ترجمة: عدوية الهلالي بعد ان تعقبت بنجاح سيرة ثلاثة فنانين كبار هم ليبي وبوتشيلي وفينسي من عصر النهضة ،تتناول الكاتبة صوفي شوفو بحماسة سيرة الفيلسوف ديدرو من عصر " الانوار " في القرن الثامن عشر هذه المرة ...عرف ديدرو بعقله المشرق وموهبته الرائعة لكنه كان يوضع وللأسف في مرتبة تلي مرتبة فولتير وكذلك روسو –
كما تشير صوفي شوفو في كتابها الصادر مؤخرا والذي خصصته لانصاف فيلسوفها المفضل لذا عملت على سرد سيرته باسلوب مفعم بالحيوية في مجلدين صدر الأول في تشرين الاول الماضي متناولا مرحلة الشباب الصاخب والفوضوي لرجل طموح ينحدر من عائلة ميسورة من لانغريس ويعمل والده في صناعة السكاكين لكنه لايقلد عمل والده ويقرر الذهاب الى باريس ليدرس فيها ويخوض حياة بوهيمية .اما المجلد الثاني الموجود حاليا في المكتبات فيتعقب آثار سنوات النضج للفيلسوف ديدرو رغم ان صوفي شوفو تؤكد لنا في كتابها ان ديدرو كان مراهقا ابديا منذ ان حاول التسلل من منزله العائلي للذهاب الى باريس عام 1728 وهو في سن الخامسة عشرة وحتى وفاته عام 1784 ..ويتعرض الكتاب لعلاقة ديدرو بجان جاك روسو الذي كان صديقه لفترة طويلة وفولتير الذي كسب صداقته رغم انهما لم يلتقيا الامرة واحدة..لقد كان ديدرو متمردا ولم يكن يحتمل السلطة ابدا وظل طوال حياته مطاردا من اعين المراقبة.. وتسهم الوثائق العديدة التي حصلت عليها شوفو في انضاج كتابها ودعمه بالدقة رغم انها اسهمت في تعرية الكاتب الذي يبدو مثاليا ومحبا للحياة اذ كان يلتهمها بنهم اضافة الى عقلانيته وثقافته  ومزاجه الخاص والنقي غالبا.كما انه رجل موهوب بحماسته الشديدة وقدرته الغريبة على الاحتمال رغم المآسي العديدة التي تخللت حياته وخصوصا وفاة ثلاثة من اولاده الاربعة مبكرا..ويتضمن كتاب شوفو الكثير من نهم ديدرو واستغراقه في عمله بشكل منهك وعن نجاحه في خوض مشروع تاليف موسوعة ضخمة و28 مجلدا في الفلسفة والنقد ..كان للنساء موقع مهم في حياة ديدرو بل كان شاغله وهمه الاول بدءا من والدته التي طالما وقفت الى جانبه ثم شقيقته وموضع ثقته دينيس وبعدها زوجته توانيت العاملة البسيطة في محل للبياضات والتي تركت آثارها الواضحة على صفحة حياته ولم تتركه رغم كل خياناته الزوجية لها.وتبقى المراة الاكثر تاثيرا في حياته هي عشيقته هنرييت لويز فولان التي التقى بها في جنازة مونتسكيو عام 1755 وكانت حبه الحقيقي الاول اذ ربط بين هذين الكائنين عشق كبير ، وفي عام 1784 وبعد وفاة تلك المرأة التي اطلق عليها اسم " صوفي " لشعوره بانه يناسبها اكثر ، اصيب ديدرو بنزف دماغي الزمه الفراش ثم توفي بعد عدة اشهر ...يحمل كتاب صوفي شوفوالجديد الصادر عن منشورت تيليماك عنوان " ديدرو ...العبقرية الجريئة "، بينما يحمل المجلد الثاني عنوان آخر هو" ديدرو ..مؤلف الموسوعة".