TOP

جريدة المدى > ملحق المدى الرياضي > البدري..الشخصية الأكثر خلوداً في تاريخ الرياضة العراقية

البدري..الشخصية الأكثر خلوداً في تاريخ الرياضة العراقية

نشر في: 23 مارس, 2010: 05:01 م

بقلم / زيدان الربيعيلن أضيف شيئا إذا تحدثت وبفخر عن الرائد الاعلامي مؤيد البدري الذي له فضل على غالبية العراقيين الذين عشقوا الرياضة وعرفوا أدق التفاصيل القانونية عن ألعابها نتيجة لما كان يقدمه من وجبة رياضية مميزة في برنامجه الشهير" الرياضة في أسبوع " الذي كان يقدم مساء كل يوم ثلاثاء من على شاشة تلفزيون العراق حتى بات الوقت الذي يقدم فيه البدري برنامجه أشبه بناقوس يدق في ذاكرة العراقيين،
حيث لا احد يرتبط بموعد في هذا الوقت ولا احد ينجزعملاً فيه، بل والأدهى من ذلك أن الكثير من الالتزامات تؤجل إلى ما بعد انتهاء هذا البرنامج المميز.لا أكون مبالغا إذا قلت أن أحد أصدقائي قام بتأجيل زواجه لأنه صادف في يوم الثلاثاء، كون هذا الموعد كان يحرمه من مشاهدة برنامج البدري!إن برنامجا يحظى بكل هذه التضحيات من قبل مشاهديه والتي ربما تبدو للجيل الجديد مبالغا فيها ، لكني استعير بشهادة الأجيال التي عاصرت برنامج البدري على ما ذكرت، فبالتأكيد أن هذا البرنامج فيه صدق ومواصفات مميزة بالشخص الذي يديره أعدادا وتقديما.إن البدري لم يكن مقدما لبرنامج تلفزيوني فقط، بل كان أستاذا جامعيا، وحكما في لعبة كرة القدم وخبيرا فيها ومعلقا رياضيا قد لا يجود الزمان بمثله ثانية، فضلا عن ذلك أنه تسلم مناصب إدارية كبيرة في الاتحاد العراقي لكرة القدم لدورات عدة وكان رئيسا للاتحاد في إحدى الدورات، كما لا يخفى على أحد أنه كان عضوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" منذ عام 1978 لغاية عام 1982 ولم يخرج من "فيفا" إلا بمؤامرة نفذت من قبل إحدى الشخصيات التابعة لإحدى دول المنطقة ورغم هذه المؤامرة بقي البدري يزاول عمله في" فيفا " حتى عام1984.إن الحديث عن البدري يطول ويتشعب، لأنه يمثل تاريخا كبيرا ومليئا بالمواقف المشهودة التي ما زال الكثير منها خالدا في أذهان العراقيين.وأنا على يقين تام أن ما صنعه البدري للكرة العراقية على وجه الخصوص وللرياضة العراقية بشكل عام لا يقل شأنا عن الذي صنعه نجوم الكرة العراقية الكبار. فكان وجود هذا الرجل مع الوفود الرياضية يمثل إضافة مهمة للوفد لأكثر من سبب. فالبدري يمتلك رؤية في التعامل الجيد والحكيم في المواقف التي تتطلب موقفا يصب في صالح الوفد وهنا يحضرني موقفه الرائع قبل المباراة النهائية لبطولة شباب آسيا ضد المنتخب الإيراني في طهران عام1977 حيث حاول الإيرانيون التأثير على راحة ونفسية لاعبينا من خلال افتعالهم قضية تتعلق بأنهم سيجدون صعوبة في إيصال أعضاء المنتخب العراقي إلى ملعب المباراة قبل انطلاقها بساعة بسبب الزحف الجماهيري الكبير نحو الملعب لمشاهدة المباراة، لكن البدري تصرف بخبرته الكبيرة ومعرفته بالحيلة التي يخفيها الإيرانيون بين طيات طلبهم هذا لذلك دعا البدري اللاعبين الخلود إلى الراحة التامة ، مبينا لهم بأنهم سيدخلون إلى الملعب في الوقت المحدد ومن دون مشاكل وهذا ما حصل فعلا وتمكن لاعبونا من تجاوز كل العقبات التي وضعت في طريقهم وفازوا بالمباراة وعادوا إلى بغداد ومعهم كأس البطولة وألقاب أخرى ، كذلك كان البدري يمتلك علاقات واسعة جدا مع الاتحادات العربية والآسيوية والدولية وتمكن من توظيف هذه العلاقات لخدمة الكرة العراقية فضلا عن ذلك أن البدري كان يحظى بمحبة واحترام وتقدير اللاعبين الذين يعتبرونه قدوة لهم ويرجعون له في الكثير من الأمور. كما أن هناك نقطة أخرى أسهمت في محبة المدربين له وهذه النقطة تتمثل بعدم رغبته في خوض مجال التدريب رغم المؤهلات العديدة التي يمتلكها لذلك كان المدربون يطمئنون له كثيرا رغم انه كان يصنع بعض المقالب مع شيخ المدربين الراحل عمو بابا.أن البدري الذي عقد صفقة " محبة " مع الجماهير الرياضية من خلال برنامجه الشهير وكذلك من خلال تعليقه الجميل على المباريات العديدة التي كانت تخوضها المنتخبات والأندية المحلية حيث كان العراقيون يعرفون وضع وحالة المنتخب الذي يمثلهم من خلال تعليقات البدري ، فإذا كان البدري متفائلا في تعليقاته، فإن النتيجة في أكثر الأحيان تكون لصالح المنتخب الوطني، أما إذا غابت عنه مسحة التفاؤل فإن النتيجة ستكون عكسية، يضاف إلى ذلك أنه دائما يتنبأ بحصول الهدف أو حتى حصول الخسارة ، وأتذكر هنا أثناء مباراة العراق وكوريا الشمالية في تصفيات كأس العالم بالدوحة عام 1993 وبعد أن تعرض اللاعب سعد عبد الحميد إلى الطرد وكان في حينها منتخبنا متقدما بهدفين مقابل لا شيء قال البدري"باقي عشرين دقيقة شيخلصها " وبالفعل لم يستطع منتخبنا الحفاظ على تقدمه وخرج خاسرا بالثلاثة.لقد كان البدري مدرسة رياضية متنوعة وسيبقى كذلك وبمناسبة ذكرى تأسيس برنامجه الخالد أتمنى له التوفيق والنجاح والعمر الطويل وأقول له مهما كتبنا عنك فلن نستطيع أن نوفيك حقك، لأنك السبب بجعلنا نحب الرياضة وحب الرياضة أدخلنا إلى عالم الصحافة.zalrubiaa@gmail.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

بغداد / خليل جليليسعى فريق نادي الصناعة لكرة القدم الى العودة الى صدارة الترتيب عندما يواجه مضيفه الكهرباء اليوم الاثنين في ابرز مواجهات الدور الاول من المرحلة الثانية لبطولة الدوري ضمن المجموعة الشمالية (الأولى)...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram