TOP

جريدة المدى > مواقف > إرهــاب :بسبب ضعفها .. الهجمات الخاطفة تكتيك جديد للقاعدة

إرهــاب :بسبب ضعفها .. الهجمات الخاطفة تكتيك جديد للقاعدة

نشر في: 23 مارس, 2010: 05:22 م

ترجمة :علاء خالد غزالةيعتقد مسؤولو الاستخبارات الاميركية ان القاعدة أخذت بتبني تكتيكات تؤكد الهجوم الخاطف الذي ينطوي على احتمالات نجاح اكبر، وهو تحول في ستراتيجيتها السابقة التي طالما اقضّت مضجع وكالات التجسس المختلفة، والتي اعادت تنظيم  نفسها في السنوات الاخيرة، ما يعني التوقف عن الهجمات الواسعة المشابهة لهجمات الحادي عشر من ايلول، 2001.
وينظر الى هذا التحول على انه تخلِّ نوعيِّ عن شبكات الارهاب التي ركّزت على العمليات العالية التنظيم التي تشتمل على ضربات متزامنة على اهداف مختلفة، وعلى عناصر الفرق التي تنسق عملها عبر الحدود الدولية. اقنعت العمليات الاخيرة، بضمنها محاولة تفجير الطائرة المتجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد، المحللين الاميركيين المختصين في مجال مقارعة الارهاب ان القاعدة اصبحت اكثر انتهازية، وتستعمل عناصر اقل عددا، كما انها قللت كثيرا من جهودها في التخطيط والتحضير للهجمات الجديدة. فقد عبّر مسؤولون اميركيون، في مقابلات صحفية وفي شهاداتهم امام الكونغرس، عن قلقهم من انه على الرغم من ان هذا النمط من الهجمات يُعد اكثر اعتدالا ومن الراجح ان لا يؤدي الى سقوط ضحايا كثيرين، الا ان افشالها امر في غاية الصعوبة. وقال غاري ريد، نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون العمليات الخاصة ومكافحة الارهاب، في شهادة ادلى بها امام الكونغرس في الاسبوع الماضي: «ان اكثر ما يثير المخاوف.. هو مقدار الكثافة وربما الكفاءة التي تنطوي عليها العمليات. انها تخترق قدراتنا على اكتشافها ومن ثم اجراء اللازم بشأنها، وكلما زادوا من كثافة العملية  زادت صعوبة اكتشافها من قبلنا.» واضاف المسؤولون الاميركيون ان القاعدة ربما تكون قد لجأت الى تبني هذه الطريقة على مضض، بعد ان اضعفتها حملات القصف الجوي على قواعدها في باكستان، وبعد ان ساءها عدم قدرتها على تنظيم ضربة لاحقة لهجمات الحادي عشر من ايلول تكون بنفس الشدة. وأكد هؤلاء المسؤولون انه اذا كانت الشكوك قد راودت القاعدة حول انحطاط طموحاتها، فانها قد تكون تشجعت برد فعل الولايات المتحدة حول مؤامرة يوم عيد الميلاد، وان كانت قد احبطت. وقال احد كبار مسؤولي مكافحة الارهاب ان الدرس الذي اخذته القاعدة ربما يكون: «يا الهي، لم تنفجر القنبلة، لكن –مع ذلك– فقدَ الاميركيون عقولهم.» ووصف هذا المسؤول الاخفاقات السياسية للرئيس اوباما، كما وجه اصابع الاتهام الى مختلف وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة.على ان المسؤولين أكدوا انهم لا يعتقدون ان القاعدة تخلت عن جهودها في تنظيم هجمات واسعة النطاق. لكن احد كبار مسؤولي مقارعة الارهاب الاميركيين قال ان المجاميع المرتبطة بالقاعدة تتحرك «بعيدا عما اعتادت ان تقوم به، وهي مؤامرات معقدة وطموحة ومتعددة المستويات.» وبدلا من ذلك، تظهر هذه الشبكة قدرتها على  ارسال عملائها الى البلدان الاخرى بسرعة ويسر تام.وقد رشح مؤخرا دليل جديد على هذا المنهج من خلال اطلاق نسخة مطولة عن شريط الفيديو الذي سجله الطبيب الاردني قبيل تنفيذه العملية الانتحارية في معسكر تابع لوكالة الاستخبارات الاميركية في ولاية خوست بافغانستان. وكان هذا المفجّر، واسمه همام خليل أبو ملال البلوي، قد ارسل الى باكستان من قبل الاستخبارات الاردنية كمخبر، لكنه كان يعمل مع القاعدة. وقال البلوي إن العناصر المحلية (للقاعدة) شكلت مجلسا للشورى حال وصوله هناك من اجل وضع خطة للاستفادة منه. وكانت الخطة المبدئية تكمن في اختطاف ضابط استخبارات اردني. لكن عندما عَلم البلوي باستدعائه الى اجتماع مع عناصر الاستخبارات الأميركية، قام مجلس الشورى بوضع خطة أكثر ايلاما. وقال في هذا الشريط: «خططنا للقيام بأمر ما، لكننا حصلنا على هدية اكبر.»  قبل ذلك، اخبر البلوي عناصر الاستخبارات الاميركية انه قادر على التنسيق مع الرجل الثاني في القاعدة، ايمن الظواهري. لكن البلوي قام بتفجير نفسه، في الثلاثين من كانون الأول، لدى وصوله الى المعسكر الأميركي ما ادى الى مقتل سبعة من موظفي الوكالة ومتعاقديها، بالاضافة الى ضابط استخبارات اردني. وعبّر المسؤولون الأميركيون عن احباطهم بشأن مقدار التفاصيل التي توفرت لدى البلوي عن حضور السي آي ايه في الاجتماع، وكذلك حول السرعة والمهارة التي تمتع بها شيوخه، والتي مكنتهم من ارتجال خطة جديدة. وبالمثل، تظهر عملية يوم عيد الميلاد السرعة التي عمل بها عناصر القاعدة في اليمن للتحضير لعملية تستغل وصول الشاب النجيري، عمر فاروق عبد المطلب، بين ظهرانيها حاملا تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة، في شهر آب. وما هي الا أشهر معدودة حتى كان هذا الشاب على متن الطائرة المتجهة الى الولايات المتحدة مجهزا بقنبلة في ملابسه الداخلية.يقول بروس ريدل، وهو احد مخضرمي وكالة الاستخبارات الاميركية، والخبير في مجال مكافحة الارهاب، ان القاعدة تخاطر ايضا باستخدام العناصر التي لم تحصل على التدريب الكافي. فقد اخفق فاروق في التعامل مع القنبلة التي حملها، ومن ثم استطاع بقية المسافرين التغلب عليه ومنعه من اشعال فتيلها. ويضيف ريدل: «يبدو انه اصيب بالذعر،» مشيرا الى ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram