تواصل دورة معرض بغداد الدولي أعمالها لليوم السابع بحضور شخصيات سياسية واقتصادية وممثلي عن حكومات الدول المشاركة، وقد شهدت أروقة المعرض خلال الايام الماضية مفاوضات ولقاءات مطولة من اجل الوصول للعديد من الاتفاقيات، وأكد رجال أعمال عراقيون انهم سعداء بهذه الدورة لأنها أتاحت الفرصة لهم لعقد اتفاقات ثنائية مع عدد من الشركات العالمية الكبرى للحصول على وكالات تجارية لماركات شهيرة سواء في مجال السيارات او قطع الغيار. وقال محمود راضي صاحب وكالة الامل التجارية : ان معرض بغداد فرصة للاطلاع على احدث المنتجات العالمية، وأضاف راضي انه يهتم بما تنتجه الشركات من مطابخ واثاث منزلي، ولهذا اسعى للاتفاق مع بعض الشركات التركية للحصول على توكيل خاص لمنتجاتها في العراق ..
مواطنون من جانبهم أكدوا ان الدورة الحالية لهذا العام شهدت مشاركة واسعة للكثير من الشركات ما اتاح لهم الفرصة للاطلاع على احدث ما أنتجته الصناعات في العالم.
معوقات الوصول للمعرض
في مقابل هذا النجاح الذي حققته الدورة الحالية شكا العديد من المواطنين من صعوبة الوصول للمعرض بسبب غلق الطرق المؤدية له بالإضافة الى الانتشار المكثف لسيطرات التفتيش ما يعرقل حركة السير في الطرق المؤدية .
ونوه الأكاديمي سلام الأنصاري بما وصفه بالتأثير السلبي لموقع معرض بغداد الدولي الحالي على المناطق التجارية المجاورة والخسائر الكبير التي لحقت بأصحاب المحال نتيجة قطع الطرق والتسبب بازدحامات كبيرة.
وقال الأنصاري إن الأيام التي يقام بها المعرض تشهد خسائر كبيرة للمناطق التجارية القريبة وتذمراً من أهالي المناطق المجاورة، فضلا عن تراجع حركة السوق في الشورجة وجميلة بسبب عزوف تجار المحافظات عن المجيء لبغداد لانقطاع الطرق والازحامات الشديدة.
وأوضح: أن الأرض الحالية للمعرض صممت في نهاية الخمسينيات وهناك بديل لها قرب مطار بغداد، لكن المسؤولين يصرون على بقائه مكانه ما يتسبب بزيادة معاناة الناس المجاورين للمعرض أو الذي يمرون بالقرب منه ذهاباً إلى أعمالهم.
من جانبها، قالت السيدة " ام نهال " ان المعرض تسبب في انقطاعها عن العمل خلال الايام الماضية بسبب قطع الشوارع وحالة الفوضى المرورية مما جعلها تطلب إجازة طيلة أيام المعرض، وأضافت السيدة أم نهال أن الكثير من موظفي دائرتها القريبة من معرض بغداد يعانون صعوبة الوصول إلى مكان عملهم.
بسماية والسيارات الحديثة الأكثـر التقاطاً للصور
الصورة الفوتوغرافية وبرغم قرار منع دخول كاميرات التصوير كانت الظاهرة البارزة في المعرض حيث عمد العديد من الزائرين وخصوصا الشباب الى التقاط الصور التذكارية لعموم أجنحة المعرض لكن جناح هيئة الاستثمار وتحديداً مشروع بسماية كان الأكثر زخماً من المواطنين لالتقاط الصور لاسيما أن الجناح أعطى صورة وديكور حقيقي لشقق مشروع بسماية ويعد الحلم للمواطن مخلد كريم فيما يتوافد الشباب على التقاط الصور للسيارات الحديثة التي تم عرضها في أجنحة كوريا والشركة العامة للسيارات.
رغبة ألمانية في الاستثمار
اكدت السفيرة الالمانية بيرته خلال حفل مراسيم رفع العلم الألماني في دورة المعرض قائلة ان انطلاقة الدورة الحالية ودعوة العراق لنا ما هي الا دلالة على تقوية اواصر علاقات التعاون بين المانيا والعراق. بيرته أشارت الى أن حضور شركات ألمانية معنية بالسيارات والنقل والمواد والمستلزمات الطبية والتنقيب والحفريات لتشارك في هذا المعرض سعياً منا الى تحقيق اعلى منفعة ممكنة عبر التعاقد مع الجهات الحكومية او القطاع الخاص في مجالات اختصاصها. كما اكدت ان قرابة الـ 15 شركة من الشركات الالمانية المتواجدة في ارض المعرض لها عقود استثمارية في العراق، وهي تسعى الى توسيع وجودها ليشمل عددا من المحافظات والمدن، لاسيما الشركات المعنية في قطاعات المياه والصرف الصحي والكهرباء والنقل، مؤكدا رغبة العديد من المستثمرين ورجال الأعمال الالمان في القدوم إلى العراق بحثا عن مشاريع استثمارية يمكن أن تعود بالمنفعة إلى كلا الطرفين لاسيما أن العراق بحاجة الى تكنولوجيا متطورة كتلك التي تتميز بها الشركات الألمانية. مدير عام شركة المعارض صادق حسين سلطان أعتبر مشاركة جمهورية ألمانيا الاتحادية بحد ذاتها انجازا عظيما، متمنياً لهم أن تكون المشاركات القادمة متجددة لما يمتلكه المواطن العراقي من ثقة كبيرة بالمنتجات والصناعة الألمانية، وحث الجانب الألماني على فتح معارض ألمانية متخصصة في بغداد. ويعد حافزاً قوياً في جذب الشركات العملاقة الأخرى التي تمتلك ثقة لدى المواطن العراقي من خلال منتجاتها المعروفة كما هو حال الشركات الألمانية التي لا يكاد بيت عراقي يخلو من الأجهزة أو المقتنيات ذات المنشأ الألماني، ولدينا رغبة جدية لدخولكم في استثمارات كبيرة في السوق المحلية من خلال تنفيذ مشاريع في مجالات البناء والإسكان والصناعة، لثقة المواطن العراقي بالمنتج والخبرة الألمانية في مجال التكنولوجيا والصناعة. مضيفاً ان الفرصة مؤاتية للشركات وللتجار ورجال الأعمال لعقد شراكات العمل مع نظرائهم المشاركين لتطوير أواصر التعاون بين الجانبين.
إنشاء مصافي النفط في جنوب العراق
الملحق التجاري في سفارة التشيك ببغداد جيري جارفات أعلن عن بدء تنفيذ بعض الاتفاقات ومنها إنشاء مصافي النفط في جنوب العراق ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، مشيراً إلى أن العراق يعد من بين 12 دولة تذهب اليها الصادرات التشيكية. وان وجود العراق ضمن قائمة تضم 12 دولة تستورد السلع التشيكية يعد أمراً في غاية الأهمية بالنسبة لنا واقر بوجود صعوبات في العمل بالعراق مهما كانت الصعوبات فنحن مهتمون ومندفعون للمجيء إلى العراق وتعزيز التعاون التجاري معه خدمة لصالح البلدين، مشيراً إلى جارفات من صميم عملي كوني ملحقا تجاريا في السفارة التشيكية ببغداد ، تطوير العلاقات الاقتصادية التجارية بين جمهورتي العراق والتشيك من ابرز الخطوات التجارية التي تم تحقيقها هي زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى التشيك قبل فترة قريبة مع عدد من الوزراء والتي اثمرت عن ابرام اتفاقية تجارية بين البلدين. ان مشاركة الشركات التشيكية في دورة معرض بغداد الدولي تمثل الخطوة الاولى لتطبيق الاتفاقية التجارية التي وقعت بين الجانبين كاشفا عن وجود تغييرات ايجابية ستظهر في المستقبل القريب.
سوق للبضائع
مسؤول في وزارة التجارة الخارجية الفرنسية قال ان مشاركة الشركات الفرنسية في معرض بغداد الدولي هدفها إيجاد مستثمرين وسوق للبضائع الفرنسية. وقال رئيس قسم الأعمال التجارية والاقتصادية في الوزارة إن الشركات الفرنسية تعاقدت للعمل في مجال الصناعات النفطية والكهربائية ومنها شركة (توتال)، موضحاً أن شركة (رينو) الفرنسية باعت شاحنات للعراق بينما أبرمت شركة فرنسية أخرى عقدا لاستخراج الغاز في العراق. كما وقعت شركة (توتال) عقوداً لإنتاج وتسويق النفط وهناك عقود أخرى أبرمت لإنشاء جسر في محافظة كربلاء وإنشاء مطار في محافظة دهوك ومدينة رياضية وملاعب رياضة أيضا، فيما اتفقت شركة (اليستوم) على إبرام عقد لإنشاء قطار سريع يربط بغداد مع البصرة.
مشاركة فعّالة لمحافظة الديوانية
وقال مدير إعلام الهيئة ماجد المحنة: إن الهدف من مشاركة هيئة استثمار الديوانية في معرض بغداد الدولي لاطلاع الشركات الأجنبية المشاركة بأهم الفرص المتاحة في محافظة الديوانية ومختلف القطاعات الاقتصادية، بالإضافة الى بيان المشاريع التي تمت إحالتها والمشاريع التي قيد الانجاز.
وأضاف: كما تسعى الهيئة من خلال لقاءاتها مع الشركات للتعريف على البيئة الاستثمارية التي تنعم بها محافظة الديوانية والتي تجعل منها ارضا خصبة للاستثمار بالاضافة الى دعوة هذه الشركات وحثها على زيارة المحافظة للنهوض بواقعها الخدمي والاستثماري.