اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > ما وراء رسالة أوباما في عيد نوروز .. موازنة ضغوط أيران بضغوط مضادة

ما وراء رسالة أوباما في عيد نوروز .. موازنة ضغوط أيران بضغوط مضادة

نشر في: 21 مارس, 2010: 05:55 م

متابعة أخبارية:كثيرون في أوربا وأمريكا ممتعضون من "الصبر الطويل" للرئيس الامريكي، باراك أوباما. ويبدو ان هؤلاء يشكلون دعامات اعلامية و"تشريعية أممية" لقرار عقوبات عسكرية "ذكية" تجاه الدولة التي يثير ملفها النووي جدلا عالميا كبيرا. ويأتي هذا الحديث بعد يوم واحد من عرض رسالة اوباما الى الايرانيين في مناسبة عيد نوروز.
ومن الواضح ان اوباما يقع في منطقة حرجة تفصل منتقدين عرضه الحوار مع ايران، والتساهل مع بعض "الاطراف" اللاعبة في صراع الشرق الاوسط، وبين من لا يزال ينتظر منه وعوده وتحويل اقوالها الى افعال. وبالفعل تبدو مهمة الرئيس الامريكي صعبة للغاية في ظل مشهد شائك وغير واضح. وجدد أوباما امس الاول، في رسالة التهنئة للايرانيين، عرض حكومته بالدبلوماسية والحوار مع طهران، وذلك بعد عام من عدم تحقيق دعوة مماثلة نتائج ملموسة. لكن اوباما تعهد في مناسبة سابقة بالعمل على فرض عقوبات قاسية على ايران لمنعها من الحصول على سلاح نووي. وقبل ذلك دعا في بداية رئاسته ايران الى بداية جديدة، ولم تسفر الدعوى عن نتيجة. اوباما قال في الكلمة: "اننا نعمل مع المجتمع الدولي لتحميل الحكومة الايرانية المسؤولية لانها ترفض الوفاء بتعهداتها الدولية". وتابع:"عرضنا باجراء اتصالات دبلوماسية شاملة وحوار مازال قائما". وقال اوباما ان واشنطن ملتزمة بمستقبل "اكثر املا" للشعب الايراني رغم خلاف الولايات المتحدة مع الحكومة الايرانية. ووفقا لما جاء في الرسالة التي قالت مصادر امريكية ان اوباما كتبها بنفسه فان واشنطن ملتزمة "بمستقبل واعد" للشعوب الايرانية رغم خلافاتها مع النظام الايراني. وجاء في الرسالة ايضا :" في السنة الماضية، كانت الحكومة الايرانية هي التي اختارت العزلة لنفسها واختارت ان تركز تركيزا خاسرا على الماضي بدل الالتزام ببناء مستقبل افضل". وقال: "رغم خلافاتنا مع الحكومة الايرانية، سنواصل التزامنا بخلق مستقبل واعد للشعوب الايرانية."وحاول اوباما استخدام لهجة مرنة مع الايرانيين بغية خلق راي عام مناهض للكراهية السائدة لدى الاوساط الحكومية والسياسية، وقال :" نحن بصدد زيادة فرص التبادل الثقافي والسماح لعدد اكبر من الطلبة الايرانيين للدراسة في الجامعات والمعاهد الامريكية، كما تعمل من اجل ايصال تقنيات الانترنت الى ايران لاجل توفير الفرص للايرانيين للتواصل فيما بينهم ومع العالم دون خوف من الرقابة".هذه الرسالة -  او ما أُقتبس منها هنا – لم تلق تفاعلا كبيرا، ففي اوساط المعسكر الداعي الى كبح جماح طموحات طهران النووية هناك امتعاض من لهجة فيها الكثير من التنازلات. لكن الحال مختلف تماما في الشرق الاوسط حيث يرى كثيرون ان ما ورد في رسالة العيد بحاجة الى تطبيق ومبادرات امريكية جريئة تجنب المنطقة كوارث محتملة.ويتفق المراقبون على أن نبرة الخطاب السياسي الأمريكي الجديد إزاء العالم العربي تغيرت منذ تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مهام منصبه، وذلك مقارنة بما كانت عليه في عهد سلفه جورج بوش، الذي اتبع سياسة التهديد والوعيد "ومن ليس معنا فهو ضدنا". يقول الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط، الدكتور مارتن بيك للاذاعة الالمانية، إنه مما لاشك فيه أن أوباما  يتبنى أسلوباً سياسياً مختلفاً تماماً عن سلفه بوش، الذي كان يتبع سياسة أحادية الجانب واعتمد في بعض الأحيان فقط على بعض التحالفات الوقتية. على عكس من ذلك يتبنى أوباما بوضوح إستراتيجية متعددة المحاور، كما يعتمد أيضاً على الشراكات مع الدول المؤثرة على المستوى الدولي، بما في ذلك في المنطقة العربية. ويتابع الخبير الألماني قائلا إن المرء ليلمس تغيراً في أسلوب أوباما وسعيه إلى الإنصات وبناء الشراكات طويلة المدى. لكن الخبير الألماني يستدرك بالقول إن أوباما سيواجه الكثير من المشكلات على الجانب الايراني". ويمكن اضافة امر اخر الى ما قاله الخبير الالماني، هوان خطاب اوباما نفسه يشهد بعض الغموض، ربما نتيجة ضغط العوامل المتناقضة. فكثير من علماء السياسة في الولايات المتحدة يرون أن من يريد معرفة كيفية صناعة القرار السياسي في الولايات المتحدة‏,‏ عليه ان يضع أولا في اعتباره‏,‏ انه يتعرض لواحد من أشد الانظمة السياسية تعقيدا‏.‏ وفي نظام سياسي له طبيعة خاصة‏,‏ فان أوباما يتحرك فوق خريطة سياسية تحدد له مسارات خطاه‏,‏ وهو نفسه فضلا عن ذلك‏,‏ مقتنع بقاعدة الحلول الوسط‏,‏ والوصول إلي النتائج بالاقتناع‏.‏ لكن اغلب المختصين بالشان الامريكي يرون ان النظام السياسي‏ هناك يعتمد على عقيدة موازنة الضغوط‏‏ بضغوط مضادة‏. وفي الحالة الايرانية، لا يعرف حتى اليوم مدى نجاح ضغط اوباما المضاد، والذي كان واضحا في رسالة نوروز، ان يكافح ضغط الملف النووي على مجمل المشهد العالمي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram