عبد الزهرة المنشداوي لويس باستور في فرنسا وروبرت كوخ في المانيا اكتشفا في نهاية القرن التاسع عشر نظرية الجراثيم .توصلا الى ان العدوى المرضية تقع نتيجة حركة كائنات مكروبية لاترى بالعين المجردة فتسبب الموت للاشخاص على اختلاف اعمارهم . قبل ذلك كانت النظريات الشائعة تقول:
ان الهواء الفاسد الذي ينتج عن تراكم النفايات والازبال ووجود برك المياه الموحلة وعدم المحافظة على الصحة هي السبب الاول وفي ضوء ذلك بادر المهتمون بالصحة باتخاذ تدابير من شأنها تقليل اثار الامراض من خلال الاهتمام بالنظافة للحد من فتك الكوليرا والتوفئيد والسل وغيرها من الامراض الفتاكة .بعد الاكتشاف المذكور فهم الناس طبيعة العدوى المرضية وحقيقتها،وبانها لاتظهر من تنفس الهواء الفاسد فحسب، ولكنها كائنات غزو تهاجم الناس الاصحاء عند تناول الطعام الملوث او الماء الملوث او التعرض الى عض الحشرات من ذباب وبعوض وكلاب او حيونات معدية او عندما يستنشقون الهواء الملوث المنبعث من السعال او العطاس الوسط الفعال في نقل الجراثيم اي ان هناك صراعاً من اجل البقاء بين الانسان والجرثومة .والنتيجة التي خلص إليها الاكتشافان أن،هناك سببا معينا للمرض.كل ذلك يحيلنا للقول ان العديد من المناطق عندنا تهاجمها ليل نهار سحب الذباب والبعوض و الكلاب السائبة وما يزيد الامر خطورة ان المناطق غير مخدومة ، مياهها غاية في السوء تتخللها الشوائب والطحالب والديدان. يأنف أولي الامر الكثير من شربها لكنهم ومع مرور الوقت يضطرون لاستخدامها في طعامهم وشرابهم بعد ان تدفعهم الحاجة القصوى .هذه المناطق التي نتكلم عنها يسكنها مواطن عراقي له حقوق كفلها الدستور في ان يعيش بسلام ويتمتع بالاستقرار في سكن بغض النظر عن مقدار قيمته او قيمة المنطقة المشيد عليها وله الحق في رعاية صحية .ولكناهنا نتحدث عن مواطنين فقراء درجنا على اطلاق صفة المتجاوزين او الحواسم عليهم وبالنتيجة ليست لهم ادنى حقوق المواطنة ففي معاملتهم من قبل الدوائر المعنية يبدون وكأنهم أشبه بالخارجين على القانون الى حد وكأنهم ينطبق عليهم حكم الإعدام مع وقف التنفيذ فالقانون لا يجيز إيصال الماء إليهم ولا يجيز القيام بحملات صحية لتخليصهم من الأمراض التي يمكن ان تسببها لهم سحب الذباب التي تكاد تحجب عنهم الشمس ولا البعوض الذي يجعلهم يتقلبون ليلا في فراشهم فلا يغمض لهم جفن.كذلك ليس لهم حق السكن وليس لهم ان يأملوا بذلك مع انهم مواطنون اصلاء تترتب لهم حقوق لا سبيل الى إنكارها والدستور دليلهم على حقوق مواطنتهم .حواسم ومتجاوزون يعني (ليذهبوا الى الجحيم )ولا يقلقوا المسؤول الذي عهد إليه خدمة المواطن وخصص له راتبا الله وحده يعلم كم مقداره.نحن هاهنا نريد ان نفترض افترضا لا غير.نفترض فيه ان جماعة ما من خارج العراق أجبرتها الظروف للالتجاء الى ارض العراق، الا يحتم الواجب والإنسانية والأخلاق خدمتهم بجرعات ماء صافي وتقديم لوازم تقيهم حر الشمس وبرد الشتاء وان أقاموا في البلد ان فلهم حق الإيواء في مساكن فلم لا نفعل ذلك لمواطنينا .في كل الأحوال نحيل الأمر برمته للدورة الانتخابية المقبلة عسى ولعل .
شبابيك: شوائب وطحالب
نشر في: 23 مارس, 2010: 06:05 م