TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (ادنينه وحجي سباهي)

هواء فـي شبك: (ادنينه وحجي سباهي)

نشر في: 19 مارس, 2010: 07:16 م

عبدالله السكوتي كان ينتظرني في مكان ما ، اتصل بي وقال: انني موجود  في المكان الفلاني تحيط بي نخبة من المثقفين ، اذا اردتني فهلم الي؛ قلت: انا حاضر يا احميد الفهد وسآتيك في الحال، تركت عملي وكنت قد انتهيت منه وخففت الى صديقي مضحيا بساعة او ساعتين من اجري الشهري وقلت لجهاز البصمة مالك لاتترك صغيرة ولاكبيرة الا تحصيها ،
 وتسجل وفي نهاية الشهر نلقى ماعملنا حاضرا امامنا  وتبدأ مشكلة الساعة ، مع هذا وجدت من واجبي الذهاب الى احميد الفهد ؛ لانني امامه طفل صغير اود ان اتعلم الكثير ، دخلت عليه وقد توسط مجموعة من الاشخاص في زيه الفلاحي وهو يتحدث ساهم العينين وبين لحظة واخرى ينتبه لسيكارته وقد انطفأت بين اصابعه المصبوغة بالاصفر ، ينظر الى طبق اللبن بشوق عجيب ويتحدث في كل شيء؛ عرفني الى اصدقائه وقال لهم: انه صديقي الذي ابتلاني الله به، قبلت هذه التحية وجلست بقربه ؛ تناول الانتخابات وفوز الكتل الجزئي والنسب التي تعلنها المفوضية وما احدثت من فوضى لدى الشارع العراقي واستفزت كثيرا من الكتل البرلمانية وحتى الفائزة منها ، لقد تناول احميد الفهد فوز الكتل الجزئي الذي لم يبرح ان يتحول الى خسارة في اليوم التالي،  وربط ذلك بحكاية حدثت في قريته ، فقد حكى ان اثين من (المسولفجيه) كانوا في (السلف) الذي يسكنه وهذان الاثنان بلهجته المحببة (فخروا اكلوب الناس فخر) ؛ (ادنينه وحجي سباهي ) يبدأ الاول في الحديث في الديوان فلا يسكته الالحظات يلف بها سيكارته ، فيرصده الاخر وحين يراه مشغولا بلف (الجكاره) يستغل  الفرصة ليبدأ بالسوالف ، وهكذا يتناوبان على اسماع الناس حتى غدوا مثلا من الامثال (ادنينه وحجي اسباهي) ، ونحن الان بين هذين الاثنين لايبرح فلان ان يصمت قليلا حتى يشرع الاخر ؛ طبعا كثيرون عقبوا على (سالفة احميد) بين رافض لهذا التشبيه وموافق عليه تملأ شفتيه ابتسامة ازدراء لما يحدث بحسب الديمقراطية العراقية المبجلة ، لكنه حكاها وانتهى الامر، والحق اقول ان احميد الفهد اصاب كبد الحقيقة واخرس كثيرا من الألسن  ممن حوله ، وكان الرجل صادقا ، فقد سقط الشعب ضحية بين هؤلاء، وثورته البنفسجية تلوكها الألسن وتحصدها نجاحات تنز بالخيبة، احدهم ينادي ان الانتخابات مزورة وحين تكشف المفوضية عن نسب جديدة تصب في مصلحته، يبدأ بالقول: ان المفوضية محقة في النسب التي تطرحها ، لينبري الآخر بكيل الاتهامات؛ وهكذا بقينا بين هذا وذاك، في كل لحظة ندير وجوهنا باتجاه الفائز الخاسر، ونتحسر على الديمقراطية التي بدأت كفتاة جميلة اغرتنا بمحاسنها ومفاتنها الجميلة حتى وصلنا منتصف الدرب فأبدت عن قسمات مرعبة ؛ معلقون نبحث ربما عمن يعيدنا الى  نقطة البداية.تركته لاصدقائه وخرجت يلفحني الهواء البارد الذي عاد من جديد بعد ايام من الغبار والحرارة غير المعهودة ، وانا افكر فيما قال (احميد الفهد) عن (مسولفجية الدواوين) ، وعلمت اخيرا ان السلطة هي مربط الفرس فيما يفعل هؤلاء، وهي العلامة الدالة على تفكير الكتل السياسية ، وعلمت كذلك ان الاعداء كثيرون والاصدقاء قليلون ، ونحن بين صديق ادار وجهه وعدو يريد ان يفترس العراق من جديد ، وهو بعد لم يبرأ من جراح الماضي المؤلم .صحيح ماهي الا (لفة جكاره) حتى يتسلم الامر من يتربص به وسوف نرى مانرى وربما اجتزنا الطريق بنجاح او لاسمح الله عدنا الى نقطة الشروع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram