TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > الكـــــــــــــوت

الكـــــــــــــوت

نشر في: 21 مارس, 2010: 04:52 م

عزيز عجمبلدة الكوت مفهومها في العراق ما يبنى لجماعة من الفلاحين على حافة نهر او ساحل بحر ليكون مأوى لهم او مسكناً، وهو أما من القصب أو البواري وأما من الطين او اللبن، وقد يبنى وحده او يبنى حوله بعض الاكواخ واقرب ما يكون لتعريفه الميناء او المجمع.
وبلدة الكوت الحالية لايعرف على وجه التحقيق زمن تأسيسها فأهلها يتناقلون رواية خلاصتها (ان سبع خميس احد شيوخ آل مياح –بطن من ربيعة –شيد قلعة من الآجر له في هذا الموضع عام _1227هـ -1812 م) فكانت قلعته نواة نهضتنا العمرانية ونسبت اليه اياها دعيت خلالها (كوت سبع) وهو اسم لايزال يطلقه عليها بعض المتقدمين في السن ولاسيما من الاعراب كما يزعمون، وهناك رحلات لعدد من السياح الاجانب يذكرون فيها اسم مروا اثناء ركوبهم دجلة بقرية تسمى (الكوت) مما يدل على انها قديمة، ربما كانت في غير موضعها الحالي. وفي عام 1869 نالت (شركة ستيفن لينج) امتيازاً بتسيير السفن التجارية بين البصرة وبغداد جاعلة (الكوت) في عداد الموانئ التي ترسو عندها بواخرها. ويقع لواء الكوت في القسم الجنوبي الشرقي من العراق وتبلغ مساحته ستة عشر الف متر مربع ونفوسه اقل قليلا من ربع مليون نسمة، وتقوم مدينة الكوت اليوم على الضفة اليسرى من نهر دجلة في موضع يبعد عن الجنوب الشرقي لمدينة بغداد (345) كيلو مترا بالنهر و(180) كيلو مترا بالسيارة تحيط بها مياه النهر من ثلاثة اطراف فتجعلها شبه جزيرة لذا كان مناخها معتدلا حتى انها يضرب المثل بطيب هوائها وجفاف اراضيها وعذوبة مائها وحسن منظرها وموقعها. ويسمي البعض هذه البلدة كوت العمارة لان دجلة المنسلة من ناحية النعمانية الواقعة في شمالها حتى القرية الواقعة في جنوبها كانت تدعى شط العمارة. والاجانب لايذكرون المدينة الا بقولهم (كوت العمارة). ويشاهد في مدخل الكوت السدة التي تم انشاؤها وتدشينها في عام 1939 ، وهي من مشاريع الري الكبرى في العراق ، وقد انشئت على دجلة لرفع منسوب المياه، فيؤمن بهذه الوسيلة تدفق شطر منها الى نهر الغراف الذي كان ينقطع جريان الماء فيه بضعة اشهر في منتصف كل سنة حتى فصل الخريف صعب الاعتماد عليه في سقي المحاصيل الصيفية بل حتى الشتوية احياناً. لذا أنشيء هذا المشروع لاحياء اراضي مشروع الدجيلة الذي بوشر به عام 1945 والذي يبعد عن مدينة الكوت حوالي (29) كيلو مترا وقد وزعت اراضي مشروع الدجيلة على الفلاحين والملاكين الصغار، ويستفيد لواء الكوت من وجود السدة في صيد الاسماك وتصديرها بكميات كبيرة الى بقية الالوية. ويعتبر لواء الكوت من اهم الالوية الزراعية في العراق وخصوصاً قضاء الحي الذي يستفيد من السيح المنظم، ومن المحاصيل التي تزرع في الكوت الحنطة والشعير والقطن والذرة والدخن وانواع المخضرات. وقد انتج هذا اللواء خلال السنة الماضية من الحنطة (88244) كنا ومن الشعير (184845) طنا ومن الباقلاء (550) طناً ومن الكتان (323) طناً ومن الهرطمان (75) طناً. وهذه هي اهم المحاصيل الشتوية، اما المحاصيل الصيفية فأهمها الرز وقد انتج منه (16712) طناً. وقد امتدت اعمال مجلس الاعمار الى لواء الكوت ومن هذه تبليط الطريق العام بين الكوت وبغداد والذي يؤمل الانتهاء منه قريباً حيث ستسهل المواصلات بين الكوت وبين بغداد فتزدهر الحركة التجارية والاقتصادية فيها والعمل يجري في بناء دار المتصرفية والمدرسة الثانوية وقد افتتح في السنة الماضية المستشفى الملكي وهو من المستشفيات الكبيرة في العراق ويحتوي على مئتي سرير ودار للتمريض ودار للاطباء. ويضم هذا المستشفى كافة المرافق التي يحتاج اليها وقد كلف بناؤه مئة وثمانين الف دينار. ومن المشاريع المهمة التي اقرها مجلس الاعمار في الكوت الجسر الجديد. وقد اوعز مجلس الاعمار الى شركة (سير بورس وولف وباري) الهندسية والاستشارية بدراسة مشروع هذا الجسر. ومشروع الكهرباء الذي سيكلف مئة الف دينار من مشاريع مجلس الاعمار المهمة في مدينة الكوت حيث ستبدل القوة من التيار المستمر الى التيار المتناوب (أي . سي) وهناك مشروع جديد للماء تجري الا ن الترتيبات اللازمة له. وقد حدثني سعادة الاستاذ اسماعيل  حقي رسول متصرف اللواء عن الاعمال الكثيرة التي قامت بها الادارة المحلية في لواء الكوت. منها تشييد المكتبة العامة ودار ضيافة لسكنى المعلمات وبناية الملعب الرياضي وانشاء ثماني دور لموظفي الادارة المحلية، وتشييد القسم الاول من معمل النسيج في الحي، وذلك لتشغيل الايدي العاملة في القضاء. والعناية بالمدارس الابتدائية وطلابها يعتبر من الاعمال المهمة التي قامت بها الادارة المحلية في لواء الكوت، من ذلك مشاريع التغذية والاكساء ومكافحة الامية وبناء المدارس، ويبلغ عدد المدارس الابتدائية في لواء الكوت (77) مدرسة للبنين والبنات مع (7) مدارس مسائية، احداها في سجن الكوت ويبلغ عدد مراكز مكافحة الامية (40) مركزاً منها (4) للبنات وهناك روضة للاطفال فيها اكثر من مئة طفل تتراوح اعمارهم بين الرابعة والخامسة وقد اعدت لهم الادارة المحلية بمساعدة ادارة المدرسة اسباب اللعب والتسلية وسيارة خاصة لنقلهم من بيوتهم واليها. وافتتحت ثلاث دورات، الاول للنساء لتعلي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram