كتابة وتصوير/ أفراح شوقيأسمه حميد منصور، لكنه لا يمتهن الغناء، واختار عوضاً عنها ان يبيع الأراكيل وأدواتها، منذ أكثر من ستين عاماً وحتى الآن وهو يرفض ان يغير مهنته التي أصابها الكساد كما يقول، لكنه سعيد بها وعلم أولاده ليخلفوه في محله بعد وفاته.
التقيته وأنا أعبر ساحة الشهداء باتجاه العلاوي،وكان سعيداً بالإجابة على أسئلة الصحافة ويقول الصحفيون أصدقائي وقد عملوا لي الكثير من اللقاءات، كأقدم بائع للاركيلة، وعندما مازحته في ارتباط اسمه باسم المطرب العراقي المبدع حميد منصور قال: هو من قلد اسمي ولست أنا، لأني اكبر منه سناً!!، كما أن اسم المحل (المنصور) منذ الخمسينيات، ولكنه استطرد ليقول أنا أسعشق أغنيات المطرب حميد منصور وصوته العذب.وعن مهنته يقول: أنها كسدت عن الأمس، لكن الأنواع الجديدة منها ذات النكهات المنوعة والطيبة تلقى رواجاً عند الشباب، والشابات أحيانا. ويواصل قوله، سابقاً كانت الأركيلة تصنع من الخشب والقماش والجلد، وفوهة الميسم من (الفشك) أي الرصاصة الفارغة، وتصنع محلياً من قبل الجراخ الذي يبدع في رسم جسدها حسب ما يريد، وكان التنباك هو المستخدم فيها، وحل المعسل بدلها الآن، وقد أضيفت له النكهات الطيبة مثل الفراولة والتوت والتفاح وغيرها، أما الآن فانقرضت صناعتها تقريباً وصرنا نستوردها من الصين او سوريا، والصينية أفضل بكثير وذات اشكال منوعة ومبتكرة، وهناك العديد من العوائل التي ترغب بالاحتفاظ بالاركيلة كجزء من كماليات البيت ويختارون الأنواع الجميلة منها، ولدينا نراكيل ام الكمنجة مثلا والبابلية وتبلغ أسعارها مابين(5-50) دولاراً. ويزورنا سياح من دول عدة لاقتنائها.ولما سألته هل تفضل شرب الأركيلة وايهما أقل ضرراً هي أم السيكارة؟قال: أنا (بطلت) الأركلية من زمان، لأني أصبت بذبحة صدرية، واستدرك سريعاً ليقول: اصبت بالذبحة من أكل (الباجة) وليس من الناركيلة! وضحك كثيراً حتى بان طقم اسنانه، وختم حديثه معي بالقول: عموما الناركيلة أكثر ضرراً من السيكارة.
حمــيد منصــــور يمتهــن بيــع الأراكيل!
نشر في: 23 مارس, 2010: 05:16 م