عبدالله السكوتي ويروى (الأطرش بالزفه يضحك مرتين)، وللاطرش ضحكتان ؛ الاولى عندما يضحك الناس ، فيضحك مع الضاحكين ، ولايعلم السبب ، فاذا انتهوا من ضحكهم سأل عن السبب، فإذا عرفه ضحك وحده وللمرة الثانية.
وكثيرون فعلوا مثل ما يفعل الاطرش، ضحكوا مع الناس وضحكوا بمفردهم، بعد ان فهموا المعادلة ؛ المفوضية قسّطت نتائج الانتخابات وجعلت الضحك والبكاء سمة ملازمة للبعض بحسب تصريحاتها ونتائجها الجزئية، من الممكن ان تكون النتائج المتضاربة قد شغلت الكتل عن الاتفاق او السير نحو التوافقات، الجميع بما فيهم الكتل البرلمانية تتابع وبشراهة مفاجآت المفوضية المستمرة، ليست هنالك حركة قوية ولقاءات متصلة واتحاف الشعب؛ ان بعض الكتل متقاربة في الكثير من المشتركات وهي بصدد صياغة برنامج للحكومة المقبلة، او التحضير للبحث في اساليب جديدة لادارة الدولة وتطهير الاجهزة الامنية التي ترهلت بالاميين وارباب السوابق، الذين فرضتهم الاحزاب وضمتهم الى هذه الاجهزة، والمعضلة الثانية التي يجب بحثها قبل الشروع بأي شيء ، معضلة الفساد الاداري والمالي والتفتيش عن الاموال التي هدرت وهي كثيرة جدا. ويقينا ان الحكومة المقبلة ستنوء تحت ثقل كبير لأنها ستتحمل التبعات الكبيرة؛ وستحاول من وجه آخر الحفاظ على ماحققته الحكومة الحالية من منجزات خصوصا فيما يخص الجانب الامني، والأدهى من هذا كله عملية تشكيل الحكومة التي نص الدستور في تشكيلها من الكتلة النيابية التي يصل عدد مقاعدها الى مانسبته النصف زائدا واحد من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 325 مقعدا، لتكون قادرة على تحقيق الاغلبية، وهذه الكتلة الكبيرة هي الكتلة المؤتلفة والتي ستتشكل بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات.مايعني ان علينا ان نؤجل ضحكنا، لاننا بعدُ في بداية الطريق، ومازال الحديث عن الفوز بعيدا، على اعتبار ان الذي يستطيع ان يتوافق مع الكتل الباقية، ويكون مقبولا من اكثر من كتلة سيكون نصيبه وافرا في تشكيل الحكومة المقبلة، الان الحديث سيكون عن تكوين التحالفات وهنا تظهر البراعة في اقناع الاخرين على الاتحاد في كتلة كبيرة، تستطيع ان ترشح رئيسا للجمهورية، ومن ثم يدعو الى اجتماع للمجلس الجديد الذي يقوم بترشيح رئيس للوزراء، المهم الامر سيتكرر وستطالب كتل وهي قد طالبت بتنحية رئيس الوزراء الحالي وعدم القبول به، ومن الممكن ان ترشح كتلته شخصية مقبولة من الجميع تابعة لكتلة رئيس الوزراء ذاتها ، نحن محكومون بهذه الديمقراطية باختيار كتل برلمانية، وحتى ان اعطى الشعب صوته لرئيس وزراء واحد، فسيكون محكوما ايضا بديمقراطية التوافقات السياسية، والاتفاقات التي تحدث بين الكتل البرلمانية ؛ العملية صعبة ومعقدة وتحتاج الى الكثير من الجهد والصبر.لقد عانى شعبنا كثيرا من العزلة والكبت والتحجيم وهو بحاجة ماسة الى مرحلة من النقاهة، كي يستطيع ان يكون حرا في اختياراته ، لذا لم تكن العبودية في تكبيل الايدي، وانما القيد الاكبر حين تتكبل الادمغة، لقد عاد الى عزلته حين تنازعت عليه الايديولوجيات المختلفة، والتي أثرت بالتالي على قراره السليم.
هواء فـي شبك: (الأطرش يضحك مرتين)
نشر في: 22 مارس, 2010: 07:39 م