بغداد / علي الكاتبلقد كان حلم شراء سيارة بسيطة لا تتميز بمواصفات كثيرة يراود الكثيرين من الشرائح الاجتماعية بضمنها اولئك الذين يعدون من ميسوري الحال الذين كان يراودهم الامل في شراء سيارة حديثة تحمل مواصفات تتنافس شركات السيارات في كل عام على ابتكار وتصنيع الاحدث والافضل من حيث المزايا والمواصفات التي تحفز الراغب لشراء سيارة حديثة على اقتنائها ،
الا ان المتغييرات الاقتصادية والسياسية الاخيرة منذ سقوط النظام جعلت المعادلة مختلفة بعض الشيء اذ ارتفعت معدلات دخول الكثير من الشرائح الاجتماعية واصبح ذلك الحلم بمتناول الجميع خاصة مع فتح باب الحدود والاسواق المحلية على مصراعيها امام الكم الهائل من السيارات ولنجد ان معارض السيارات خرجت من اطارها التقليدي لتصبح منتشرة في كل مكان حتى اصبحت اعدادها تنافس اعداد مطاعم الاكلات الشعبية. يقول ابو وليد الكرخي صاحب معرض في منطقة البياع: ان شوارعنا أصبحت هذه الايام اشبه بصالات عرض السيارات التي احتلت الارصفة في بعض الاحيان لتتسبب بحالة من الفوضى والارباك والزحام الشديد وهي ظاهرة غير حظارية من دون شك ،على خلاف المعارض الاصلية الموجودة في البياع والنهضة بجانبي بغداد الكرخ والرصافة وهي معارض معروفة ومجازة من قبل دائرة امانة بغداد ولانتجاوز على احد من اصحاب المحال التجارية او اصحاب المشاتل وغيرها من المحال التي اصبحت معارض السيارات غير الرسمية تنافسها . فيما يقول احمد خير الله طالب ماجستير في كلية اللغات ان السيارة الحديثة كانت امل يراود كل شاب طموح مقبل في حياته على مستقبل جميل منعم بالرفاهية والمتعة والسيارة الحديثة احداها الى جانب كونها ضرورة من غير الممكن الحديث عن الاستغناء عنها في ظل متطلبات الاسرة اليومية والحاجة الى التنقل بين منطقة واخرى،حيث يصعب على الكثيرين تحمل نفقات سيارات الاجرة بشكل مستمر او الركوب بوسائط النقل العامة من الحافلات. ويضيف السيارات الحديثة وموديل السنة كأن تكون 2010 هي بمثابة حلم ليس بمقدور اصحاب الدخول المتوسطة نيله بيسر فيما كان حكرا على الاغنياء فقط ،اما في الوقت الحاضر فالحال تغير كثيرا، اذ هناك تدفق للسيارات الحديثة ومن مناشئ مختلفة فالبعض يفضل السيارات اليابانية او الكورية التي تحمل مواصفات يفضلونها كالخفة والرشاقة وجمالية الشكل الخارجي وبساطته والناحية الاقتصادية من حيث قلة استهلاك مادة البنزين وتوفر قطع الغيار باسعار مقبولة فيما يرغب الآخرون في السيارات الامريكية والالمانية والسويدية ذات المتانة والفخامة والسرعة وغيرها. ويتابع: العراق في الوقت الحاضر يعد في مقدمة الدول التي تستورد السيارات في العالم وهو في صعود إلى سلم الأولوية بين بقية الدول ،وليس بمستغرب ان يكوة او دولة في العالم من حيث استيراد السيارات الحديثة،الى جانب كونه سوقا يفضله تجار السيارات المستعملة خاصة في دول الخليج التي تستورد سيارات حديثة في عام وتصدرها في العام الحالي لان اسواقها تبيع السيارة التي تنتج في ذات العام على وفق طلبات الشراء في تلك البلدان ،وياتي العراق ليكون له افضلية في استيراد تلك السيارات المستعملة التي تكون اسعارها قليلة مقارنة بالسيارات الحديثة المعروفة بـ (الزيرو). علي النعماني موظف متقاعد في اواخرعقده الستيني يقول: لي شغف كبير في شراء سيارة من موديل سنة التصنيع وقد يكون في ذلك كبت لفترة طويلة من الحرمان عشناها سابقا، إذا كان المرء يركب سيارة (برازيلي) فولكس واكن يكون من اهل الترف والجاه،وهو ادراك وتقييم كان يتناسب مع تلك الحقبة التي شهدت سنوات عجاف من الفاقة والكفاف انفرجت اخيرا بنمو اقتصادي مضطرد وزيادة في معدلات الدخل وارتفاع القدرة الشرائية للمواطن العراقي فالرواتب تحسنت بنحو كبير واصبحنا نحن شريحة المتقاعدين افضل حالا عن السابق،واصبحت قيادة سيارة حديثة في الشارع ترفاً اقتصاديا بمتناول الجميع بعد ان كان سابقا محصورا بفئة معينة وشريحة من الاغنياء واصحاب السلطة والنفوذ! نورة سلمان 25 سنة تقول: لم نمتلك طوال حياتنا سيارة حديثة ،فمنذ نعومة أظفاري وفي بيتنا سيارة والدي القديمة (كرونا) الذي لطالما كان يتغنى بمجده التليد الذي اثمر عن حصوله على هذه السيارة الذي كان يرفض القول عنها انها سيارة قديمة لم تعد تفي بالغرض وفق التطورات الحاصلة في العالم لان سنة انتاجها تعود الى عشرين سنة مضت اي ان عمرها الافتراضي قد انتهى منذ وقت طويل، ولم تكن لنا طموحات في اقتناء سيارة حديثة لان اهتمامات رب الاسرة كانت منصبة في توفيرالغذاء والمسكن والمستلزمات الضرورية الاخرى. وتضيف: بعد عام 2004 سافر اخي الى احدى الدول الخليجية للعمل وبدأ بعد سنة بارسال سيارة حديثة ونحن الان نملك ست سيارات حديثة وحاليا نفكر ببيع أربع منها والابقاء على اثنتين فقط،ونتمنى من اخي ان يتوقف عن ارسال السيارات لاننا لم نعد بحاجة اليها اذ بلغت حاجتنا منها مستوى الاشباع او اكثر. محمد سامي يقول: ان شراء وبيع السيارات خرج عن المفهوم والطابع التقليدي للشراء اذ كان الراغب في شراء سيارة يذهب الى المعرض او ساحة البيع المباشر لمعاينة السيارات واختيار واحدة منها وفقا لماله وما يرغب فيه من السيارات المختلفة،اما في الوقت الحاضر فالحال تغير اذ اصبح عرض السيارات واتمام الصفقات ودفع المب
الاقبال على شراء السيارات الحديثة .. هل ترف أم تحسن فـي المستوى المعيشي؟
نشر في: 22 مارس, 2010: 04:22 م