ترجمة/ المدىربما ان احدنا قد فكر بأن التوصل الى أتفاق مع روسيا حول تقليص ما مخزون من الأسلحة النووية سيجد ترحيباً من واشنطن. ان الموضوع، على أي حال، يحض السيطرة على الأسلحة وليس نزع السلاح، ويهدف الى التخلص من اعداد الرؤوس النووية من الجانبين،
على ان تحتفظ كل جهة بما يقارب 200،2 -500،1. ولكن قبل ان تنشر تفاصيل الاتفاق المذكور، أعلن الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ- 14 عضواً، عن قرارهم بعدم التصديق على ذلك الاتفاق(يحتاج الأمر الى 67 صوتاً) مالم تقم الولايات المتحدة الأمريكية بتحديث صواريخها البالستية وربط الأسلحة الهجومية بالدفاع الصاروخي.فهناك اليوم أكثر من 20،000 رأس نووي، وهذه الكمية كافية لإقناع وزراء الخارجية الأمريكيين من أمثال هنري كيسنجر وجورج شولتز، ان الأسلحة النووية هي من عوائق الأمن الوطني بدلاً من ان تكون مصدر قوة. ان الخطوة المتواضعة مع روسيا هي مجرد خطوة أولى في هذا العام الذي يجابه العديد من التحديات: كيف يمكن إقناع الدول الـ184 من الموقعين على عدم نشر أو إنتاج الأسلحة النووية! فهناك دول لم توقع على تلك الاتفاقية ومنها على سبيل المثال الهند، باكستان وإسرائيل، وتمتلك تلك الأسلحة، وتتواصل المحاولات لجذبها الى التوقيع عليها. كما ان هذا العام كما هو متوقع سيشهد سباقاً في الشرق الأوسط للتسلح النووي. وفي الوقت يواجه خلق منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط تأييداً كبيراً. وكانت إسرائيل قد رفضت طلباً مصرياً يدعو الى انضمامها الى الدول غير المنتجة للسلاح النووي. ومع ذلك فان مصر عازمة على رفع الاقتراح الى المؤتمر العالمي الذي سيعقد في العام المقبل لبحث الموضوع، والي سيضم إيران وإسرائيل معاً.ومن الجدير بالقول ان الأجندة المعقدة للموضوع والتقدم القليل الذي حصل في السيطرة على التسلح أو عدم إنتاج الأسلحة النووية في خلال عهدي الرئيسين الأمريكيين السابقين، أمر يستحق الاهتمام. كما ان لروسيا ايضاً متاعبها في التفاوض بشأن اتفاقية، ستارت. ومن تلك المشاكل التحذيرات التي تطلقها وزارة الدفاع والمؤسسات العسكرية من ضعف مقدرتها العسكرية، مقارنة بالناتو، وان أسلحتها الذرية فقط تصلح للدفاع عن البلاد.وفي هذا الصدد كانت خطوة اوباما في اعادة النظر بعلاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع روسيا، مفيدة وخطوة على طريقة سياسية جديدة، وحصيلة جيدة في ميدان العلاقات الخارجية. ان الوصول الى اتفاق أساسي كبير مع روسيا حول الأسلحة النووية، لن يتم على حساب الدول الأوروبية الشرقية، التي سبق ان أبدت مخاوفها في هذا الشأن . انه على العكس من ذلك، يزيد من أمنها. فالأمر الأكثر أهمية اليوم هو التوصل الى اتفاق نهائي لتقليص الأسلحة. وحول هذا الموضوع تدور المفاوضات حالياً بين أمريكا وروسيا، وعليها ان لا تتوقف عند هذا الحد فقط.عن/ الغارديان
اتفاقية ستارت لن تكون على حساب أوروبا
نشر في: 26 مارس, 2010: 05:11 م