TOP

جريدة المدى > رياضة > وقفة كروية :متحف عمو بابا لم ير النور برغم اقتراب ذكراه السنوية

وقفة كروية :متحف عمو بابا لم ير النور برغم اقتراب ذكراه السنوية

نشر في: 24 مارس, 2010: 04:53 م

بغداد / زيدان الربيعيقبل أيام كنت أتابع تقريرا جميلا حول المتحف الخاص بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب الذي بثته أحدى القنوات الفضائية العربية وكيف كان هذا المتحف عبارة عن أرشيف متكامل يضم كل محتويات هذا الموسيقار الذي أتحف المكتبة العربية بالعديد من الألحان الجميلة والأغاني الرائعة.
 ورغم أن المتحف لم يأخذ مساحة واسعة جدا من الأرض كما قد يتبادر إلى أذهان البعض، بل أخذ مساحة بسيطة لا تتجاوز مساحة بيت متوسط في بغداد، لكن تم ترتيب أركان هذا المتحف بشكل متناسق جدا ما أعطى له رونقاً خاصاً. وعندما كان التقرير يقترب من نهايته أصبت بالحسرة والألم حقيقة، لأننا عندما رحل شيخ المدربين العراقيين وصانع الانجازات الكروية الكبيرة ومكتشف النجوم عمو بابا سارعت الكثير من الجهات والشخصيات الرياضية وغير الرياضية لتؤكد أن متحفاً كبيراً سيتم إنشاؤه لكي يكون حاوياً وحافظاً لكل مقتنيات عمو بابا واغلب ما نشر عنه في الصحافة المحلية والأجنبية والعربية فضلاً عن مكتبة تحتوي على قسم من أشرطة اللقاءات التلفزيونية والإذاعية التي أجريت معه طيلة تواجده في الساحات الرياضية، وكذلك إنشاء قسم خاص في المتحف"المفترض" يضم بعض خصوصيات عمو بابا من ملابس وإكسسوارات وكؤوس وأوسمة وتحف أهديت له. لكن وها نحن نقترب من الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشيخ عمو بابا لم نجد من تلك الوعود العديدة التي أطلقت بعد وفاته مباشرة ما هو على الأرض أو يشير إلى وجود شيء يمكن أن يتم تطبيقه حتى في الأشهر التي تأتي بعد الذكرى الأولى لوفاته، وهذا أمر مؤسف جدا حيث تبين لنا أن الوعود التي أطلقت أما كانت عبارة عن عواطف جياشة بسبب رحيل عمو بابا، ويوما بعد آخر كما هي سنة الحياة تتلاشى هذه العواطف، لذلك لم يعد يهتم من أطلق هذه الوعود بمسألة تنفيذها.وربما هناك سببا آخرا أن المتحف "الموعود" يحتاج إلى أرض خاصة به وهذه الأرض لم يتم الحصول عليها من الجهات المعنية وأن صح هذا الأمر فإنه يمثل مأساة كبرى، لأن عمو بابا سبق له أن روى الأرض العراقية بعرقه ودمه وأسهم بدخول الفرح والسرور إلى نفوس أبناء وادي الرافدين، فهل يصح أن نبخل عليه بقطعة أرض صغيرة لكي تكون متحفا له؟! أما الشيء الآخر وهو وارد تماما ويتمثل بأننا تعودنا على أن ننسى مبدعينا في حياتهم عندما تقهرهم الظروف وتجبرهم على الانعزال بسبب المرض أو تقدم العمر ونحتفل بهم بعد وفاتهم ونقطع العديد من التعهدات على أنفسنا لكننا لا نستطيع أن نلتزم بهذه الوعود. أن الشيء المؤسف جدا أن قبر عمو بابا ما زال يقع في أرض جرداء، ولا يوجد اهتمام به من أية جهة من الجهات المعنية. بينما المفروض وعلى أقل تقدير أن يتم تكليف أحد النحاتين العراقيين المبدعين بأن يقوم بنحت تمثال كبير لعمو بابا قرب قبره حتى يكون هذا التمثال دليلا على قبر هذا الرجل، لأن بقاء القبر من دون بناية ومتحف وتمثال سيؤدي في النهاية إلى اندثاره وعندها لن نكون أمناء على تحقيق أمنية هذا الرجل بأن يكون قريبا من ملعب الشعب الدولي الذي قضى فيه أياما جميلة وخالدة. أتمنى أن لا يفسر كلامي هذا بأنه موجه ضد جهة بعينها، بل هو موجه لكل من يعنيه الأمر من الذين قطعوا الوعود على أنفسهم ومن الذين لم يتعهدوا بشيء لكنهم قادرون وبحسب مواقعهم الوظيفية أن يسهموا في بناء متحف لعمو بابا. كما أتمنى على الجميع أن يروا التقرير الخاص بمتحف الموسيقار عبد الوهاب وعندها سيقتنعون أن فكرة متحف عمو بابا وحتى بقية الرموز العراقية في الشعر والتمثيل والغناء والسياسة وبقية المجالات الإبداعية يمكن أن تكون واقع حال في العراق الجديد الذي يجب أن يكون وفيا ومخلصا لرموزه الكبيرة في كل المجالات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اليوم .. انطلاق الجولة العاشرة لدوري نجوم العراق باقامة 3 مواجهات
رياضة

اليوم .. انطلاق الجولة العاشرة لدوري نجوم العراق باقامة 3 مواجهات

المدى/بغداد تنطلق يوم الخميس منافسات الجولة العاشرة لدوري نجوم العراق لكرة القدم بإقامة ثلاث مباريات. ويستضيف فريق الميناء على ملعب ميسان ضيفه فريق أربيل، وتقام المباراة عند الساعة الـ 2:30 عصرا . وفي نفس...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram