TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > أسرار التشكيل السري في جيش العراق

أسرار التشكيل السري في جيش العراق

نشر في: 21 مارس, 2010: 04:48 م

هذه قصة جيش العراق.. قصة الثورة التي سرت في قلوب الضباط والجنود خلال 17 سنة!. والتشكيلات السرية لخلايا الضباط الاحرار. واليمين التي اقسمها الضباط على المصحف امام «كريم» على الكتمان والفداء.. والخطة التي وضعت لمواجهة احتمالات العدوان المسلح من اي اتجاه.. القصة بكاملها كما أكتبها من بغداد: وفي ومضة خاطفة اذهلت الدنيا..
كان كل ضابط وكل جندي في جيش العراق ينتفض في ثورة الحرية ويساند الطليعة المتقدمة التي احتلت بغداد.. وبنفس السرعة اتجهت قوات الموصل الى عين زالة واحتلت منشآت البترول هناك وبقيت تحرسها من تخريب الايدي الخفية..rnمحافظة البصرةوفي ذات الساعة كانت قوات البصرة تتجه الى الزبير وتسيطر على حقول البترول هناك وتقف في ميناء الفاو على اهبة الاستعداد، ومع هذا التوقيت كانت هناك قوات اخرى تتجه الى الحبانية وتأخذ مكانها بجوار القاعدة الكبيرة لكي ترقب مجرى الاحداث..!rnخلال ساعة واحدةحدث كل هذا في ساعة واحدة من الثامنة الى التاسعة صباحا وفي تنظيم مذهل..كانما كانوا على ميعاد مع اللواء التاسع عشر الذي دخل بغداد..كأنما كانت كل وحدات الجيش تعرف خطة الضباط الاحرار للثورة في 14 يوليو..كأنما جلسوا ووضعوا خطة كاملة في هدوء تام في رئاسة العمليات تحت سمع الحكومة وبصرها وانطلقوا ينفذونها بدقة واحكام..rn نوري السعيد وضيفه( التركي ) في مطار بغداد كأنما لم يكن هناك نوري السعيد وعبد الاله وجواسيس نوري السعيد وعبد الاله وعيونهم التي لا تغفل ولا تنام وتراقب كل حركة وكل همسة!rnبداية التشكيلما السر اذن؟ ما حقيقة تشكيلات الضباط الاحرار؟كيف ابلغت التعليمات الى الوحدات؟كيف خدع ضباط العمليات اعوان نوري السعيد؟كيف تمت تعبئة القوى في الجيش من اوله لآخره وشحنها للثورة؟ كيف كانوا يقسمون اليمين مع «كريم»؟ان القصة طويلة في تاريخها.. عجيبة في ظروفها.. مثيرة في تفاصيلها..ان قصة الثورة في جيش العراق لم تبدأ منذ عامين او ثلاثة وتشكيلات الضباط الاحرار وخلاياهم لم تنظم خلال شهر او شهرين. ولكن الحقيقة الكبيرة هي:ان خلايا الضباط الاحرار بدأت تتشكل في الجيش العراقي بعد فشل ثورة رشيد عالي الكيلاني بعام واحد!rnرشيد عالي الكيلانيالنظرات تتحول الى همسكانت الدماء الوطنية مازالت تلتهب في العروق..وكانت صور الشهداء وهم معلقون في المشانق مازالت تتأرجح امام العيون. وكانت الآمال العظيمة التي عقدت على ثورة 1941 للتخلص من الاسرة الهاشمية والانجليز ونوري السعيد مازالت تشع في الصدور..!وبدأ ضباط الجيش العراقي ينظرون الى بعضهم في البداية.. كل واحد يريد ان يقول شيئا في صدره لصديقه او لزميله او لرئيسه ولكنه لا يريد ان يكشف عن الخطة..كل واحد ينتظر اشارة من القائد لكي ينطلق على الفور في ثورة جديدة وتشجع بعضهم واخذوا يتهامسون وتحولت النظرات الى همس خافت واحس كل واحد منهم انه ليس وحده الذي يريد ان يتكلم ويقول شيئا ولكن هناك عشرات غيره عندهم اشياء!وبدأ الجيش يغلي من جديد في سنة 1946. وشعر عبد الاله ان البركان بدأ يتحرك ولم ينتظر وانما رسم حركة تنقلات واسعة النطاق في كل الوحدات وبعثر الضباط في ارجاء العراق واحال جزءا منهم الى الاستيداع وكانت أولى حركة تطهير يقوم بها عبد الاله بعد حركة التطهير من ثورة الكيلاني..!rnلقاء في فلسطين مقبرة شهداء الجيش العراقي في فلسطين ـ جنين وجاءت حرب فلسطين في سنة 1948 ـ وكانت نقطة البدء ـ للعمل الكبير. فقد سافرت الوحدات الاساسية من جيش العراق الىهناك ـ وكان بينهم وحدة يقودها عبد الكريم قاسم ـ ووجد الضباط انفسهم اول مرة خارج النطاق الحديدي الذي كان مضروبا حولهم في العراق..وكان اول واحد هو عبد الكريم قاسم نفسه.. فقد جمع ضباطه الشبان واخذ يحدثهم عن الوطنية والاستشهاد في سبيل الرسالة المقدسة التي يحملها الجيش على  كتفيه باستمرار.. وقال لهم:اننا في الميدان الان نقاتل من اجل الوطن العربي الكبير..ووصل هذا الكلام الى مخابرات عبد الاله..!وغضب الوصي ـ وقتها ـ وقال:ـ كيف يتكلمون عن الوطن، ولا يتكلمون عن الاسرة الهاشمية ومآثرها؟rn عبدالاله القائد ألأعلى للجيش واصدر عبد الاله ـ بصفته القائد الاعلى للجيش ـ امرا عسكريا بأن يكون موضوع الحديث الى الجنود والضباط باستمرار عن الاسرة الهاشمية ودورها الوطني من اجل العرب..!وانتهز الضباط الفرصة واخذوا يهاجمون الاسرة الهاشمية بطريق غير مباشر..وقال لي احد الضباط الاحرار:ـ لقد كانت حرب فلسطين هي الشرارة المباشرة التي اشعلت الثورة في نفوسنا.. كنا نرى الجيوش العربية الاخرى تقاتل من حولنا، ونحن واقفون نتفرج.. وبدأنا نتساءل عن السر وتكشفت لنا صورة الخيانة كاملة بعد ذلك، حينما انسحب الجيش الاردني من اللد و الرملة.. وكشف جناح الجيش المصري للاسرائيليين. وشعرنا انها خطة مرسومة... وعدنا من حرب فلسطين وفي نفوسنا مرارة ودوافع للانتقام.rnالعقيد الركن / عبدالكريم قاسم في فلسطين rn  خطة التشكيلوقال لي ضابط اخر: لقد كانت حرب فلسطين فرصة كبيرة لنا لكي نعيد تنظيم صفوفنا من جديد وبالفعل شهدت رمال فلسطين اجتماعات خاطفة بين الضباط الذين اتفقوا على هدف واحد. وفي بعض الاحيان كانت تتم لق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram