ترجمة/ شيماء ساميفي عام 1972 قرر مسؤول النشر بول شاليب بدار النشر الامريكية "مكتبة الحياة الفلسفية" اصدار موسوعة عن الفيلسوف الفرنسي، جان بول سارتر، الذي وافق على وقتها الان انه بعد فترة رفض ان تكون فكرة الموسوعة قائمة على شكل ببلوجرافيا ونقد لعدد من كتبه واكتفى بالموافقة على اجراء حديث خاص معه فقط.
اجرى الحوار في يومي 12 و19 ايار عام 1975 واستمر اكثـر من سبع ساعات تقريبا، وحضر اللقاء أروست بيكيني الاستاذ في جامعة لوس انجلوس الامريكية سوزان كوركنهاك الاستاذ بجامعة كوليج الامريكية وميشيل روبيلاكا وكان سارتر قد رفض حضور أي استاذ فليفة فرنسي ، ثم نشر نص الحوار كاملا في عام 1981 في كتاب باللغة الانكليزية بعنوان "فلسفة جان بول سارتر" rn rn-اثناء دراستي الجامعية لم اكن متحمسا على الاطلاق لدراسة الفلسفة كان استاذي لايبعث في حب الفلسفة لدرجة اننا كنا نطلق عليه "الفيلسوف العاجز" واستمر هذا الشعور وعندما سافرت الى "هايبو هاجين" حيث كان استاذي هو الاخرغير كاف لتدريس الفلسفة حتى انني لم افهم منه شيئا مطلقا، وفي هاغن قررت مع مدرس جديد يدعى "كولونيا ايسترا" ان اكون فيلسوفاً كان لديه عجز بسيط نتيجة حادثة ما وفي احدى الليالي اصطدم بسيارة تاكسي فالتف الناس من حوله معتقدين ان العجز نتيجة هذا التصادم وأخذوا يرددون "شيء فظيع" ولكن حالة العجز كانت منذ زمن طويل جداً! وعندما حكى لي عن تلك الحادثة احسست بشيء غريب.. وبعد فترة اعطاني كتاب لـ "برجسون" بعنوان "ماذا سيحدث"؟ وطلب مني بعدها كتابة بحث عن الضمير والواعي والادراك وهذه الخطوة جعلتني اغير رأيي وأقوم بدراسة الفلسفة فلقد وجدت في الكتاب الذي قرأته وصفا لحياتي النفسية التي طالما اعتقدت صعوبة فهمها وتفسيرها بهذا الشكل المتقن ومن هنا اصبحت مسألة الوعي والادراك هي شغلي الشاغل في هذه الحياة، وقلت لنفسي وقتها انني اذا درست الفلسفة فسوف استطيع وبسهولة الوصول الى الفهم العلمي لحالة الانسان الداخلية وحياته النفسية وبذلك سأكون في المستق بل اقوى روائي يعتمد على بناء درامي علمي لشخصياته وابطاله. لقد تمنيت دائماً ان استمر في كتابة الروايات واحيانا المقالات ولهذا اعتقدت انني عندما اتخصص في الفلسفة كمادة للدكتوراه فأن ذلك سيساعدني في عرض رواياتي الادبية بشكل اعمق. *في ذلك الوقت، كنت ترى الفلسفة وسيلة لبناء رواية بشكل درامي محكم ولكن ألم يكن لديك شعور بأنك في حاجة لفهم نفسك والحياة من حولك ولهذا درست الفلسفة؟ -بالفعل كان لدي هذان الشعوران فبعدما قرأت العديد من الكتب الفلسفية وجدت نفسي في حاجة الى مزيد من المعرفة لفهم نفسي وبالاخص حياتي الداخلية وبالتالي كل ذلك سيساعدني بدون شك في الكتابة الادبية. *في عام 1924، كنت قد اتخذت القرار عند دخولك دار المعلمين؟ -نعم، كان قراري واضحاً بدراسة الفلسفة كمادة للدكتوراه ، لقد تصورت انذاك ان الفلسفة مجرد وسيلة وليس مجالا استطيع ان احقق فيه مجدا شخصيا بدون شك فكرت في التوصل الى بعض النتائج الجديدة ولكن ذلك لم يساعدني على اقامة جسور من الحوار مع الاخرين بشكل جيد. *لكنك لم تستطع اقامة حوار مع الاخرين في هذه الفترة لماذا؟ -لقد اصبحت منبوذاً لأنني جعلت من الفلسفة أداة للدراسة الجادة لقد كنت أرى الفلسفة قاعدة وبناء لكل ما سوف اكتبه وليس مجرد كتابة من اجل الكتابة في حد ذاتها، قبل قراءة "برجسون" كان لدي اهتمام خاص بتدوين كل ما اقرأه على شكل تأملات فكرية فلسفية ، ولقد اكتشف اهمية التدوين قبل ذلك بسنوات اثناء دراستي الاعدادية وجدت فكرة طبيب في المترو مليئة بالافكار التي تدعوك للتأمل والتفلسف.*ما الذي اكتشفته عندما قرأت برجسون وايقظ فيك الرغبة لدراسة الفلسفة؟ -اكثر ما صدمني لدى قراءتي برجسون قضية المسلمات في الوعي والادراك، وفي السنة الدراسية الاول، كان استاذي شخص ممتاز وهو الذي حول طريقي نحو دراسة النفس، ومن وقتها بدأت في الاهتمام بقضية الوعي وما يدور داخل العقل البشري حتى تتكون الافكار والعواطف التي تتكون ثم تختفي.. ولقد وجدت لدى برجسون تأملات عن الوعي وعن حالة الوعي والادراك وهذا قد اثر في بكل تأكيد، وهذا ما جعلني اتمسك ببرجسون اكثر لأنني كنت قد رفضت افكاره في العام نفسه الذي كنت فيه في هاجن.*اول اعمالك الفلسفية المهمة اثناء الدراسات العليا عام 1927 ، كان عن موضوع الصورة ، لماذا اخترت هذا الموضوع دون غيره؟ -لأن الفلسفة في نهاية الامر بالنسبة لي تعني علم النفس ولكني بعد فترة تخلصت من هذا الاعتقاد، فهناك فلسفة ثم ليس هناك علم نفس فعلم النفس ليس موجودا في الاساس، فهو ليس الا مجرد كلام أو على الاقل محاولة لفهم الرجل من خلال بعض المفاهيم الفلسفية. *من الفلاسفة الاخرون الذين تعجب بهم؟ -الفلاسفة الكلاسيكيون من امثال :كانط –افلاطون كثيرا وديكارت بشدة، لقد كنت اتمنى ان اصبح فيلسوفا ديكارتيا على الاقل في كتابي "الوجود والعدم". *هل درست هؤلاء الفلاسفة بطريقة منهجية؟ -نعم بشكل منهجي لأنني كنت مطالباً بعمل ابحاث عنهما في الليسانس وفي الدكتوراه فقد درست مثلا افضل اثن
هكذا تكلم سارتر: كل شخص ضد الشيوعية..كلب!
نشر في: 26 مارس, 2010: 04:31 م