TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > تحيه لفيلسوف الحرية

تحيه لفيلسوف الحرية

نشر في: 26 مارس, 2010: 04:35 م

لايعد جان بول سارتر فيلسوفا فرنسيا ، بل انه فيلسوف العالم باسره ومن حق الانسانيه باجمعها ان تتذكر هذا المفكر الذي انزل الفلسفه من برجها العاجي وجعلها حديث رجل الشارع .. وقف سارتر مع المضطهدين في كل مكان وتصدى للاستعمار الفرنسي وساند نضال الشعب الجزائري ونضال الشعوب في افريقيا واسيا وامريكا الجنوبيه ..وفي الادب يعود له الفضل في صياغة مفهوم الالتزام الذي دفع به الى الالتحام مع قضايا عصره في كل مكان
فيلسوف ومفكر وهب حياته دفاعا عن العدل والحرية لقد انفرد سارتر عن سائر الفلاسفه باثره الواسع على قطاعات كبيره من المثقفين في العالم  ويبدو واضحا عندنا من الترجمات الكثيرة  لاعمالة الادبيه والفلسفيه بالقياس الى غيره من الفلاسفه لقد كانت الروح الثوريه التي يحملها سارتر والصادره عن ايمان عميق بالانسانيه هي الت جذبت اليه ملايين القراء والمريدين من الذين يبحثون عن القيم الانسانيه العميقه فيما يطالعون من مذاهب وفلسفات نعم الالتزام بقضايا الناس والدفاع عن الحريه الانسانية وتقديسها هي السر في جاذبية سارتر وهي العامل الاساسي في جماهيريته بين عموم القراء ..ولعل امتياز سارتر الاكبر هو الحرص على الايظل محصورا في نطاق النظريه تشهد على هذا اعماله لافي الادب فقط بل في الفن والفلسفة التي جعل منها الحديث اليومي للناس استهل سارتر عملية تحويل مسار الفكر في النصف الثاني من القرن العشرين، عبر مجموعة من المبادراتيكمن أهمها:ـ أولا: إعادة قراءةالفلسفه، بطريقة عميقة وشاملة، واخراجها  من الفضاء الجامعي والاكاديمي الضيق الى رحاب الحياة العامة ودفعها الى لعب دور فاعل في التاريخ وفي الاحداث. فالقراءة السارترية للفلسفه  عوضت مجرد اسبقية الوجود على الجوهر بنفي قاطع لوجود هذا الجوهر في حد ذاته.ـ ثانيا: إعادة النظر في مفهوم الفكر الفلسفي وفي اتجاهه الى خلق نزعة انسانية تقود الى «الانسان المطلق».ـ ثالثا: إعادة النظر في العلاقة مع التحليل النفسي عبر تصور جديد لمفهوم الوعي اوالضمير.ـ رابعا: انشاء علاقة من نوع جديد بين الفكر والادب. اذ تمكن، جان بول سارتر، من تحقيق حلم شبابه في أن يكون «فيلسوفا واديبا في نفس الوقت ». ولم يتمكن أحد قبله، منذ الحركة الرومانسية، من المزج العميق بين الممارسة الفلسفية والادبية، ليلغي بذلك الحدود بين انواع التعبير والتفكير، وليفتح المجال لجميع التساؤلات اللاحقة حول اشكاليات المعنى وسلطة الخطاب.منارات التي خصصت للاحتفاء برموز الفكر والثقافه العربيه تخصص عددها من هذا الاسبوع لاحد مفكري الفكر الانساني ، لتكون البدايه مع جان بول سارتر على ان تتواصل منارات تقديم ملفات عن الشخصيات العربيه لتصدر بالتتابع بين اسبوع واخر منارات في اول اعدداده الانسانيه تقدم التحيه لفيلسوف الحريه جان بول سارتر rnالمحرر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram