إعداد \ إيناس طارق يعتبر عيد نوروز من أقدم وأكثر المناسبات أهمية فی تاريخ الكرد لكونه يعبر عن نبض شعبي صادق فی أثبات الوجود القومي والوطني لهذا الشعب، فهو يختزل شعورا قوميا عاليا بالحرية والانعتاق عبر أجيال وأجيال ليستنبط من تراثه وفلكلوره أجمل العادات والتقاليد التی تتحول إلى كرنفالات للفرح ومهرجانات للغناء والرقص فی أول أيام الربيع ورأس السنة الكردية (21 آذار من كل عام)
حيث يخرج الأهالي بشكل منقطع النظير لإقامة مهرجانات نوروز فی كل مروج وجبال كوردستان ذات الطبيعة الخلابة وهی بذلك تدفع رسالة حب إلى الإنسانية جمعاء من قبل أبناء شعب تواق إلى الحرية والحب والسلام. منذ أن اسقط كاوه الحداد دكتاتورية الضحاك منذ أكثـر من ألفين وسبعمائة عام والشعب الكردي ومن جاوره من شعوب هذه المنطقة يحتفل سنويا فی ربيع كل عام بذكرى تلك الثورة ورمزها شعلة النار التی أضاءت طريق الحرية للكرد وبقية الشعوب، وأشرت بداية العام الجديد فی يومه الأغر نوروز، تلك الشعلة التی أوقدها كاوه الحداد حينما انتصر على الدكتاتورية الظالمة، أصبحت عنوانا ورمزا للانعتاق وشروعا ليوم جديد فی تاريخ هذا الشعب على مدى ما يقرب من ثلاثة آلاف عام. حكايات تاريخية وفی أصل الحكاية تاريخيا رؤيتان مهمتان لعيد نوروز، حيث تؤكد الأولى إحياء هذه المناسبة كعيد للربيع والنماء وتحرر الطبيعة من الانجماد والانكماش نتيجة العواصف الثلجية التی تجتاح مناطق كردستان فی الشتاء نحو الانفتاح والحركة والإنتاج، وبالتالی عيد الربيع أرث تاريخی قديم لسكان كردستان الذين يعتبرون من أقدم شعوب الأرض حيث بدأوا بالزراعة وأقاموا أقدم (القرى الزراعية فی زوی جمی وكهوف شاندرا وسنجار في أول عملية انتقال الإنسان من الصيد إلى الزراعة فی كهوف كردستان كما تؤكد المراجع التاريخية والاثارية. وهذا الجانب أقدم بكثير من الجانب الثانی الذی تزامن مع هذه المناسبة قبل أكثر من 2700 سنة والتی تتجسد فی قيام ثورة الشعب ضد الظلم والطغيان بقيادة كاوه الحداد للقضاء على أكبر رمز من رموز الاستبداد والاضطهاد فی تلك الفترة العصيبة من تاريخ الكرد لإنهاء حكم الطاغية ضحاك. إن ثورة الحداد ضد الظلم والطغيان كما يشير إليها المؤرخ الكردي الكبير شرف خان البتدليس فی كتابه المشهور (شرف نامه) أعطت خصوصية للشعب الكردي من بين الشعوب لإحياء ذكرى هذه المناسبة فی كل سنة والتزامه التام بها فضلا عن تمسكه بها كشعب من الشعوب التواقة للحرية والتحرر منذ أقدم العصور. وهكذا نرى بأن الرؤيتين تلتقيان فی هدف واحد وهو فكرة ومبدأ الحرية، حرية الطبيعة والحرية السياسية والاجتماعية للإنسان بهدف العيش فی أمان ووئام بعيدا عن الظلم والاضطهاد سواء كانت من الطبيعة أو من بنی البشر. نوروز هذا اليوم الجديد (وهذا معناه فی اللغة الكردية والفارسية) الذی ابتدأ فيه الزمن الكردي مع الساعات الأولى لفجر الحادي والعشرين من آذار، توزع على خارطة شعوب الشرق الأوسط وحمل فی كل ارض من أراضيها لونا من ألوان الربيع واسما من أسماء تلك الشعوب دون أن يختلف فی مضامينه احد منهم، فهو عيد الحرية والانعتاق وهو عيد الربيع والشجرة والخصوبة واليوم الجديد والى آخر ما اجتمعت على تسميته والاحتفال به كل ربيع من كل عام، من الهند إلى مصر مرورا بكوردستان فی أجزائها الأربعة وإيران والباكستان وكثير من شعوب ودول آسيا وأوروبا. وخلال آلاف السنين سادت حضارات ثم بادت ونهضت دول وإمبراطوريات وأخرى أزاحها الزمان وانكفأت، لكنها نوروز شعلة الحرية والانعتاق، بقيت كما هی تضيء للقادمين عبر الأجيال طريق الحرية والاستقلال لتسجل فی تقويم الأزمان وشهادة التاريخ موقفا من مواقف الإنسان ضد الظلم والطغيان.rnاسماء عيد نوروز العراقيون القدماء واحتفال السومريين لا يعتبر عيد نوروز من الأعياد التي ينتشر الاحتفال بها لدى العرب إلا أنه يحتفل به لدى الجنوب في العراق و خصوصاً جنوبي العراق و يسمى محلياً عيد الدخول و كذلك يعرف بالنوروز أو النيروز في شمالي العراق و عادة تقوم الأسر بالخروج إلى الحدائق والمساحات الخضر في هذا اليوم و ما يرافقها من احتفالات. قد يعود الاحتفال بهذا اليوم الذي هو ايضاً يوم الاعتدال الربيعي الى قدماء السومريين الذين قد يكونون من الاوائل الذين احتفلوا به، حيث تقول احدى اساطير السومريين بان انانا Inanna السومرية Sumerian آلهة الجمال المقابلة لعشتار البابلية آلهة الشهوة و الحب لديهم اغترت بنفسها و بقوتها فذهبت للعالم السفلي "عالم الموت" الذي تحكمه اختها "اوتونيحال" للتغلب على الموت و عند ذهابها هناك فقدت جميع اسلحتها و لم تستطع العودة حيث تغلبت عليها اختها. فانعدمت الشهوة لدى الانسان و الحيوان و وقف التناسل (حسب الاسطورة البابلية) و الشباب و الجمال في العالم (حسب النسخة السومرية) و في مدينة الوركاء ت
بعد عيد الانتخابات..عيد نوروز يثلج قلوب العراقيين بالحب والسلام
نشر في: 21 مارس, 2010: 05:53 م