TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الديمقراطيـة وثقافـة المجتمـع الأوسـع فـي العراق

الديمقراطيـة وثقافـة المجتمـع الأوسـع فـي العراق

نشر في: 27 مارس, 2010: 04:33 م

الديمقراطية والسلوك المتحضر: يوسم السلوك السياسي في اي مجتمع بميسم آليات انتاجه ، وهو جزء من نسق اجتماعي يتشكل من تداخل واضح بين مؤسسات المجتمع وعلاقة افراده ، وما تضيفه منظومة القيم التي تتشكل في ظلها هذه المؤسسات من معنى ، يتحدد به ، وينضبط نمط السلوك . ووظيفته في انتاج متبادل بينه وبين قيمه . وعلى اثر انخراط العالم كله في تحولات عميقة شكلت جوهرية تاريخه الحديث والمعاصر واستدرجت او كادت ان تستدرج كل نظمه الاجتماعية والسياسية في عملية التغيير ،
اخذ ينمو سلوكاً سياسيا للمجتمعات المعاصرة افرادا وجماعات ومؤسسات ، وينبني وفق معايير مستحدثه متحركا في منظومة من القيم فرضتها بقوة الغرب – الحضاري والاقتصادي ثقافات الحداثة،بعد ان ازاحت جدار الفصل بين السياسة وانشغالات الفرد الاخرى سوى السياسة في عصر تناسبت استحواذاته السياسة مع ما اطلق عليه من تسميات واوصاف مثل وصفه بنهاية التاريخ وتسميته بعصر العولمة ان ابرز ما يتسم به هذا السلوك في ظل تطوراته وفي بنيته ، هو انصياعه لارادة الدولة التي شغلت محور ولائه واستولت على قيم انتمائه بعد انحلال علاقاته التضامنية المستندة الى اختزال الهوية وقيمه الذاتية في رابطته العصبية وينجم هذا الانصياع عن تصور للدولة (بأنها ارادة الكل) .... اسبيوزا . بعد ان تمر هذه الارادة من خلال صناديق الاقتراع وتضمن شرعية التمثيل لارادة المواطن . ويحمل هذا الانصياع لواجب واستحقاق الدولة ذروة سلوك متحضر رسخت قيمه الممارسه الديمقراطية وانجرحت ممارسته عن فكرة الخضوع الى قانون اسمى مصدره الشعب وكذلك مصدر سلطته كذلك ، وهو (ما يشكل جوهر الديمقراطية في مقولة حكم الشعب بواسطة الشعب ومن اجل الشعب) ...   غدنز انتوني . وعليه تتأسس ديمقراطية السلوك وبواسطته يمنح المواطنون (الصدارة لمصالح الدولة ويعتبرون صيانتها بأنها الخير الاجتماعي الاعلى)... جوزيف شتراير. وهو ينتج عن تصور متجدد للخير وقيمه الاجتماعية ، تتحول الدولة على عتبة هذا الخير الى ملهمة اخلاقية للسلوك الديمقراطي ، فالديمقراطية ، بهذا المنحى في حضارية السلوك والوضوح في اداء رسالة تنموية ذات رؤية دنيويه تستند الى طبيعة الاجواء التي نمت فيها ثم هي ترسخت في احضان تاريخ حفلت تحولاته الفكرية بأنتاج قيم وتصورات سعت الى الفصل بين الحق والخير ... غي هاشر . اي بين المجال السياسي الذي هو في خدمة الشعب من جهة ، وتصورات الوجود الخاضعة الى الضمير المنفرد ، وهذا هو ما تعنيه العلمانية في الفكرة الجوهرية لها ، واستمد منها التوجه العلماني مسوغاته في فصل الدولة التي احتكرت انتاج قيم الحرية،(1) عن الدين باعتباره منتجا للقيم مضفيا الدين بهذا معنى على السلطة والدولة يناقض ما تتبناه الدولة الحديثة من مفهوم يفترض ان الدول ليست ملكا لفئة من السكان وانما هي للجميع للشعب (iaos  باليوناينة ) بينما ينظر للدين بأنه لا يتسع لاستيعاب مفهوم الشعب بواسطة انتاجه قيمة الاصطفاء وثنائية الايمان والكفر وفكرة الشعب المختار وكان معيار هذا التطور في الفكر السياسي واستناده الى تجربة السلطة الكنسية التي رأت ( ان الروح فوق الجسد وأن الكنيسة تمثل الروح والدولة تمثل الجسد اذا فالرئيس الروحاني ( البابا )يجب ان يكون فوق الرئيس الدنيوي)... علي حيدر . وبهذا اصبحت الكنيسة فوق الدولة حكرا على الملوك وطبقة الاشراف والشعب دون هكذا دولة . أن كون الدولة ملكا للشعب هو ما تعنيه الديمقراطية وتأسيسا عليه في التصور العلماني سعت ايديولوجية الفصل الى انتاج سلوك اجتماعي وسياسي يتسم بنزعة الفردية(2) وممارسة الاستقلالية بإنسجام تام في اطار علاقة الفرد – المواطن بالدولة ، وهو ما يعرف بمبدأ المواطنة ، بعيدا عن اي انتماء او ما يفرض ولاء جماعي ديني... او مذهبي ... او عرقي بعد غياب واختفاء صور الجماعة التقليدية ( نتيجة اختفاء الاسرة الممتدة والاحياء الشعبية في المدن وقبلها العشيرة ... ونمت فيها معايير تؤكد خصوصية الافراد) د قيس النوري . ان اختفاء روح الجماعة في مجتمعات العلمانية هي التي عملت على ترسيخ الممارسة الديمقراطية بعد انحسار ولاءات فرعية وانتماءات ثانوية . rnالنكوص الحضاري وثقافته السياسية: اذا كانت الديمقراطية هي حاضن النزعة الفردية ، وحامل اهم معنى تضفيه على علاقة الفرد- المواطن بالدولة من خلال منظومة ثقافية وسياسية وقانوينة متكافئه في الحقوق والواجبات تكون قد استوعبت كل قواعد الوجود الاجتماعي وتفاصيله في حياة الغرب ، لكن اشكالية تشابك وتداخل مصلحة الولاء وانغراس الذات في مرجعية الانتماء في مجتمعات ما قبل الحداثة هي عوامل ومتبنيات لا تزال فاعلة،رغم تحولات التاريخ وانقلاباته في مجمل الحدث السياسي، بل ويحاول هذا الانتماء ومرجعيته ان ينفرد بسلطة هذا الحدث ، والنفوذ من خلاله الى ترسيخ سلطته وتغليب موقعه في مزاحمة الحدث واطرافه ، وهو ما يعتبره ابن خلدون عامل اساسي ، واشتراط بنيوي في قيام دولة وظهور عصبية تنفرد بالقوة دون سائر العصبيات ، وتكون لها الرئاسة بالغلب ، فهو يقول (ان الرئاسة لا تكون الا بالغلب والغلب انما يكون بالعصبية – الانتماء- فلا بد بالرئاسة على القوم ان تكون من عصبية غالبة لعصبياتهم واحدة واحدة)... ابن خلدون . ان الرجوع بالحدث المعاصر وخصوصا السياسي منه في تحليله واستقصائه الى نظرية في الاجتماع السياسي ، تعو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram