أشارت مديرية حماية وتحسين البيئة في الجنوب، إلى قرب إنشاء أول مرصد للطيور المهاجرة في بيئة الأهوار، فيما عزت تأخر وصول بعض أنواع الطيور إلى العراق إلى ارتفاع درجات الحرارة.
ونقلت "السومرية نيوز" عن مدير مديرية حماية وتحسين البيئة في الجنوب طه ياسين قوله، إن "المديرية تعتزم إنشاء أول مرصد علمي للطيور المهاجرة في جنوب العراق في منطقة المنذوري ضمن ناحية الهارثة"، نحو 20 كم شمال مدينة البصرة، مبيناً أن "المرصد سيكون محطة للأبحاث، وسيجهز بمعدات حديثة ومتطورة للتصوير ".
ولفت القريشي إلى أن "الحكومة المحلية أبدت استعدادها لتمويل المشروع من موازنة المحافظة"، مضيفاً أن "المرصد سيمكننا من التوصل إلى دلالات ونتائج دقيقة عن حركة الطيور بدافع الحفاظ عليها ".
وأوضح أن "التغيرات المناخية أثرت بشكل سلبي على مختلف الكائنات الحية في بيئة الأهوار ومنها الطيور المستوطنة والمهاجرة، بحيث أن ارتفاع درجات الحرارة غير الاعتيادي أسفر عن تغييرات في سلوكها، ودفع ببعضها إلى تغيير أماكن أعشاشها" .
بدوره، قال مدير ناحية الهارثة التي تقع ضمن نطاق أهوار البصرة نزار جاسم، إن "سكان الأهوار يفتقدون الطيور المهاجرة لان معظمها تخلفت عن مواعيد وصولها خلال العام الحالي"، موضحاً أنها "وصلت في الأعوام السابقة قبيل حلول شهر تشرين الثاني، ويبدو أن تأخرها خلال الموسم الحالي يتعلق بالارتفاع الحاد لدرجات الحرارة ".
يذكر أن مناطق الأهوار تغطي مساحات واسعة من محافظات البصرة وميسان وذي قار تقدر بنحو 8635 كم2، وهي تزخر بالأسماك النهرية والكثير من الأحياء المائية الأخرى مثل الروبيان (الجمبري)، إضافة إلى أنواع مختلفة من النباتات أهمها القصب والبردى، ونتيجة لاعتدال مناخها تقصدها مئات آلاف الطيور المهاجرة التي تستقر وتتكاثر فيها خلال فصل الشتاء ،ومع بداية فصل الصيف تعود إلى مواطنها الأصلية في الدول الاسكندينافية وكازاخستان وروسياً ضمن هجرات كبرى تمتد عبر القارات .
وكانت أسراب تلك الطيور حتى أواخر السبعينات تحجب الشمس مع بداية كل فصل شتاء لدى تحليقها نهاراً فوق أطراف المدينة قبل أن تحط في مناطق الأهوار، وبعض أنواع تلك الطيور مهددة عالمياً بالانقراض، مثل الوزة الغراء والزقزاق الاجتماعي، فيما تستوطن الأهوار بشكل دائم أنواع أخرى من الطيور النادرة، ومنها غراب البحر الأقزم ومالك الحزين العظيم، ويواجه التنوع الأحيائي في الأهوار تحديات خطيرة ناجمة عن التغيرات المناخية، والصيد الجائر باستخدام السموم، وتمدد رقعة المشاريع النفطية في ظل تقلص المساحات المغمورة بالمياه .