بكين/ الوكالات قالت تقارير صحفية امس ان الرئيس الافغاني حميد كرزاي يسعى خلال زيارته الاولى المرتقبة للصين منذ اعادة انتخابه، الى التقرب من رساميل جاره القوي الذي يفضل مساعدته على النهوض ببلاده من دمار الحرب على ان يتورط عسكريا في المستنقع الافغاني.
ويجري كرزاي من غدا الثلاثاء الى الخميس محادثات على حدة مع كل من المسؤولين الصينيين الثلاثة الكبار الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو ورئيس البرلمان وو بانغوو.وقال الناطق باسمه وحيد عمر انه سيعرض عليهم بصورة خاصة خطة المصالحة التي عرضها على متمردي طالبان، لكنه لفت الى ان القسم الاكبر من المحادثات «سيتناول المسائل الاقتصادية وسيكون الرئيس برفقة عدد كبير من رجال الاعمال الافغان».وبعد نحو تسع سنوات على سقوط نظام طالبان والاجتياح الاميركي لهذا البلد، يعتبر الخبراء ان قيام علاقة اقوى بين افغانستان والدول المجاورة لها عامل مهم لنجاح استراتيجية الرئيس الاميركي باراك اوباما في هذا البلد.وحدد اوباما هدف الانسحاب عسكريا من افغانستان اعتبارا من 2011 بعد مرحلة التعزيزات العسكرية الجارية حاليا.وباتت الصين تعتبر عنصرا اساسيا على طريق تحقيق هذا الهدف، وهي الحليفة القريبة من باكستان المجاورة والتي تشكل منطقتها الشمالية الغربية معقلا لتنظيم القاعدة وقاعدة خلفية لطالبان افغانستان.وشدد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الشهر الماضي على ضرورة توطيد العلاقات مع دول مثل الصين والهند وباكستان.وسيسعى كرزاي بالتاكيد الى اجتذاب مزيد من المستثمرين الصينيين المهتمين بالموارد الطبيعية الافغانية، بعد الاستثمار القياسي الذي وظفته مجموعة صينية في منجم ايناك، احد اكبر مناجم النحاس في العالم، قبل ثلاث سنوات وبلغت قيمته ثلاثة مليارات دولار.وقال وليد فارس الاستاذ في معهد الدفاع عن الديموقراطية، وهو مركز دراسات اميركي محافظ، ان كرزاي «ادرك انه يحتاج الى مصادر دعم اخرى لان دعم الولايات المتحدة لن يكون ابديا كما قال الرئيس اوباما. وكرزاي يسعى الى اقامة توافق جديد بين القوى الاسيوية بدءا بالصين».غير ان بكين ترفض رفضا باتا ارسال جنود دوليين الى افغانستان رغم مخاطر زعزعة الاستقرار نتيجة قيام نظام اسلامي مجددا في هذا البلد المجاور وتهريب المخدرات انطلاقا منه.وذكر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي اخيرا بالمساعدة «غير المشروطة» التي تقدمها بلاده لافغانستان ولا سيما في مجالات اعادة بناء المدارس والطرق والمستشفيات ولتنفيذ مشاريع مائية.واشار الى مشاركة الصين في سلسلة من المؤتمرات الدولية في هذا الصدد.وقال ان «العديد من المندوبين المشاركين في هذه الاجتماعات اعتبروا ان الوسائل العسكرية لا تشكل الحل الاساسي لتسوية المشكلة الافغانية».واوضح اندرو سمول خبير الشؤون الصينية في مركز جيرمان مارشال فاند الاميركي للابحاث ان نفوذ بكين «قد يكون مهما على الصعيدين الاقتصادي والسياسي على السواء، اذ يمكن الافادة من علاقات الجوار الوثيقة القائمة بينها وبين العسكريين الباكستانيين».لكنه تابع ان «بكين تمتنع عن استخدام نفوذها بالتكامل مع جهود الحلفاء، وقد سعت الى حد بعيد لتحقيق مصالحها الثنائية بدون الاكتراث كثيرا للاهداف الاوسع نطاقا التي يتقاسمها المجتمع الدولي».ويرى العديد من المعلقين الصينيين ان الاستثمارات الصينية في افغانستان تشكل عامل استقرار لانها تؤمن وظائف وتندرج بالتالي ضمن مساعي الحكومة الافغانية الرامية الى تقديم فرصة لعناصر طالبان الراغبين في التخلي عن السلاح.قتل عشرة مدنيين على الاقل الاحد واصيب تسعة اخرون في اعتداء انتحاري استهدف قافلة للجيش في جنوب افغانستان، وفق ما افاد مسؤول محلي.وقال داود احمدي المتحدث باسم حكومة ولاية هلمند لوكالة فرانس برس ان «عربة على ثلاثة دواليب انفجرت بقافلة للجيش وادت الى مقتل عشرة مدنيين على الاقل في حي مكتظ في اقليم غيريشك».واوضح ان الانفجار وقع فيما كانت القافلة تعبر جسرا كان يتنزه تحته جمع من الناس يحتفلون براس السنة الافغانية.
افغانستان تسعى للتقرب من جارتها الصين
نشر في: 21 مارس, 2010: 06:01 م