TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (على راسمن ايوكر طير السعد)

هواء فـي شبك: (على راسمن ايوكر طير السعد)

نشر في: 27 مارس, 2010: 12:26 ص

عبدالله السكوتي وطير السعد هو الحمام، وكانت العادة عند بعض الاقوام ان الملك اذا توفي تجمهر الناس في ميدان العاصمة واطلقوا الحمام ، والحمام يدور حول المتجمهرين، فاذا وقف على رأس احدهم ، فان ذلك الشخص يصبح الملك الجديد ، وكان هذا الطير يسمى عند الفرس (همايون) حيث قالوا ان الله خلق طائرا اسمه (همايون) من وقع عليه فاز بالدولة وهو طائر ميمون.
وقصته ان صديقين كانا مسافرين واثناء سفرهما تمنى احدهما ان يجعله الله حاكما فاذا حكم فانه سيصلب ويحبس ويعمل على اذية الناس، اما الثاني فانه تمنى نفس الامنية الا انه قال: سوف اعمل كل خير واحسان للناس، وعندما وصلا اول مدينة وجدا الناس مجتمعين في ميدانها حيث توفي ملكهم، فخرجوا لاختيار ملك جديد ، دخل المسافران في هذا الاجتماع ، وكانت العادة ان يطيروا الحمام لاختيار الملك الجديد.وبعد مدة قصيرة اطلقوا الحمام وبعد ان طار، وقف على رأس المسافر الاول ، فلم يقبل احد لانه غريب ، وطالبوا باطلاق الحمام ثانية ، فوقف ثانية على رأس نفس الشخص، فكرروا ثالثة فوقف على ذات الرأس، فسلموا للامر واختير ملكا ، فبدأ حكمه بالظلم والجور؛ يقتل ويسجن وينتهك الاعراض ، فضج الناس من سلوكه ، وذهبوا الى صديقه الذي جاء معه فرجوه ان يكلم صديقه ليرأف بهم، فاستجاب الى طلبهم وذهب اليه، وحكى له ورجاه ان يتطلف بهم ويرعاهم الرعاية الحسنة، فقال له: لا استطيع تغيير طريقتي لانني نذرت ان اعذبهم اذا اصبحت ملكا ولو شاء الله اسعادهم لجعلك انت عليهم ملكا.ونحن الان ننتظر طير السعد على رأس من سيقف ونتمنى من الله الا يكون طير السعد قد قرر ان يقف على رأس من يريد اذية الناس وتعذيبهم. طبعاً النتائج التي تعلن عن المفوضية ليست مؤثرة في اختيار رئيس الوزراء بقدر التوافقات والائتلافات التي تستطيع بها الكتل اقناع بعضها البعض للائتلاف في كتلة واحدة تستطيع تشكيل الحكومة، النتائج تقريباً قد اعلنت جزئيا، وبدأت الكتل في التفاوض فيما بينهما لحصد اكبر عدد من الاصوات عن طريق تكوين الائتلافات، وقد لاح في الافق خطة لتحالف رباعي او ثلاثي وهذا كله سيجعل من النتائج غير ذات اهمية، لانها معروفة مسبقاً.الشعب قد ادى ما عليه وخرج بكثافة للانتخابات، وبقي الامر في جنحي (طير السعد)، الذي سيأتي لنا بالجديد.ولكننا لسنا مثل سكان المدينة السابقة، ولا نستطيع القبول بأي كان ؛ سنخرج في كل وقت ونكتب ونملأ الارض ضجيجاً اذا ما رأينا اخطاءً وانحرافات في اسلوب وطريقة حكم الحكومة الجديدة، وهذه المرة سنطالب بمحاكمة المفسدين والمتلاعبين والمزورين، لا نشتكي لأحد او نطلب الصدقة من احد، نحن من صوتنا ونحن الذين نغير من نريد وليس للكتل سوى الاتفاق وتشكيل الحكومة بما يفيد وينفع الناس.الديمقراطية قد ضمنت لنا ان نتداول السلطة سلمياً، اما حين يكون تداول السلطة باتجاه آخر، فعلى الشعب ان يقول كلمته ولا يدع الاخرين يستهزئون بصوته، ويلقون به خارج مديات اللعبة، ديقراطية عرجاء، ام ناقصة ولكنها اكتسبت الحكم القطعي بكونها ديمقراطية بدأ العراق بالسير على طريقها وعليه اكمال مسيرته الى النهاية، مهما كانت الصعوبات والتداخلات الخارجية التي تجاوزت دول الجوار لتذهب بعيداً الى دول اخرى، بدأت بتقريب من يريدون افشال تجربة العراق يحدوهم في ذلك دفاعهم المستميت عن دكتاتورياتهم  الهشة التي استعبدت الشعب وألقت به نحو الجهل والخسران، دول خلعت ثيابها بمجرد سقوط النظام السابق في العراق واعطت التنازلات، وحين رأت ان الكلام ليس عليه ضريبة اخذت تنادي بالثورية التي لم تنتهجها في يوم من الايام.وصيتنا الى طير السعد ان يختار من اختاره الشعب والا  سنلقي به الى قفص من الاقفاص وننتف ريشه ولا نريد لأحد ان يسيره بالكنترول.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram