عماد جاسم بعد ايام قليلة من انتهاء الانتخابات تصاعدت حدة الخلافات بين القوائم الكبيرة وتبادل الاتهامات خاصة بعد اعلان النتائج الجزئية هذا ما أثار القلق في الشارع العراقي من ان يؤدي ذلك الى تاخير تشكيل الحكومة المرتقبة لكن بعض السياسيين والمتابعين اعتبروا هذه التصعيد مسالة طبيعية وتحدث في الكثير من البلدان التي تشهد حالات انتخابات متكررة وغالبا ما تترافق شدة التوترات مع اعلان النتائج.
وبين السيد حسين الشعلان مرشح القائمة العراقية ان هناك اجتمعات بدأت بالانعقاد بين بعض قيادات الكتل الكبيرة لاحتواء الأزمة والتي قال انها لا تدعو الى القلق ولن تؤثر على العملية السياسية مشيرا إلى أن تأخر اعلان النتائج وعملية اظهارها بتلك الطريقة الجزئية وما رافق ذلك من شكوك في التزوير كان لها الاثر البالغ على امزجة السياسين التنافسين وساعدت على تصعيد نبرة تبدل الاتهامات التي نتوقع انها تتجه نحو التهدئة في الايام القليلة القادمة من خلال حكمة ما وصفهم بالعقلاء من القادة السياسين الذين يتواصلون في عقد اجتمعات شبه يومية للخروج من الازمة. في حين شدد السيد عبد الاله النصراوي امين عام الحركة العربية الاشتراكية وعضو ائتلاف دولة العراق شدد على ضرورة ان تضع الكتل الكبيرة نصب اعينها مصلحة البلد ومحاولة ايقاف الاحتقانات رغم ان تلك الخلافات لا تدعو للقلق فهي تحدث في معظم الدول الديموقراطية بعد فترات الانتخابات لكن من الضروري تحجيم التصريحات النارية التسقيطية والتذكير بوضع الثوابت الوطنية في قمة الاهتمامات أثناء الحوارات التي نجد انها تتجه إلى فهم مشترك لطبيعة التنافس الانتخابي وتبعات ذلك التنافس الذي يعتبر جديداً على العملية السياسية في العراق وهناك قناعة متولدة عند الكثير من السياسين ان المتضرر الوحيد من تاخير تشكيل الحكومة هو المواطن الذي جازف وسط كل المخاطر وتوجه الى صناديق الاقتراع سعيا لانجاح العملية السياسية ومحاولة تحسين الواقع وبدا الآن هناك مسؤولية اضافية للسياسين لاجل تبني خطط المصالحة الفعلية المبنية على تحديد المشتركات ونسيان الخلافات في حين أعاب السيد محمد مهدي البياتي مرشح الائتلاف الوطني العراقي اعاب على بعض الكتل والقوائم الكبيرة وضع مصلحتها الحزبية والفئوية في المقام الاول في محادثات التسوية مشيرا الى وجود خلافات وانقسامات أخذت تتوسع داخل القائمة الواحدة من الان رغم ان النتائج لم تتضح بشكل دقيق وهذا ما ينذر بخطر كبير يهدد العملية السياسية في العراق وقد يؤدي الى انزلاق البلد الى الفوضى والعنف وهذا ما يخشاه الشعب المنتظر بفارغ من الصبر اتفاق الكتل الكبيرة لتشكيل الحكومة ونعتقد ان ذلك لن يحدث الا بتقديم تنازلات للكتل بطرق حضارية ودية لاجل اقامة جسور التواصل والمصالحة تجنبا الى حدوث اي نوع من الاحتقانات.
اختلافات القوائم الكبيرة قد تؤخر تشكيل الحكومة
نشر في: 21 مارس, 2010: 04:11 م