إياد الصالحي ليس هناك شك في ان حرص رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي على فرض وإعلاء الصوت العراقي في أي لقاءات ومشاورات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم إيماناً منه ومنا ايضا بأن وجود الاتحاد العراقي لكرة القدم ضمن منظومة فيفا وما ينسحب ذلك على خضوعه لقوانينه ولوائحه لا يعني بتاتاً هيمنته على شؤونه الداخلية وحرية اتخاذ القرارات التي تضمن حقوقه وتقوي موقفه الدولي
مثلما اشار حمودي بكل وضوح وجرأة اثناء ردوده الصريحة على أسئلة الزميل حسام حسن في قناة ( الحرة) .ومع ان المجاهرة بالحزم ورفض سياسة الهيمنة أمران يحسبان الى كياسة رعد حمودي حفاظا على أمانة منصب رئيس اللجنة الاولمبية وربما شعوره في اثناء زيارته الأخيرة الى زيوريخ عدم أبالية فيفا بالمناصب والمقامات (فما اكثر رؤساء الدول الذين التمسوا بلاتر إطلاق سراح كرة القدم في بلادهم من أغلال عقوبات مؤسسته مقابل ضمانات عدم التدخل السياسي في إستقلالها الإداري والفني ) إلا ان المراقب المنصف للتحرك الدؤوب الذي بذله حمودي مطلع الشهر الحالي وإحساسه الوطني بتفاقم أزمة الكرة ما لم يتخذ موقفا جديدا يحرك الحلول الساكنة ، يشعر بالإحباط وهو يسمع ويقرأ تصريحات ساخنة لحمودي تنذر بأزمة في الأفق لن يكون فيفا قاضياً فيها هذه المرة ، بل متهما امام المحكمة الرياضية الدولية لتسويفه القضية العراقية وتشجيعه رجال اتحاد الكرة على إضاعة زمن جديد من دون تقديم لوائح انتخابية كاملة تمتعهم بتمديد رابع ينتهي في الثلاثين من تموز المقبل .اقول ان هذه الصورة القاتمة التي شاهدناها عبر (الحرة) بعد عودة حمودي من زيوريخ اشعرت كل المعنيين - اهل الكرة والاعلاميين والجماهير- بالقلق حقا لوقوف ( الهدنة) على شفا وادٍ سحيق من العزلة الدولية في حال نفذ رئيس اللجنة الاولمبية تهديده ونقل الملف الى المحكمة بعد نهاية شهر نيسان المقبل وهو الموعد الذي أثار حيرة الجميع من دون ان يتوضّح مغزاه .لسنا هنا في موضع التنجيم بما يدور في رأس حمودي وما يبغيه من تحديد هذا الموعد بالذات الا اننا نسعى لطرح ما يمكن ان يعزز قناعته قبل ان ينعطف في خارطة الطريق الى المربع الاول بقرار منفعل ( كقرار الحل) ويضيع جهده ، فكان عليه أولا ان يعترف بتأخر اطلاق مبادرة ( التعليق) الذي صدر في الحادي عشر من آذار الحالي وكنا نؤكد عليه كإعلاميين تهمنا مصلحة اللعبة منذ أشهر عدة الى ضرورة التحرك المبكر قبل فوات الأوان ، وكان معلوماً لحمودي قبل غيره ان تمديد عمل اتحاد الكرة ينتهي في الثلاثين من نيسان المقبل واستنزفت مرحلة الشد والجذب بين طرفي الصراع عبر الفضائيات والصحف وقتاً ثبت فعلا انه كالسيف قطع امل التوصل الى حل نهائي في الفترة المتبقية التي يراهن عليها حمودي لإجراء الانتخابات .ان الخضوع الى إرادة المنطق تجبرنا على تذكير الجميع بعدم استثناء فيفا للحالة العراقية دون غيرها فالضوابط تسري على الجميع بلا تمييز ، وعندما شدد بلاتر خلال لقائه حسين سعيد رئيس الاتحاد في زيوريخ على اهمية انجاز النظام الداخلي من قبل الهيئة العامة في موعد اقصاه نهاية ايار المقبل لم يأت ذلك اعتباطا لأن الهيئة العامة لم تجتمع حتى الآن لاقرار اللوائح الجديدة في ظل القطيعة والتوتر اللذين يعبثان بالعلاقة بين عدد كبير من الاندية واتحاد الكرة !وان سلّمنا بقرب انهاء مسودة اللوائح ورفعها الى فيفا فهناك مدة 45 يوما تخضعها للتمحيص في مكتبه التنفيذي ثم يصادق عليها ويعيدها للتهيؤ لإجراء الانتخابات فضلا عن انشغال الاتحاد الدولي بالحدث الأبرزعالميا (مونديال جنوب افريقيا) الذي سيقام في الحادي عشر من حزيران المقبل ، كل ذلك يضيق الخناق على الروزنامة ( العراقية – الدولية) ويؤجل حسم بعض الملفات لما بعد انتهاء البطولة أي ان بلاتر وجد في الثلاثين من تموز سقفا زمنيا كافيا لاحتواء أزمة الكرة العراقية .وبما ان اتحاد الكرة معروف بكسله وعمله بـ( القطعة) ، لذلك لابد من تفعيل اجراءات السير في خارطة الطريق وعدم تركه يشعر بالاسترخاء والرغبة في النوم العميق اكثر مما تمتع به منذ حزيران عام 2008 تحت خيمة ( ولاية الطوراىء والتمديد) ، ونستشف ذلك من تقريره الأسبوعي الاخير الفقرة (3) حيث برر مقدما نيابة عن فيفا اسباب التمديد القادم وكان عليه ان يركز في نصوصه الرسمية على ضرورة الإسراع بلقاء الهيئة العامة واستعادة الثقة وان يترجم " قولا وفعلا " مبدأ الشراكة في صنع لائحة الانتخابات وان لا يضيع الطريق في خارطة يمسك فيفا قلم رسمها شئنا أم أبينا !Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: خارطة طريق بلاتر !
نشر في: 27 مارس, 2010: 05:25 م