اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > عن جيل الثمانينيات الشعري فـي العراق.. قراءة فـي تجارب شعرية

عن جيل الثمانينيات الشعري فـي العراق.. قراءة فـي تجارب شعرية

نشر في: 27 مارس, 2010: 05:07 م

علي الامارة(1-2)كنت قد نشرت في ( المدى ) قبل مدة دراسة عن جيل الثمانينات الشعري في العراق وها انا اليوم اقدم قراءات لبعض التجارب الشعرية التي تجمعها ثيمة واحدة هي ترسبات الحرب في القصيدة
مقدمة :  الثقافة العراقية وفي مآلاتها الاخيرة تبحث عن نوافذ لتحقيق ثقلها النوعي وذاتها التاريخية واستمرار حضورها الابداعي في المشهد العراقي العام  ، وهذه النوافذ تكون باتجاهين الاول مع نفسها قي الداخل عبر توحدها او تماسكها  في خطابها الثقافي ضمن ارضيتها الوطنية المشتركة ، والاتجاه الاخر هو فضاؤها الخارجي سواء عند ادبائنا ومثقفينا في الخارج او خطابنا الثقافي المشترك معهم ، أي الخطاب الثقافي الداخلي والخارجي الموحد .. وارى ان موضوع توحد الثقافة ورصانة ذاتها تتجسد في مستويات عدة من اهمها عدم ذوبانها في الخطاب السياسي او تبعيتها له .. بل ان الاديب هو الذي يصنع فتحه التاريخي المتقدم على الخطابات الاخرى لان التاريخ في النهاية يكون نصا مكتوبا .. وان فتح المثقف العراقي يكمن في تجاوزه لكثير من العوائق التي تحد من وحدته الثقافية وبالتالي وحدته الوطنية وان يعلو على كثير من الماضويات والقناعات والاراء المسبقة وان يستمع الى الاخر ويجعل من الثقافة المجس الاول الذي يرتقي الى منصة المصالحة والتسامح وجعل مصلحة العراق هو الهدف الاول والغاية الاسمى لسعيه وخطابه الثقافي ..   و  من باب حوار الحضارات والتواصل مع ركب الانسانية المشترك وفي اهم ما يمثلها وهو الادب بافاقه الواسعة ..  سنحاول هنا ان نقف عند فضاء حدث ثقافي مهم اقامته رابطة القلم الدولية  في مؤتمرها الاخير الثاني والسبعين والذي اقيم في برلين عام 2006 وان نستقرأ شعاره الاثير  وهو ( الكتابة في زمن اللاسلم ) وننتقل من هذا الفضاء العام الى فضائنا العراقي الخاص ... قراءة في مداخلة غونتر غراس يستثمر غونتر غراس شعار المؤتمر.. ليعبر عن افكاره المستمدة من  واقع تجربته وارائه حول موضوع (( الكتابة في زمن اللاسلم )) وهو عنوان الشعار الذي اقيم تحته المؤتمر ،  ليزيح  ظلال الشك عن العيون التي ترى ان السلام قد ساد في العالم وان زمن الحروب  قد صار شيئا من ذاكرة العالم على اساس الابتعاد الزمني عن حيثيات الحربين العالمتين الاولى والثانية والتي كانت فيهما اوربا محورا رئيسا وهاما للصراع كما كانت ميدانا عريضا له .. لكن شخصية روائية وشعرية واقعية لا تسحبها الاحلام  الى مناطقها الخادعة الوهمية مثل شخصية غراس  لا تخدعها الصورة البراقة للسلام وانما تعنى  بقراءة ما بين سطور الزمن وخلف كواليسه .. فتحس بغلالة الحرب الخفية المدفونة في غيب الاحداث وتفاعلاتها ومآلاتها فتستقرا الافق بمعطيات البصر والبصيرة فيرصد الحرب من زاوية اخرى هي زاوية اللاحدوث المرئي او الحدث اللامرئي فالحرب كما يراها غراس ليس شرطا ان تتخذ شكل المواجهة المباشرة وفوهات الاسلحة المفتوحة النيران .. بل ان الحرب ( كثيرا ما لبست قناع – السلم -  او – تطبيع العلاقات – وجلبت الموت دائما ..) لان كثيرا من تمظهرات الحرب قد يتخذ اشكالا – سلمية – الا ان نتائجها الفعلية هي نتائج حرب سواء على مستوى اخضاع  شعوب او مصادرة قراراتها وحرياتها او على مستوى التجويع .. فالحرب انثى حرام تستطيع ان تتخذ ازياء عدة وغالبا ما تكون هذه الازياء براقة  لامعة مخادعة تسير تحت ظلال مسميات انسانية مقنعة – بكسر النون او بفتحها وتشديدها -  فاوربا التي تنعم بسلام ظاهر وقد نفضت عن جسدها اخر غبار الحربين الثقيلتين لا يخدع -سلامها – غراس فيتخذ منها مثالا حيا للحرب الدفينة او استراحة المحارب او المحرك الخفي لحروب ( راديكالية او استعمارية ) خارج مجالها الترابي   ( اما لتجريب سلاحها او لمصالحها الفردية ) بل ان الاختراعات والعمل عليها في زمن السلم -  الاستراحة الحربية هي غبار حروب قادمة وان كانت هذه الاختراعات  قد انبثقت من نية الاهداف الانسانية السلمية غير ان استغلالها وتفعيلها في المطبخ الحربي خلف كواليس المرأى العام للعالم المعاصر .. هو ما يثير هواجس ومحاوف امثال غونتر غراس  ويسهم باستمرارية الحروب الكونية وكأن المحارب الذي نزع خوذته ايام الحرب من على  راسه وضعها داخل صدره لتنبض مثل قلب اخر يزاحم قلبه الانساني بقلب موحش ووحشي يشبه الخوذة التي يذكر منظرها بالحرب على الرغم من دلالتها الوقائية الدفاعية لكنها في الوقت نفسه دلالة هجومية لان المهاجم نفسه يريد ان يدافع او يقي هجومه من ردة الفعل ازاء الاخر .. بل ان غراس يرى ان الحرب قد سادت دائما ( وحتى مواثيق السلم نفسها كانت تخفي بحسن نية او بسوئها الخلايا الجرثومية لحروب قادمة .. ) وبهكذا تصور يسحب غراس الفعل السياسي الى الفعل الحربي ليكشف حقيقة ان ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram