TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > صناعة السيارات في أمريكا..هل يمكن للأمريكيين أن يتعلموا حب السيارات الصغيرة؟

صناعة السيارات في أمريكا..هل يمكن للأمريكيين أن يتعلموا حب السيارات الصغيرة؟

نشر في: 22 مارس, 2010: 04:25 م

ترجمة / مصطفى علي فالح على الرغم من أحزان المدينة التي تضيفه،ألا أن معرض سيارات ديترويت السنوي لا يزال يعد مركز الريادة في عالم صناعة السيارات الأمريكية، ففي كانون الثاني الماضي وبينما كانت هذه الصناعة تصارع في اكبر أزمة اقتصادية شهدها العالم في الذاكرة الحية مصحوبا بانهيار اثنتين من ثلاث شركات أمريكية رئيسة في صناعة السيارات تقع مقراتها الرئيسة في تلك الولاية ،
أقيم هذا المعرض على أمل أن تكون السنة الجديدة فاتحة خير وليس كسابقتها التي امتازت بكونها مصحوبة بالشكوك وعدم الثقة. الأمل هو كل ما تبقى لتفادي الازمات فنرى أن كل من شركة فورد التي تفادت الافلاس وشركة جنرال موتورز التي لم تتفاداه قد قامتا بعرض جذاب ومغرٍ لطراز جديد من السيارات الأمريكية حيث تتميز تلك السيارات بحجمها الصغير مقارنة بسابقاتها وكذلك استهلاك الوقود القليل والذي يعد شرطا أساسياً في إقبال المستهلكين على الشراء نظرا للارتفاع الكبير لأسعار الوقود والنفط العالمي. لقد جاء هذا العرض الجديد للسيارات وسط مؤشرات على أن السوق في طريقه او قد يشهد انتعاشا،ويمكن أن تصل مبيعات السيارات في أمريكا هذا العام الى مستويات تعد جيدة جدا مقارنة لما حصل أبان الأزمة الاقتصادية العالمية وما تبعها من أزمات لا تزال تحوم في فلك الاقتصاد العالمي الى حد الآن. لقد طغت مركبات من حجم ( 12 أم ) على هذا المعرض هذا العام في أمريكا حيث تعتبر الشريك الأصغر في الوقت نفسه أمل ديترويت الذي تعلق عليه مستقبلها فكان هذا النوع هو الحجر الأساس في السوق الأوروبية وكما هو ملحوظ ولسنوات خلت وسيكون تقبل المواطنين الأمريكان صعبا ومحفوفا بالمخاطر لهكذا نوع من المركبات وذلك بسبب تمحور فكرة كون السيارات ذات الأحجام الصغيرة،هي للناس الفقراء فقط . أن هنالك أسبابا عدة وضغوطاً في تحول مسار صناعة السيارات في ديترويت الى الأحجام الصغيرة ،أكبر تلك الضغوط هو الضغط على صانعي السيارات وعلى نحو متزايد لتلبية القواعد الصارمة على الاقتصاد في استهلاك الوقود وانبعاث الغازات. في منتصف العام الماضي أعلن باراك أوباما أن معيار ( أم بي جي 35 ) من شأنه أن يدخل حيز النفاد في العام 2016 بدلا من العام 2020. بدل من الاحتجاج بصخب وكما حدث في الماضي ،فلقد تم الإشادة بحكمة ديترويت،فبقائهم على قيد الحياة،بمعنى البقاء في الاسواق يعتمد على المستوى الاتحادي ومستوى الخروج بكفالة الاموال وعليه نجد أن شركتي ( جي أم ) و ( كريسلر ) لم تمتلكا أي خيار جيد وناجع لحل مشاكلهما،بينما نجد أن شركة ( فورد ) قد حافظت على نفسها. كل الشركات الثلاث كانت قد أنكوت قبلا نتيجة تضاعف أسعار النفط في العام 2008 وكانوا على يقين بأنه على الرغم من تدني أسعار الوقود مرة ثانية،الا أن نموذج العمل المبني على البقاء وعلى هذا النحو غير الثابت كان مكسورا. لقد أدى ذلك الى استنتاج أخر لا مفر منه ،وهو أنه على الرغم من أن بعض الأمريكيين يأبى أن يفترق عن مقطوراتهم وسياراتهم الكبيرة التي يعتبرونها رجولية،فأن هذا الخيار أصبح شرا لابد منه ولم يعد خيارا بعد الآن. أن المعيار الجديد للسيارات الامريكية يرتكز على تطوير الموديلات الجديدة صغيرة الحجم والاستهلاك لن يكون هنالك أي خيار امام صانعي السيارات الامريكية ذات الاحجام الكبيرة سوى محاولة بيعها الى أوروبا او آسيا وعلاوة على ذلك لا يمكن البدء للتعويض عن الخسائر الا من خلال استخدام الانظمة الاساسية نفسها المتبعة في جميع انحاء العالم من شركات صناعة السيارات، لهذا السبب قام الرئيس التنفيذي لشركة فورد" ألان مولالي" في بداية 2007 بالتخطيط لامر أعتبر نقاشيا في ذلك الوقت لاعادة صياغة التصاميم العالمية وسترتيجية التنمية. لهذا السبب أيضاً أدركت جنرال موتورز في وقت متأخر الخطأ الفادح الذي وقعت وفيه وهو بيعها لشركة (أوبل/ فوكسهول) الأوروبية. يبقى السؤال الذي يطرح نفسه مرارا وتكرارا ولا احد قادراً على الاجابة عليه وهو فيما اذا سيتقبل الأمريكيين فكرة دفع ما يكفي من المال مقابل شراء سيارات صغيرة الحجم ومربحة و أول الشركات التي سوف تعرف نتيجة هذا السؤال هي شركة فورد كونها قامت بإنتاج وحصد جوائز السيارة الاقتصادية في معرض أمريكا الشمالية للشاحنات و السيارات،على التوالي فنجد أنها أنتجت طراز (فيويشن هاي بيرد) والتي أطلق عليها نجمة معرض ديترويت وسيبدأ أنتاج وعرض هذه السيارة على المستوى العالمي والمحلي بدءا من 2010 لتلاءم المعايير والظروف والأذواق الجديدة. أيضاً سوف تطلق شركة فورد الموديل الجديد لسيارة ( فييستا ) في أمريكا خلال هذا الصيف التي أمتازت بكونها من أكثر السيارات مبيعا في أوروبا ومنذ أواخر العام 2008 كونها تتصف بمعايير فريدة وهي تعد متطورة جدا بالنسبة لسوق السيارات العالمي. سيكون سعر الفورد فييستا الجديدة أبتداءً من 14,000 $ الى 20,000 $ مع كل الاضافات والمواصفات، أن شركة فورد تسير على المسار الصحيح بفضل تحسين نوعية المنتج وايظا بفضل تجنبها للافلاس. يبقى السؤال الكبير الان فيما اذا كان بالامكان إقناع الأمريكيين بدفع مبالغ كافية من المال من اجل الدفع بهذه الصناعة الى المستقبل المتقدم الواعد؟ عن الواشنطن بوست الامريكية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram