عبدالله السكوتي يمثل عيد نوروز يوم انتصار الثورة ، ثورة (كاوه الحداد) الذي قاد حشود الناس ضد الملك المتجبر الطاغية (الضحاك)، ليهشم رأسه بمطرقته ولينقذ الناس من شروره.وقد كان الطاغية كما تقول الاسطورة يذبح في كل يوم شابا من رعاياه، ليطعم مخه ثعابين كانت على كتفه، فهجم كاوة مع جموع المظلومين على قصر الطاغية ، واشعل نارا على جثته.
وقد ربط الشاعر الكردي كوران بطولة الكرد بقوى الربيع وحتمية الانتصار مع اتيان الاعتدال والصفاء رابطا بين قوى الثورة وثورة الطبيعة ، وقد صور كثير من الادباء الكرد صوروا الطغاة وهم يلبسون ذات ثوب الطاغية الضحاك، لكنهم استدركوا ان مطرقة كاوة الحداد ستبقى ماثلة للعيان يمسك بها شعب كردستان يحطم بها عروش الطغاة والاباطرة.تشتعل نار الثورة في هذا اليوم على قمم الجبال، لتعطي الثورة استمرارها، حيث تكون الجبال مهدا ورحما خصبا لولادة الثورة من جديد ؛ حركات وحركات طالبت بإنصاف الكرد ضد جلاديهم ، انه شعب كبير يستحق ان يتوقف عنده اي شيء بما في ذلك الزمن ليرى حجم التضحية، حيث يعيش الثائر الكردي ثورته منذ الولادة، وهو بعد كبيرا يتمترس بهويته التي حاول البعض ان يمحوها، انها روعة الثورة ضد تقلبات الطغاة المستمرة لتنتهي بروعة الربيع وخروج اول زهرة في الارض على اعتاب يوم نوروز الخالد.لقد اطلعنا صغارا وكبارا على مأساة الشعب الكردي وتعاطفنا معه ومع مصائبه التي حاول بها الطغاة جاهدين لاذابته والتأثير على شخصيته المستقلة ومصادرة لغته وايمانه ومبادئه، لقد ألقت قوات الامن في النظام السابق القبض على فتاة استشهدت بقصيدة لناظم حكمت باللغة الكردية الجميلة، حين قال في زيارة للثوار الكرد حينذاك، وقد استقبل بحفاوة كبيرة:لست اعلى جبل من جبال كردستانلكنني اتمنى ان اكون ترابا تدوسه اقدام الثائر الكردي، كنت حينها اعلم ان لابد لهذه القيود من كاوة الحداد كي يهشمها ، انتصرت كردستان بشعبها الحي الذي اعطى الكثير وضحى بالكثير، وفرض شخصيته على ارضه وجباله ، وليكتب تاريخه بيده دون تشويه من قبل المأجورين وسواهم من المشوهين الذين يحاولون تغيير قدر الشعوب .لقد كتب الكرد حريتهم بدمائهم ونضالهم وادبهم الحي الذي طالما بشر بالثورة، وليشعل النيران على رؤوس الجبال التي آوت الرجال، ومن ثم لتشع نورا ينتصر على الظلام الذي حاول اجهاض هذه الثورة مرات عديدة؛ يكفي ان ترى جبال كردستان ، فتعلم ان هذا الشموخ لايمكن ان يكون الا لشعب محب للحرية والكرامة والحياة ؛ لقد استلهمت كردستان ثورة كاوة الحداد بكل تفاصيلها، واتخذتها نهجا لتحقيق الذات ورفض الانسياق للاستكانة مع ان طريق الحرية وعر ومليء بالدماء، لكن يبقى قدر الشعوب ان تقاوم الى ان تنتصر؛ هنيئا لكم عيدكم الكبير وهنيئا لكم ثورتكم التي صارت مسمارا في نعش كل طاغية حاول ان يتجاهل الشعب الكردي الكبير.rn
هواء فـي شبك :نوروز الثورة والربيع
نشر في: 21 مارس, 2010: 08:15 م