حازم مبيضين تطوع بعض الأعراب للدفاع عن الجمال البرية المتوحشة في استراليا, التي تكافح حكومة للتخلص من أذاها, خصوصاً وانها تحدث خللاً كبيراً في التوازن البيئي بإبادتها أصنافاً محلية مهمة من النبات، وتلحق أضراراً هائلة بالأراضي الزراعية الرطبة ، ويسبب تنقلها ضغطاً مؤثراً على تماسك التربة، وتتسبب بضرر واضح لطبيعة الحياة الريفية والبنية التحتية في الصناعة الرعوية,
ولم تتخذ تلك الحكومة قرار التخلص منها إلا بعد ثلاث سنوات من المتابعة قامت بها جهات علمية متخصصة في مناطق شاسعة تقترب مساحتها من الاربعة ملايين كيلومتر مربع وبما يعني أن تخصيصها مبلغاً يقترب من العشرين مليون دولار كان ضرورياً, ولم يتم اعتباطاً, ولم يأت من قبيل كراهية العرب, وهدفه الاول والاخير تخفيف تلك الأضرار والحفاظ على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي والنباتيلم يلاحظ أعرابنا الذين يدافعون عن هذه الحيوانات, باعتبار أنها من بني جلدتهم, أن الحكومة الاسترالية تسعى للتخلص من الغازات المنبعثة من هذه الجمال والتي تعادل ما تنفثه قرابة 300 ألف سيارة ويشكل أمرا مزعجا في الاحتباس الحراري, وأنها تراعي ( كما هو متوقع حقوق الحيوان أكثر مما تراعي بعض الحكومات العربية حقوق الانسان ). وتلتزم في تنفيذ برامجها تجاه الجمال أن تتم وفق إجراءات إنسانية ضمن قواعد الرفق بالحيوان وتعتبر أن تطوير تلك الآليات أولوية في دعم مشروعها هذا.والحكومة الاسترالية وهي تتخلص من الجمال ترفض نقلها إلى أي مكان إلا بشرط ان يتوافق ذلك مع اشتراطات الرفق بالحيوان , وأن يتم التعامل معها بعد نقلها بما يتوافق مع متطلبات منظمة الصحة الحيوانية, وتتفهم المطالبة بإيجاد طريقة لتصدير لحومها إلى دول محتاجة وفقيرة, لكن تتواجد تلك الحيوانات في مناطق قاحلة ونائية لا يمكن الوصول إليها بسهولة وهي بعيدة عن المرافق الخدمية كالموانئ والمسالخ ، إضافة لعوائق لوجستية ومالية حادة تقف عثرة في طريق تجميعها أو ذبحها وأية إجراءات تتبع ذلك أو لاستخدامها لأغراض تجارية , يمنعها من ذلك. المطالبون بحماية هذه الحيوانات في استراليا يطالبون بنقلها الى بلدانهم لذبحها, وهم ليسوا غير تجار يستغلون سذاجة بعض المواطنين, ويوهمونهم بأن تلك الجمال تحمل الجنسية العربية, وتستحق الضغط على حكوماتهم, لاتخاذ إجراءات تتيح الوصول لآلية مناسبة لإستيراد تلك الحيوانات التي أنشأوا مواقع على الفيس بوك لانقاذها من الموت في بلدها, ونقلها لتموت بالسكاكين العربية, وربما يتعهد هؤلاء بنحرها بالسيوف, تعبيراً عن احترامهم لها, ولأنهم يعتقدون أن السيف سلاح عربي المنبت والهوى والهوية.نعرف أن بعض العرب يعطون مكانة خاصة لهذه الحيوانات, ويطلقون عليها أكثر من أربعين اسماً, وينظمون لها المهرجانات ومسابقات الجمال – بفتح الجيم - , ويعتبرونها رمز التراث البدوي، لكن السؤال الذي لن يجد إجابة عند هؤلاء هو أليس بين المواطنين العرب من البشر من يستحق التفاتة قريبة من هذا الاهتمام بالابل, وهل مكتوب على هؤلاء أن يتمنوا لو كانوا جمالا في البراري الاسترالية ؟
خارج الحدود: لو كنت جملاً
نشر في: 27 مارس, 2010: 05:27 م