جلال حسن في تقرير وصفته بالقاتل الصامت،كشف برنامج الأم المتحدة للبيئة ،عن موت طفل كل عشرين ثانية، بسبب الامراض المنقولة عن طريق المياه ، ورغم ان الرقم يثير الفزع، أفاد التقرير ايضا انه يتم التخلص من ملايين الاطنان من النفايات الصلبة عبر مجاري المياه يوميا، ما يسبب تفشي انواع الامراض المختلفة.
وزارة البيئة العراقية في تقاريرها وتصريحات المسؤولين فيها تؤكد ان مستويات التلوث آخذة في الارتفاع وبشكل كبير، وتوضح ذلك من خلال حجم النفايات التي يتم تصريفها في نهري دجلة والفرات. وتشمل هذه النفايات مخلفات الصناعات الثقيلة والدباغة ومصانع الطلاء، وكذلك مياه الصرف الصحي ونفايات المستشفيات. واستخدام الأسمدة الكيميائية من دون تخطيط، فضلا عن مخلفات الحروب . والوزارة من جهتها تعلن صراحة عن ضعف في الاشراف الحكومي على ما يحدث..نهرا دجلة والفرات من اعذب المياه في العالم ، لكن ما يلقى فيهما يوميا من ملوثات الصرف الصحي ، والذي يبدأ من بداية الدخول الى الاراضي العراقية، وصولا الى شط العرب بعد ان يتغير لون المياه الى ما يشبه الاخضر الداكن.جميع المحافظات تشارك بحجم التلوث من خلال عمليات التصريف العام للمجاري والذي اسس على عمليات السحب بواسطة مولدات كبيرة تدفع مياه المجاري الى النهر في الوقت الذي نصبت فيه مضخات سحب كبيرة لمياه الشرب الى محطات تصفيه المياة (الاسالة) . فلا يتحمل النهر كميات الاطنان من هذه الاوساخ في مصدر المياه العذبة وباستمرار. على الرغم من جريانه المستمر وتباعد المسافات بين اخذ مياه الشرب ورمي المخلفات . وهذا يبدأ من محافظتي الموصل على نهر دجلة والرمادي على الفرات وباقي المحافظات وصولا الى البصرة ، فضلا عن تسرب المياه المستعملة نتيجة المخلفات الزراعية والصناعية والتي تلوث بدورها الابار في المناطق المنخفضة وما ينتج عنه من جرف معدن الفوسفات والاسمدة التي تساهم في تزايد الطحالب التي تضر بالبيئة والثروة السمكية .تقرير الامم المتحدة للبيئة حث البلدان على وضع حلول ستراتيجية ومحلية للحد من التلوث ، واستثمار في ادارة البنى التحتية ، واورد نقاطا عدة منها: ان مياه الصرف الصحي تولد غاز الميثان، وهو من الغازات الدفيئة التي تعتبر أقوى 21 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون. كما أنها تولد غاز النيتروز الذي يعتبر أقوى 310 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون.ويقدر أن ترتفع انبعاثات غاز الميثان المرتبطة بمياه الصرف الصحي بنسبة 25 بالمئة وانبعاثات غاز النيتروز بنسبة 50 بالمئة في غضون عقد من الزمن فقط، فما الحل اذا كان تأسيس مجارينا مضت عليه اكثر من خمسة عقود؟ وبعض اعمدة تصريف الغازات ألغيت وبعضها الاخر اندثر. سؤال نوجهه الى دائرة المجاري طالبين من يجيب عليه !jalalhasaan@yah
كلام ابيض : تصريف المياه الملوثة
نشر في: 26 مارس, 2010: 05:48 م