ترجمة / عادل العاملبدا لي يوم المرأة العالمي، 8 آذار، كما تقول نانسي فولبر، بروفيسورة الاقتصاد في جامعة ماسشوستس، مناسبة ملائمة للتساؤل عن البلدان التي يكون فيها أداء النساء هو الأفضل ــ و لماذا؟ و يعتمد الجواب، بشكل واضح، على كيفية تعريفك كلمة " أفضل " ــ بالمعنى المطلق، أم النسبي وفقاً للرجال، أم هو خليط من الاثنين معاً؟ إن بإمكانك أن تختار في الأقل أربعة ترتيبات rankings منشورة مختلفة تأخذ في الحسبان جانباً ما من عدم المساواة بين الجنسين تتضمن الولايات المتحدة،
و لا أحد منها يضعنا بين العشرة الأوائل. و أتمنى لو انني استطعت أن أقول أي ترتيب أعتبره الأفضل، لكنها جميعاً تنطوي على تحديدات جدية،و على كل حال، فإن الاكتشاف الثابت هو أن السياسات العامة تمتلك تأثيراً مهماً على مساواة الجنسين، بصرف النظر عن مستوى التطور الاقتصادي العام. في عام 1995، قدّم تقرير (التنمية البشرية التابعة للأمم المتحدة) مقياسين مصمَّمين لتسهيل مقارنات وضع النساء عبر البلاد، أحدهما (كشّاف Index التنمية المتعلقة بالجنسين)، يأخذ كنقطة انطلاق له (كشّاف التنمية البشرية) المستند على متوسط العمر عند الولادة، و التسجيل في المدارس، و معرفة القراءة و الكتابة لدى البالغين، و الناتج المحلي الاجمالي لكل فرد. و يأخذ كشاف التنمية المتعلقة بالجنسين في الحسبان كلاً من المستويين المطلق و النسبي لهذه العوامل، ليجازي البلدان بالتفاوت العالي بين إنجازات الرجال و النساء. و في عام 2007، و هي آخر سنة كانت المعطيات متيسرة لها حديثاً، احتلت الولايات المتحدة المرتبة 13 على كشاف التنمية البشرية و المرتبة 19 على كشاف التنمية المتعلقة بالجنسين. و أخذت النرويج المكان الأول على كشاف التنمية البشرية، لكن الثاني على كشاف التنمية المتعلقة بالجنسين ( و أخذت أستراليا الذهبية على الكشاف الأخير ). أما مقياس الأمم المتحدة الثاني، مقياس تمكين الجنسين Gender Empowerment Measure ، فيركّز بصورة أضيق على المستويين النسبيين للمشاركة السياسية و سلطة اتخاذ القرار، و المشاركة الاقتصادية و المكاسب المالية. و على كل حال، فإن العنصر الاقتصادي يتأثر بمستويات الدخل المطلقة،و كنتيجة لذلك، تأتي مرتبة البلدان المنخفضة الدخل في الأدنى. و قد أخذت السويد الجائزة العليا في عام 2007، مع احتلال الولايات المتحدة المرتبة 18. و تنشر منظمة المراقبة الاجتماعية كشاف إنصاف Equity الجنسين الذي يربط العناصر المماثلة لكلٍ من هذا الكشّاف و كشاف التنمية المتعلقة بالجنسين، لكنه يعتمد كلياً على المقاييس النسبية، مستخدماً مجموع 100 للإشارة إلى المساواة التامة. و يضع هذا المقياس بعض البلدان الأقل تنميةً ( مثل رواندا ) في الفئة العليا إلى جنب بلدان اسكندنافية، بمجموع نقاط 80؛ أما النقاط التي أحرزتها الولايات المتحدة فأقل من 65. و نشر المنتدى الاقتصادي العالمي كشاف فجوة الجنسين Gender Gap Index في عام 2007 الذي يربط المقاييس الكمّية مع بعض المقاييس النوعية المستندة على مسحٍ أُجري لـ 9,000 من قادة الأعمال التجارية في 104 بلدان، و قد وضعوا الولايات المتحدة في الموقع 31. و بالرغم من هذه الاختلافات، فإن عيِّنة واضحةً تظهر هنا، فالبلدان الاسكندنافية التي جعلت من مساواة الجنسين هدفاً واضحاً و نفَّذت سياساتٍ مثل رعاية الأطفال الشاملة و دفعت مأذونيات أسرية تحتل على الدوام تقريباً أعلى القائمة. بينما تتخلف الولايات المتحدة بعيداً عنها. و تُظهر المساعي للنظر بشكلٍ أكثر تحديداً إلى البلدان النامية أن بلداناً عدة في أميركا اللاتينية، مثل باراغواي، تبرز من خلال مساعيها لإصلاح قانون الأسرة و الارتفاع بالإصلاحات الزراعية التي تمنح النساء مدخلاً إلى ملكية الأرض. و هناك، من جانب آخر، بلدان كثيرة في أفريقيا و الشرق الأوسط تفرض قوانين تقيّد بجلاءٍ حقوق النساء.
أفضل البلدان اقتصادياً بجهود النساء
نشر في: 22 مارس, 2010: 04:26 م