جابر الاسديالانسان الذي يطبق القوانين الظالمة و يسمح لأناس يسومون الوطن الذي ولد فيه سوء العذاب ليس هو بأنسان شريف فكما لابد من شيء من النور كذلك لابد من ان يكون فيها شيء من الشرف,عندما يكون هناك الكثير من الناس بلا شرف فهناك دائما الى جانبهم كثيرون غيرهم يحملون في انفسهم اسمى معاني الشرف انهم هم الذين يثورون بقوة رهيبة دائما في وجه اولئك الذين يسرقون حرية الشعب
و هؤلاء هم الذين يمثلون شعبا بأسره و هم الذين يمثلون الكرامة الانسانية (جوزيه مارتي) و السيدة زكية خليفة واحدة من اولئك الذين وصفهم (جوزيه ) فهي مناضلة عراقية معروفة افنت احلى سني العمر في النضال من اجل حرية و اسعاد و تحرير الشعب العراقي من هيمنة الاقطاع و الاستعمار البغيض و قد امضت عشرة اعوام في السجن واطلق سراحها بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي اطاحت بالحكم الملكي الرجعي.و هي واحدة من المناضلات المدافعات دوما عن حقوق الانسان في اقطار العالم عملت دون كلل او ملل رغم ماصادفها من عقبات لتحقيق العدالة و ليس بهدف تحريم العنف ضد المرأة فقط وانما تغير كل البنى الاجتماعية التي تؤدي الى تهميش المرأة . و هي فنانة متألقة من جيل الرواد عملت في المسرح العراقي بعد ثورة تموز و وظّفت فنّها من اجل قضيتها و الرسالة التي حملتها و ( النخلة و الجيران ) باقية في الاذهان .دخلت القاعة و سط ترحيب كبير من قبل السيدة هيفاء الامين مديرة الجمعية و عضوات الهيئة الأدارية و من جميع الحضور من النساء و الرجال يوم الخميس الموافق 12-1-2008ضيفة على الجمعية. تتؤكأ على عكازها تبتسم للجميع وترتسم بسمة اخرى للزمن الآتي حسب ما تستشرفه ,تتدلى خصلات شعرها البيض على جبينها كأوراق شجرة فضية و هي تشير و عكازها الى معاناتها على امتداد سني عمرها ,لم تثنها الاعتقالات و السجون و لا التعذيب و الملاحقة و لا حتى المرض و العمر من مواصلة العمل و الاستمرار في العطاء كنخلة عراقية شامخة.قدمت السيدة مديرة الجمعية هيفاء الامين بكلمة رقيقة معبرة عرّفت خلالها بنضال ضيفتها و وصفتها بأنها المدافع الواعي و العنيد لتحقيق وضمان حقوق المرأة.السيدة زكية خليفة ابتدأت كلمتها بالشكر للسيدة مديرة الجمعية وعضوات الهيئة الادراية و كل الحضور حيث تحدثت عن نضالها الطويل بمسحة من الحنين و استذكار الماضي بكل ما فيه و هي بذلك تحرك ذاكرة المتلقي و تزيح الرماد عن وهج الذكرى كي تفتح ذهنية الحضور للمشاركة بالتجربة بشكل اعمق و هي بذلك تولّد مكانة الآصرة التي تشدها الى تراب الوطن و خلاص شعبه مما هو فيه.و تعرضت للواقع العراقي بعد الاحتلال و ما فيه من احتراب و قتل و اغتصاب و واقعه السياسي و ما فيه من حراك بنظرة المتفحص المدرك , وخصت بعدها المرأة و قالت ان المرأة بحاجة الى نضال مع ذات المرأة لأقناعها بأهمية المطالبة بحقوقها وعدم الرضوخ للهيمنة و القبول بالتبعية و الخروج من ترسبات الماضي الذي جعل المرأة تعتقد بأن لا حقوق لها و ان الله كتب لها العيش هكذا . واضافت ان العنف ضد النساء تتنوع اشكاله في فترات الازمات الاجتماعية و حالات الأقتتال الطائفي و العرقي و في حالات الحرب و الاحتلال و اكدت ان العنف الجنسي لايمكن معالجته ما لم تتغير الاسس التي يستند اليها تدهور مكانة النساء الاقتصادية و الاجتماعية و اكدت المطالبة بالعمل لألغاء كل القوانين البائدة و التي تنص على معاقبة المرأة (تأديب الزوجة) مثلا او ممارسة العنف ضدها لانها هي الام و الاخت والزوجة وان النظرة المرسخة لدونية المرأة تجعل من النساء هدفا للمنظمات و العقليات الرجعية والفاشية و ان ليس للنساء المناضلات ان ينتظرن من احد ان يحقق لهن حقوقهن و انما عليهن ان يكن في الطليعة و هكذا سيقمن بدور قيادي للتغير ولا ضير بأن تتكاتف معها القوى الديمقراطية وجمعيات حقوق الانسان . بعد ذلك عقبت السيدة هيفاء الامين موضحة ان على المرأة ان تسعى بكل قواها و طاقاتها لتحقيق ذاتها و فرض حقوقها امام المجتمع و القانون و خوض النضال مهما كان مستوى الوعي في البداية و ان المشاركة المباشرة هي السبيل لتطوير وعي المرأة .و دعت الى تضافر الجهود بين الجمعيات و الحركات النسوية و استخدام المؤسسات الديمقراطية لتقديم برنامج واضح لأكبر عدد من النساء و دعت للقيام للتجمعات و الاعتصامات التي تهدف الى استثارة السواد الأعظم من النساء و فك عزلتهن المنزلية و محاربة ضعف الثقة في قدراتهن و النضال الى جانبهن و تعريفهن بتاريخ المناضلات ضد الاضطهاد في العالم و تأكيد قدراتهن على الفعل و في النهاية فتحت الباب للمناقشة و حصلت مداخلات و نقاش ساخن اجابت عليه السيدة زكية خليفة بعقلية المحترف السياسي و الذي يخوض في اعماق الظاهرة لتحليلها.
زكية خليفة تأريخ نضالي حافل و فن هادف أصيل
نشر في: 24 مارس, 2010: 06:13 م