TOP

جريدة المدى > مواقف > من الماضي ..الحرب الأفغانية : دروس من الحرب السوفيتية

من الماضي ..الحرب الأفغانية : دروس من الحرب السوفيتية

نشر في: 23 مارس, 2010: 05:24 م

ترجمة :عمار كاظم محمدفي اوائل صيف عام 1982 والحرب السوفيتية في افغانستان كانت تزداد زخما وكانت البلاد تتباين لكن حركة المقاومة تزداد اتساعا وكنت قد ارتحلت لمدة عشرة ايام عبر جبال وعرة بمحاذاة باكستان الى وادي بنجشير المحاصر الذي كان يمثل الشوكة العنيدة ضد الجيش الاحمر الذي كان يتواجد بإكاد على بعد 40 ميلا شمال كابول .
كنت اسافر مع 6 فدائيين كانوا بصحبة فريق طبي فرنسي الذي ارسل لاستبدال مجموعة من الاطباء المتطوعين الذين يعملون بشكل سري بين السكان المدنيين وكان غرضي أن اكتب تقريرا عن الهجوم السوفيتي الكبير آنذاك فهناك حوالي 12 الفاً من القوات السوفيتية والجنود الافغان لسحق 3000 مقاتل تحت قيادة احمد شاه مسعود والذي كان يعرف آنذاك باسم « اسد بنجشير» .الشهر الماضي قادت منظمة حلف شمال الاطلسي عملية كبيرة في وادي المرجا في محافظة هلمند وهو الهجوم الاكبر في الحرب الحالية والتي اعادت الى ذهني عملية بنجشير . فهناك دروس واضحة من الاحتلال السوفيتي والذي استمر لمدة عقد تقريبا ذلك أن المجتمع الدولي ربما ينتبه في السنة التاسعة من الحرب في افغانستان مع اكبر حملة عسكرية تجري الآن . الاندفاع الذي جرى في بنجشير كان تقريبا بحجم هجوم المرجا والذي قامت به القوات المشتركة والذي تضمن 10 آلاف الى 12 ألفاً من قوات التحالف إضافة الى الجنود الأفغان وفي الحرب السوفيتية كان الصحافيون الغربيون يرسلون تقاريرهم من جانب المقاتلين على العكس مما يحدث الآن مع اغلب وسائل الاعلام الذين يتنقلون مع جنود حلف الناتو وكان لدينا في ذاك الوقت حرية التنقل بين الافغانيين العاديين حيث كنا نسير في الارياف وننام في القرى ونقضي امسيات طويلة في شرب الشاي والتحدث الى الناس حيث أن الحديث الصريح الآن لايحدث حينما يكون أحد الاطراف مرتديا سترة واقية للرصاص  او محاطا بالجنود المسلحين حينذاك فان الافغان لن يخبروك الا ما يعتقدون انك تريد سماعه منهم او حتى ما يتناسب ومصالحهم لذلك يكون من المشكوك فيه جدا ما يصدر من استطلاعات للرأي في افغانستان هذه الايام . وقريب الشبه لما حدث في هجوم المرجا ، قامت القوات السوفيتية بتحذير السكان عن الهجوم الوشيك من خلال اوراق الدعاية والمواد المذاعة حيث ناشدوا سكان بنجشير آنذاك أن يقوموا بدعم الحكومة مقابل المال وحوافز أخرى  مثل تقديم الحنطة المدعومة  وكان تكتيكهم المتبع هو إجبار  المقاتلين على الخروج مع السماح ببقاء المدنيين ولكي يقوموا بذلك انتقد الشيوعيون المقاتلين باعتبارهم مجرمين مرتبطين بمصالح اجنبية في المناطق العشائرية على الحدود مع باكستان وهي وسيلة تشابه ما استخدمه الامريكان ضد طالبان اليوم . الدخول الى بنجشير صيف عام 1982 :  حاذينا بمسيرنا قاعدة باغرام الجوية  الكبيرة والتي يديرها الامريكان في الوقت الحالي لكنه  آنذاك كان قلعة محصنة  بشكل ضخم بالنسبة للسوفيت حيث طائرات الهليكوبتر المسلحة  ومقاتلات الميغ الروسية وعند الوصول  للحدود الخارجية لمنطقة كوش الهندوسية صادفنا مجاميع من اللاجئين الذين يحاولون الاختباء في الممرات الضيقة حيث قام احمد شاه مسعود قبل يوم بإخلاء المنطقة من أكثر من  50 ألفا من السكان وهو اقل مما كان عليه العدد في هجوم المرجا وقد قام بفعل ذلك لتقليل الاصابات بين المدنيين ومنح حرية أكثر لمقاتليه  .في اليوم الذي وصلنا فيه وقبل الفجر كنا نسمع الازيز المشؤوم لطائرات الهليكوبتر حيث بدأت اصواتها تتعالى شيئا فشيئا  وكانت تبدو مثل نقاط صغيرة تنتشر في الأفق حيث كانت المروحيات المسلحة تمشط القمم الثلجية المتعرجة مثل حشود من الزنابير ثم كانت الضربات المكتومة للصواريخ والقنابل التي كانت تقصف مواقع المقاتلين بشكل متقطع ثم بدأت ازواج من طائرات الميغ 23 والقاصفات المناورة من طراز أس يو 24 المقاتلة  تصرخ عبر السماء وهي تقذف حمولاتها .كنت مع زمليين صحفيين وقد قمنا بتسلق 700 قدم عبر الوادي وكان هناك العشرات من المقاتلين على الخط الامامي للجبهة يتسكعون عبر الصخور في الشمس ويراقبون المنظر وكانوا يبتسمون وهم يسلموننا أقداح الشاي بينما كانت المروحيات تهدر فوقنا على ارتفاع 500 متر حيث كانت خطة مسعود تتركز على اخلاء الوادي والسماح للسوفيت بالدخول ومن ثم ضربهم بالتوقيت المناسب .وبينما تدور معركة المرجا في الوقت الحاضر فانه مازال هناك  اعتقاد بانه يمكن حل المشكلة من خلال تنظيف المنطقة من المتمردين عسكريا وإمساك الارض بينما يتم اختيار حكومة من خلال صناديق الاقتراع . معظم الافغان الذين تحدثت اليهم خلال رحلتي الاخيرة الى كابول وشرقها ووسطها وجنوب افغانستان كانت العدالة وليس الامن هو ما يمثل قلقهم الرئيسي وحتى في حالة سيطرة الجيش فاننا نشاهد العديد من الافغان يتسربون الى طالبان في ما يتعلق بقضاياهم حيث لم يثقوا بعد في النظام القضائي لحكومة قرضاي فهم يرون ان هناك نقصا في حكم القانون وفشل المجموعة الدولية في تشغيل الاقتصاد وخصوصا في المناطق الريفية حيث يعيش 80 بالمئة من الافغان .وهم يدركون بشكل متزايد ان قوات التحالف هي قو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram