أربيل/سالي جودتبدت شوارع اربيل شبه فارغة صباح امس 21 آذار حيث ذهب الناس الى خارج المدينة الى المصايف والربوع الخضر للاشتر اك بالدبكات والرقصات الشعبية بمناسبة اعياد نوروز، أصحاب المحال التجارية هم ايضاً لا يرغبون بتفويت فرصة الاحتفال مع الآخرين فاغلقوا محالهم ، و منحت حكومة إقليم كردستان عطلة لأربعة ايام لاتاحة الفرصة للمواطنين للتمتع بنوروز في اجواء الربيع الجميلة.
وكما هو معروف فعيد نوروز عيد قومي, يحتفل به الناس في اغلب انحاء العالم وبخاصة كردستان العراق حيث توقد شعلة نوروز في اعلى قمم الجبال في كل المدن الكردية التي تسمى شعلة كاوة الحداد .ونوروز الذي يصادف اليوم الاول للسنة الكردية, هو العيد القومي لدى الشعب الكردي والذي يجري فيه التحول الطبيعي في المناخ والدخول في الربيع الذي هو فصل الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الاسيوية وخصوصا الشعب الكردي .( المدى ) شاركت العراقيين افراحهم والتقت بعدد من مواطني كردستان الذين عبروا عن سعاد\تهم وهم يعيشون فرحة نوروز في ظل ترسيخ التجربة الديمقراطيةالكردستانية مع امنياتهم بان يسود الامن والامان كل ربوع العراق . ,وقال المواطن وسام دهام:منذ صباح يوم21 اذار اعتدنا التوجه الى المناطق الجبلية للاستمتاع بطبيعة الربيع الخلابة والاحتفال بهذا العيد من خلال الرقصات والدبكات الكردية الشهيرة ونحن نرتدي الملابس الفلكلورية. و هذا اليوم مرتبط باسطورة كاوا الحداد الذي قاد ثورة ضد الملك الظالم واشعل النار على ابراج قصره ابتهاجا بالنصر لذا فالنار تعد رمزا لعيد نوروز ولنوروز هذا العام طعم آخر يختلف عن السنوات السابقة لان العراق دخل مرحلة جديدة بعد نجاح الانتخابات , نهننىء الشعب الكردي بهذه المناسبة وجعل الله كل ايام العراقيين اعياداً.المواطنة جنار رشيد تقول : الاكراد يحتفلون بعيد نوروز بأعتباره ذكرى انتصار (كاوه الحداد ) على الملك الطاغية ,وهو يوم الربيع , ففي هذه المناسبة نقوم بتحضير انواع من الاطعمة والتي تبدأ بحرف السين مثل سيو يعني التفاح وساهون والسمسم وسكرمع وضع اناء فيه سمك احمر وغيرها من المواد اضافة الى ايقاد الشموع , وبعدها نجتمع مع اقاربنا وجيراننا للذهاب بسفرات الى احدى المناطق السياحية , وعادة نذهب الى شقلاوة , منذ الصباح الباكر حتى المغيب .المواطنة تريفا قادر تقول : قبل عدة ايام نبدأ الاستعداد بشراء الزي الكردي حتى للاطفال , حيث نرتدي الملابس الفلكلورية في عيد نوروز هذه عادات وتقاليد ما زالت مستمرة ومتناقلة عبر الاجيال ,اما الاكلات ففي كل مناسبة نقوم باعداد اكلات مختلفة كالبرياني والدولمة وغير ذلك اضافة الى الحلويات كاللقم والسجق والسمسمية , وغير ذلك,وفي عيد نوروز توقد شعلة من النار , كرمز لهذا العيد.ويقول المواطن ايفان صديق : يرجع الاحتفال بعيد نوروز الى آلاف السنين فالربيع يعني البهجة والفرح والسرور بعد ليالي الشتاء حيث تخضر الاشجار وتتفتح الورود , وهنالك حقيقة متداولة عند الشعب الكردي ,حيث اعتادت في صباح يوم 21 اذارو منذ الصباح الباكر القيام بسفرات يجتمع فيها الجيران والاصدقاء والاقارب للذهاب الى احدى الاماكن السياحية ,كالمصايف مثل مصيف شقلاوة او حاجى عمران ,سرسنك, عقرة وغيرها .سلام جواد مثله مثل باقي سكان مدينة اربيل خرج مع عائلته في نزهة الى سفوح الجبال الخضراء. ويروي سعيد سبباً آخر للاحتفال بعيد نوروز وهو ذكرى تأسيس مملكة ميديا في القرن السابع قبل الميلاد، أول مملكة كردية , ويرتدي اغلب الاكراد الملابس الكردية ذات الالوان الزاهية, ويبدأون الرقص (الدبكة) التي تشكل جزءاً مهماً من مظاهر الاحتفال بعيد نوروز عند الكرد، فافراد العائلة من الرجال والنساء يتحلقون ليرقصوا على انغام الطبل والمزمار، اضافة الى ايقاد النار من الحطب او اطارات السيارات وفي شقلاوة وعقرة ولكون المنازل تقع فوق الجبال يقوم اهلها بايقاد النار على اسطح منازلهم فتظهر الجبال وكأنها شعلة من نور . أري و ربين ,نمرود ,افين مجموعة من الشباب احتفلوا في ليلة عيد نوروز، إذ احرقوا الإطارات القديمة وبقوا حتى ساعة متأخرة من الليل، وفي اليوم التالي خرجوا مع عوائلهم الى المصايف القريبة من مدينة اربيل ويتمنون ان لا تقتصر الفرحة بعيد نوروز على الكرد فقط في العراق، بل يشاركهم فيها العرب في باقي المدن العراق . التقينا مع احدى السيدات التي افترشت الأرض مع باقي أفراد عائلتها على جانب طريق تؤدي الى مصيف صلاح الدين في شمال اربيل، وتحدثت عما اعدته لوجبة الغداء في ذلك اليوم، وهي اكلة الدولمة والبرياني. وتقول أم مينا إنها تنظر الى نوروز على أنه عيد كباقي الأعياد الأخرى، لأنه شهد مقتل الضحاك وفي هذا الشهر، احتفل الكرد في كردستان العراق بعدة مناسبات، تباينت بين الفرح والحزن. فمع بداية شهر آذار مارس استذكروا انتفاضتهم ضد النظام العراقي السابق عام واحد وتسعين، والانتخابات التي اجريت في السابع من اذار وفي منتصفه استذكروا عملية قصف النظام السابق لمدينة حلبجة الكردية بالغازات السامة والتي اودت بحياة الآلاف من سكان
نوروز عيداً للربيع وتجدداً للحياة
نشر في: 21 مارس, 2010: 06:08 م