته، كما عانى من مراهقة صاخبة. وبحسب مقال كتبه آدم غدن عن نفسه قال فيه إنه في مراهقته وقبل أن يعتنق الإسلام كان من رواد علب الليل وعشاق الموسيقى الصاخبة، وقد كون فرقته الموسيقية الخاصة ثم بدأ يبحث عن إشباع رغباته الروحية، فكان يستمع للإذاعات المسيحية ثم ما لبث أن وجد ضالته في الديانة الإسلامية وذلك عام 1995، لكنه سرعان ما تحول إلى التشدد الديني وتوجه إلى باكستان عام 1998 حيث التحق بعدها بتنظيم القاعدة.مع نهاية شهر ايلول عام 2004 أصدرت مؤسسة السحاب شريط فيديو قُدم فيه آدم غدن على أنه عزام الأمريكي، وخلال 75 دقيقة هدد غدن الولايات المتحدة بالقيام بعمليات ضدها.وفي 26 تشرين الاول 2004 تم الإعلان من طرف مدعي عام الولايات المتحدة أن آدم يحيى غدن هو أحد المطلوبين السبعة من القاعدة الذين كانو يخططون لهجوم في صيف ذلك العام على منشآت أمريكية.وقد اشتهر غدن بسبب رسائله التي تقوم ببثها مواقع مؤيدة للقاعدة على شكل شرائط فيديو. ففي الثاني من أيلول 2006 بث له شريط مصور مع أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، دعا فيه غدن الشعب الأمريكي وجميع العالم المسيحي للدخول في الإسلام، وندد بالأمريكيين قائلاً «حان دوركم لتموتوا. بإذن الله ستغرق شوارع أمريكا في الدم». وعندما جاء أوباما ظل يهاجمه منذ الأيام الأولى لتوليه رئاسة الولايات المتحدة.وظهر بعد ذلك في شريط فيديو يقوم فيه بتمزيق جواز سفره الأمريكي قائلاً:»لا يشرفني أن أنتمي إلى هذه الجنسية».وعزام هو نجم لامع في سماء الانترنيت، وعرف قياديا مهما في القاعدة، رغم عدم وجوده في هيكل التنظيم التقليدي، الان انه واحد من أحفاد هذا التنظيم الذين يفضلون الإنترنت على بن لادن شيخا لهم.الجيل الجديد لتنظيم القاعدة في الغرب والشرق ليس لديه شيخ يتلقى منه التعليمات أو الأوامر. شيخ وزعيم هذا الجيل ليس الظواهري او بن لادن وانما التعليمات «الجهادية» التي تُبث في مواقع الأصوليين على الإنترنت، وكذلك صور المجازر في أفغانستان والعراق وفلسطين.ويرى خبراء الحركات المتشددة ان المشكلة الآن هي أن الجيل الجديد للقاعدة لا يثق بالشيوخ الموجودين في الغرب، ويعتبر أنهم موالون للسلطات الغربية في بريطانيا وأميركا وفرنسا وغيرها، ولذلك فان عزام يتصرف بمفرده بدون أن يستشير أو يستفتي أي شيخ، وهذا مَكْمَنُ الخطورة.ويلاحظ ان أحفاد القاعدة الجدد لم يقابلوا يوما بن لادن. كما ان العديد منهم لم يزوروا افغانستان ولا العراق، وبالكاد يعرفون كيف يستخدمون رشاشا، وهم غير معروفين لدى أجهزة الأمن، ولذلك فانهم يشكلون تهديدا يصعب تحديده، وبالتالي التصدي له. اما التحاقهم فيتم على اساس التطوع وليس بناء على جهود تجنيد لا تُبذل في الحقيقة.
قادة القاعدة الجدد لا يعرفون بن لادن
نشر في: 19 مارس, 2010: 05:26 م