TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك :واقع حياة

شبابيك :واقع حياة

نشر في: 21 مارس, 2010: 06:04 م

عبد الزهرة المنشداوي بالنسبة لمن يعيشيون حولي في ضواحي شرق العاصمة بغداد يمكن وصف واقع حياتهم بالاتي:شوارع وساحات  مكسوة بطبقات من التراب صيفا والوحل والطين شتاءا .  حول منازلهم المبنية عادة بقطع الكونكريت (البلوك) قطعان من الكلاب السائبة ترعى كما ترعى الأغنام في الحقول الزراعية ،النفايات وتراكم بقايا الأطعمة تمدها بالحياة وتجعل منها أكثر خصوبة للتوالد ومن ثم التكاثر .وفي الليل تصبح أكثر عداءا منها في النهار.سحب الذباب في النهار وقرصات البعوض المؤلمة عند غروب الشمس ونشاط الفئران والجرذان في اكثر الغرف تحصينا تشكل ازعاجا وتقض المضاجع.
بحيرات من المياه الاسنة تفيض بكل الفصول تبعث بالروائح الكريهة .الطين والحجارة تشكل ذخيرة لا تنضب للأطفال الذين لايجدون من لعبة غير التراشق بها، وان ملوها وجدوا في لعبة مطاردة الكلاب من منطقة الى أخرى خير بديل .بعضهم قادته لعبة المطاردة هذه الى تقليد ما تعرضه شاشات التلفاز قبل فترة لأبطال هذا الزمان من تفننوا في قتل الضحايا الأبرياء بطرق مبتكرة تحت مسميات دينية وسياسية هم ابعد ما يكون عنها.قطع الورق والمقوى والبلاستيك صارت نارا ازلية ومدعاة الى ليل منار لايعرف الظلام .هياكل السيارات القديمة وأثاث المنازل التي لم تعد ذات فائدة مرمية على قارعة الطريق و تجعل من هذه المدن أطلالاً قبل أوانها لا ينقصها غير الهوادج والجمال.الأغنياء وحدهم يختارون أماكن سكنهم اما الشرائح الفقيرة فلا .الشعور بالضغط والتفاهة والظلم يدفعهم الى الكآبة واللامبالاة. واقع هذه الضواحي كما وصفناه والتي يشكل سكنتها نسبة عالية من الذين صوتوا خلال الانتخابات الأخيرة دفعهم ،هذا الواقع لان يجربوا اصواتهم من اجل الافضل.ولكن ياترى هل يحظوا بمن يتفهم ذلك من الكتل والاحزاب والأشخاص  وهل يفي من وعدهم بوعوده؟ ام يتناسى ذلك عامدا ويغريه المنصب والوجاهة والراتب الضخم وجواز السفر المميز فلا يزعجه من مزعج غير شكوى مواطن عاطل عن العمل او مريض يطلب الشفاء في مستشفى متخصص او أرملة منع عنها الراتب الذي لا يسمن ولا يغني، من جوع. من على هذه الصفحة كم من مواطن كتب واستغاث هذه الوزارة او تلك المؤسسة في سبيل إحقاق حق او الإشارة الى معاناة لا سبيل الى تخطيها الا بمساعدة مسؤول ولكن (لاحياة لمن ...) فأولياء الأمر لا هون في أمور غير الامور التي حسبنا بأنهم قد جندوا أنفسهم إليها وانطلت على المواطن دعواهم الى حين حصولهم على ما كانوا يبغون.الآن ونحن على مشارف حكومة جديدة وبرلمان جديد منتخب يريد المواطن حق صوته وبالتالي حق مواطنته في بيئة افضل وسكن يأويه ووظيفة تؤمن له العيش فهل ذلك كثير ؟ نتمنى ان نجد الأذن الصاغية التي لا تستخدم القطن لمنع صوت المواطن من الوصول إليها لأن ذلك يزعجها كما عهدناه في الدورة الماضية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram