باسم عبد الحميد حموديعقدت في احدى الدول العربية منذ سنوات مائدة مستديرة لبحث التاريخ الشفاهي لتلك الدولة وصلته بالتاريخ العام للدولة وقد كانت لكاتب هذه السطور اسهامة واضحة في الكتاب الذي صدر عن تلك المائدة إيمانا مني باهمية التوثيق غير المخل بهذا التاريخ الرديف للتاريخ الرسمي.
عراقيا لم يجر توثيق للبنية الوقائعية للتاريخ العراقي الاجتماعي السياسي الفني الأدبي...الخ، اقصد التاريخ العلمي غير المدون لكل المفاصل الحيوية لمجتمع العراق الحديث ، ولكي تكون صورة هذا التاريخ المنوع واضحة أضع أمام القارئ الكريم بعض تفاصيل ومقاطع العمل داخل من اجل ذلك:rn1- يتحدث طلبة الدراسات دائماً عن الدليل العراقي لعام 1936 ودليل مطبعة دنكور والدليل الانكليزي لذلك العام , ويتحدثون ايضا عن دليل الجمهورية العراقية لعام 1960  وتكاد نسخ هذه الادلّة تنساب ضائعة يبذل الباحث الكثير من الجهد والمال والخضوع للابتزاز ( احيانا ) للحصول عليها .2- أذا ابتعدنا أكثر تاريخيا فسنجد الحاجة ضرورية  لترجمة السالمنات  العثمانية الخاصة بالعراق  ووثائق الدولة القاجارية ( وما تبعها من انظمة ) حول العراق , وهي وثائق ثمينة ترجمت  فصول منها في اعداد من مجلة المورد ومجلات بيت الحكمة القديمة.3- تحوي مكتبات رجالات الحكم السابقين في العهود العثمانية والملكية والجمهورية الكثير من الصور والرسائل والوثائق والتسجيلات النادرة , ولا تبذل مراكز البحوث القليلة الموجودة في العراق جهودا واضحة للحصول على هذه المواد التي يمكن أن يهديها الورثة الى مؤسسات يؤمنون بفائدتها ومنهم من يحاول استثمارها ماديا ( وله الحق في ذلك  الا اذا الزمه القانون بعكس ذلك).ان العمل من اجل الحصول على  اوراق وصور ومراسلات ساسة من امثال  : محمد مهدي كبة ومحمد حسن سلمان وفائق السامرائي وزكي خيري وهديب الحاج حمودوعبد الرحمن محمد عارف وناجي طالب وسواهم , وأدباء من أمثال :  نزار سليم وغائب طعمة فرمان وبنت الهدى وأنور المائي وبيره مرد وعبد اللطيف بندر اوغلو وموسى كريدي  وماهرة النقشبندي وآلآف غيرهم ,وفنانون من امثال : حقي الشبلي وناجي الراوي وصادق الاطرقجي وعزيز علي وعبد الله العزاوي  ومهند الأنصاري وعفيفة اسكندر وسواهم  . والعمل  على الحصول على التركة الفكرية والوثائقيةلبرلمانيين قدامى امثال  السيد محمد الصدررئيس مجلس الاعيان في العهد الملكي ومحمد حديد وارشد العمري والسيد علوان الياسري واسماعيل الغانم وذو النون ايوب وصالح جبر ونوري السعيد واحمد حالت ومعروف جياووك وامثالهم .  يضاف الى هؤلاء الذوات صحفيون مرموقون من امثال  : كاظم الدجيلي  وعبد اللطيف البدري ورفيق جالاك واقدس عبد الحميد وقاسم حمودي وطه الفياض وعبد العزيز بركات وعبد الرحيم شريف وعدنان البرّاك وخضر العباسي وحميد رشيد وحميد المطبعي وسواهم كثير. ان الحصول على وثائق وصور  الفنانين التشكيليين العراقيين المرموقين والتربويين والاطباء ورجال السكك والمواصلات  والمالية والاقتصاد .. وصولا الى اشهر الطهاة ورجال المكتبات والمخازن الكبرى ورجال الرياضة والخطاطين والمصورين وارباب المقاهي الكبرى ,يجعل من هذه الوثائق والتسجيلات والصور تاريخامكملا لتاريخ العراق المدون في مجالاته السياسية والاجتماعية والفنية والاقتصادية , وهو تاريخ يحمل صراعاته الكثيرة وتقاطعاته التي ينبغي ان تقوم مؤسسات البحوث المتخصصة والجامعات بدراسته , باعتباره جزءا اساسيا من التاريخ الوثائقي والشفاهي للمجتمع العراقي الحديث  . اضافة لابد منها : اثناء عملي الطويل لسنوات في دار الشؤون الثقافية كلفت مرة برئاسة لجنةلاتلاف المراسلا ت والاوراق الزائدة في  الدار , وكانت المهمة ان نحدد نوعية الاوراق قبل ان تتولى اللجان الفرعية في المجلات والمطبعة ومديرية التاليف والترجمة  والنشر ومديرية الاثقافة التركمانية القيام بعملية الاتلاف . خلال العمل رفضت اتلا ف كل تقرير ثقافي او علمي او تاريخي كتبه خبير عن كتاب نشر للدار او لم ينشر ورفضت اتلاف مسوّدات الكتب المخطوطة باقلام مؤلفيها لقيمتها الوثائقية آملا ان يكون ماحرصنا عليه محفوظا لاهميته.