ولد جان بول سارتر.. في باريس في يونية عام 1905 وقد مات ابوه "جان بانيست سارتر" بعد عامين من مولده وتركه وامه الارملة الشابة "آن ماري دون ثرورة فلجأ الى العيش بمنزل جديه لامه "شارل ولوبيز شفايتزر"
وقد عرف سارتر سني طفولة سعيدة في ذلك البيت الذي يسيطر عليه الشيخ المسن الملتحي الذي يحب حفيه حبا مفرطا والذي ترهبه زوجة لويز وابنته آن ماري ..يقول سارتر في كتابه "الكلمات" أي كرم يسود اسرتنا: فجدي يعولني ، وانا اسعده، والدتي تتفانى في خدمة الجميع". ولكن شارل شفايتزر الذي يشتغل بتدريس اللغة الالمانية يملك مكتبة رائعة جعلت حفيده يقول:" وحتى قبل ان اتعلم القراءة بدأت اقدس تلك النصب المرفوعة". وسرعان ما يتعلم الطفل القراءة فيمضي معظم وقته في عالم الكتب السحري وكان للجد الفضل في دفع حفيده الى الكتابة.وفي اكتوبر يدخل سارتر ليسيه هنري الرابع ، فتتوقف حياته الادبية الى حين ولكن دخول المدرسة كان حدثا بعيد الاثر في حياته، فقد خرج من عزلته في البيت الى عالم جديد فيه عمل وفيه رفاق دراسة.وفي عام 1922 يحصل على البكالوريا ثم يعد لمسابقة دخول مدرسة المعلمين العليا "نورمان" ويجتازها بنجاح في عام 1924 وفي تلك المدرسة العتيدة يلتقي سارتر بسيمون دي بوفوار التي تقول عن هذا اللقاء في كتابها "قوة الاشياء".. لقد اظنني كائناً ممتازاً لأنني لم اكن اتصور ان اعيش دون ان اكتب وحين لقيته وجدته لايعيش بال فعل ليكتب..". *في عام 1929 يحصل سارتر على اجازة التدريس الاجريجاسبون.. ويؤدي الخدمة العسكرية لمدة عامين، وفي فبراير عام 1939 يمارس عمله في التدريس لاول مرة في ليسيه الهافر حيث عاش لمدة سنتين وجعل من تلك المدينة اطارا لروايته الشهيرة "الغثيان" .. ثم يقطع اقامته في الهافر ليمضي عامين في برلين يتعمق خلالها دراسة الفلسفة الالمانية! *وفي عام 1936 يظهر كتابه الاول "الخيال" ثم ينتقل الى ليسيه لاون حيث يتولى التدريس في فصول الاعداد لمسابقة مدرسة المعلمين العليا وفي يوليه عام 1938 تنشر له "المجلة الفرنسية الجديدة" لاول مرة قصة قصيرة بعنوان "الجدار" ونفس السنة نفسها ينقل الى ليسيه باستير في باريس.. وفي العام التالي تنشر له دار جاليمار رواية الغثيان، ثم تتلوها مجموعة من القصص القصيرة تحمل اسم اولاها وهي "الجدار". *وبقيام الحرب العالمية الثانية يستدعى للخدمة العسكرية، ويقع اسيرا بيد الالمان في مقاطعة اللورين في يونية، عام 1940 يوم توقيع الهدنة بين فرنسا والمانيا وينجح سارتر في الهرب من معسكر الاعتقال بعد حوالي عام مع عدد اخر من الاسرى نجحوا في الحصول على بطاقات شخصية مزيفة تثبت انهم مدنيون وقرر الاطباء عدم لياقتهم بدنيا لاعمال السخرة التي كان يفرضها الالمان على شباب فرنسا. *وفي العام الدراسي 41/42 يعود سارتر للتدريس في ليسيه باستيرويشارك في اقامة شبكة مقاومة ضد – الالمان تحت اسم (الاشتراكية والحرية) تضم عددا من المثقفين من بينهم "ميرلو بونتي" الفيلسوف المعروف "وديسانتي" الكاتب الشيوعي ، وسيمون دي بوفوار..ثم ينتقل بعد ذلك الى ليسيه كوندور سيه وفي عام 1943 يدخل "اللجنة الوطنية للكتاب" وهي الهيئة التي عملت على ان تجمع في صفوفها كل الكتاب والادباء المعادين للنازية وفي مقدمتهم اراجون وكوكتو. واليوار ..وفي ونفس الوقت يعاون شبكة مقاومة اخرى معروفة باسم "النضال" عن طريق صلته بالبير كامو .. ثم ينضم الى "اللجنة الوطنية للمسرح" التي كانت تقود حركة المقاومة في هذا المجال حول الممثل الشهير "شارل ويلاف" الذي يخرج مسرحية سارتر "الذباب" التي تعتبر من روائع ادب "التهريب" حيث امكن تمثيلها في ظل الاحتلال الالماني مع ان دلالتها العميقة هجوم على الالمان. *وبعد تحرر فرنسا في عام 1944 ينشر له جاليمار مؤلفه الفلس في الكبير "الوجود والعدم" ثم الجزء الاول فالجزء الثاني من مؤلفه الروائي الاساسي "دروب الحرية".. وفي عام 1945 تخرج الى المسرح طجلسة سرية" اكثر مسرحياته تعبير عن فلسفته الوجودية، وفي السنة نفسها يظهر العدد الاول من مجلة "الازمنة الحديثة" ويبدأ خلاف سارتر مع الشيوعيين. *في عام 1948 يشترك مع "دافيد روسيه" وعدد اخر من المثقفين اليساريين في تكوين "التجمع الديمقراطي الثوري" الذي يعادي الحزب الشيوعي الفرنسي ويهاجم الاتحاد السوفيتي وفي نفس الفترة عملية انقسام في صفوف اتحاد العمال الفرنسي. * وفي عام 1951 يحصل سارتر على اكبر نجاح مسرحي عند الجمهور عند عرض "الشيطان والرحمن". وفي السنة نفسها ينشب خلاف حاسم بينه وبين البير كامو عقب نشر كتاب كامو، المتمرد، في حين يطلب اليه الشيوعيون المشاركة في دراسة عن هنري مراتان، الذي كان مجندا في البحرية وعضوا في
سارتر.. في سطور
نشر في: 26 مارس, 2010: 04:15 م