TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تركيا والمشكلة الايرانية النووية بين ضغوط الغرب والمصالح الخاصة

تركيا والمشكلة الايرانية النووية بين ضغوط الغرب والمصالح الخاصة

نشر في: 22 مارس, 2010: 04:46 م

فالح الحمرانيفي ذروة تفاقم التوتر الدولي حول ايران زار وزير الخارجية التركية داود اوغلو طهران في 16 فبراير الجاري. واندلعت الازمة الجديدة بعد اعلان القيادة الايراينة عن بداية تخصيب اليورانيوم حتى 20% بالقدرات الذاتية،واستهدفت زيارة داود اوغلو بالعمل على انفراج الوضع،
 بالرغم من ان المرء لابد ان يتسائل في هذه الحالة عن مدى فعالية الجهود التركية للتاثير على الحالة حينما حصلت الولايات المتحدة على مبرر مقنع الى درجة كبيرة لكي تدفع اعضاء مجلس الامن لفرض عقوبات جديدة.وكانت زيارة داود اوغلو لطهران هي الخامسة من نوعها لطهران.وبالرغم من حصول تقدم فان القيادة التركية وكالسابق تدعو الى اهمية تسوية القضية الايرانية عن طريق المباحثات.وثمة اسباب جدية لاستمرار تركيا جهودها بهذا الاتجاه.وتراهن تركيا على النهوض بمهمة الوساطة لمد الجسور بين طهران والدول المشككة باهداف برامجها النووية والصاروخية ودورها الاقليمي عموما وبالمقام الاول مع الولايات المتحدة الامريكية، سيعزز مواقع انقرة في الساحة الدولية.وفي الوقت نفسه فان اي سيناريو اخر لحل القضية الايرانية سترفضه تركيا.ومن دون شك فان تركيا ضد تحول ايران الى دولة نووية لان ان هذا التطور ينطوى على توسيع نفوذ ايران في المنطقة وخلق وضعا قابلا للانفجارعند الحدود الايرانية.وتدرك الدوائر النافذة بتركيا ان المناخ الطيب في العلاقات مع ايران لن يتيح لانقرة اعتبار القنبلة النووية الايرانيية تهديدا محتملا لها.وترى انقرة ان الاخطر من هذا هو التجاء الولايات المتحدة واسرائيل للخيار العسكري في التعاطي مع ايران لانه سيحول تركيا الى جبهة عسكرية امامية بكل ما ينطوي عليه هذا التطور. واضافة لذلك فان هناك احتمالا قويا من هبوب رياح بارده تعكر اجواء العلاقات الثنائية في حال امتناع انقرة المتوقع عن الدعم العسكري مثلما حدث اثناء دخول القوات الامريكية في العراق عام 2003. ومنذ ذلك الحين فان القيادة التركية تعلن وبحزم انها لن تسمح باستعمال أراضيها للقيام بعمليات عسكرية ضد ايران. ان مصالح انقرة الوطنية ترغمها على التصدي لقضية فرض عقوبات على ايران.فوتائر التبادل التجاري بين تركيا وايران تتصاعد باستدامة. ويعود هذا بالدرجة الرئيسية للتعاون في مجال الطاقة.ومن المنتظران يتضاعف قريبا حجم التبادل التجاري الذي بلغ  10 مليار دولار قريبا لمرتين، وان كون هذه الزيادة ستتحقق بفعل توريدات الغاز الطبيعي لتركيا فانه سيضفي على العلاقات التجارية والاقتصادية طابعا استراتيجيا.وهناك عاملا اضافيا يلعب دوره المهم في رسم علاقات تركيا بايران، الا وهو حرص انقرة للاحتفاظ بمكانتها في العالم الاسلامي. ومن المعروف ان حزب العدالة والتنمية الحاكم بذل جهودا مكثفة  لخلق صورة ايجابية عن تركيا لدى الراي العام في الدول الاسلامية. فبعد سلسلة المواجهات الدبلوماسية مع اسرائيل فان مكانة الحكومة الاسرائيلية ازدادات ازدياديا ملموسا. ويؤكد رئيس الوزراء التركي طيب رجب اوردوغان تمسكا بهذا النهج، في كافة خطبه المكرسة للشرق الاوسط، ان القواعد يجب ان تكون واحدة لجميع الدول من دون استثناء. وتقوم هذه القواعدة على انه مادامت إسرائيل تمتلك سلاحا نوويا فلا يجوز مطالبة الدول الاخرى الامتناع عن خطط امتلاك الاسلحة الفتاكة.في الوقت نفسه تمارس تركيا دبلوماسية حاذقة للتعامل مع اسرائيل.وجرى الكلام خلال مباحثات داود اوغلوا مع نظيره الايراني منوشهر متقي عن بذل الجهود المشتركة لتحويل الشرق الاوسط الى منطقة مستقرة ومزدهرة والمشاركة بتحمل المسؤوليات في المنطقة. واشار داود اوغلو الى ان انقرة تجري مشاورات مستديمة عن البرنامج النووي الايراني. وامتنع متقي عن وصف الجهود الدبلوماسية التركية بانها مهمة وساطة، وقال ان تركيا تشارك في تبادل الاراء بشان قضايا السلم والهدوء في المنطقة.واضافة لذلك فان تركيا مستعدة لجعل جهودها الدبلوماسية مشاركة مباشرة في حل المشكلة. وحينما كان اوردغان في الدوحة اخيرا اعاد الاذهان الى اقتراح  امين عام الوكالة الدولية للطاقة النووية السابق محمد البرادعي عن اجراء تبادل اليورانيوم الايراني بيورانيوم عالي التخصيب في تركيا. وعلى وفق اوردغان فانه وفي حال التوصل لعقد اتفاقية بين  ايران والسداسي الدولي فان تركيا ستقدم  اراضيها لاجراء هذا التبادل.وعقد اوردغان بقطر لقاءات مع وزيري الخارجية الامريكية والبريطانية كرست للقضية الايرانية، وزيارة دواد اوغلو لامريكا. واجتمع ممثلي البيت الابيض مرات عديدة مع نظرائهم الاتراك. وثمة دلائل على ان تركيا تقوم بالدبلوماسية المكوكية، وعلى ان واشنطن وطهران تقبلان بصورة غير مباشرة بالوساطة التركية،وان هناك اهتماما مشتركا بهذه الوساطة من قبل الطرفين.وبالنسبة لواشنطن وتركيا التي تربطهما علاقات تحالفية طويلة  الامد،ان جهود الوساطة التركية هي اهم قناة للتواصل مع القيادة الايرانية. وتتيح جهود الوساطة التركية لايران ومهما كانت نتائجها ربح الوقت.ان المشكلة النووية الايرانية يمكن ان توفر لتركيا فرصة سانحة للظهور بمظهر الدولة المؤثرة في الساحة الدولية.وا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram