TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: « شكرا» للأشقاء العرب!

وقفة: « شكرا» للأشقاء العرب!

نشر في: 27 مارس, 2010: 05:49 م

عامر القيسي في كل مرّة يتحفنا  الأشقاء العرب وأولاد العمومة الأقحاح  بصرعة من صرعاتهم العجيبة التي تفتح جروحنا وترش عليها  الملح، وتحديداً كلما فتحنا ابوابنا وقلوبنا لهم دون جوازات سفر. الرئيس القذافي يريد ان يكون وليّا علينا ويتحدث باسمنا في مؤتمر القمة الذي يعقد في بلاده، ويؤكد ذلك برفعه العلم العراقي القديم بنجومه الثلاثة على طول الطريق من المطار الى سرت،
اعلانا واضحا عن رفضه العراق الجديد، فيما رفض وزراء خارجية عرب حضور القمة المقترحة في العراق بسبب الاحتلال الامريكي!ربما تكون للقذافي تبريراته، خصوصاً انه يعاني من « قلق كوني « ومازال يبحث عن هوية له، فمرّة افريقي النزعة، واخرى امريكي الهوى، وثالثة اشد حرصا على القومية من عدنان وقحطان. لكن بعض  الاخوة الاعزاء، وزراء الخارجية العرب، الذين يكرهون الاحتلال اشد الكره، في بلادنا لايكرهونه في بلادهم! لايريدون الحضور الى بغداد بسبب الاحتلال وعدم توفر الأمن والأمان! واذا كان الساسة العراقيون يلتقون مع الامريكان في وضح النهار وامام شاشات الفضائيات المتعددة المشارب والاهواء  وينشرون نص الاتفاقات مع الامريكان أمام الناس، عراقيين وغير عراقيين، فان الذين يرفضون المجيء الى بغداد، يزحفون زحفا على بطونهم لاجل ارضاء امريكا في السر ولعنها في العلن، وهي سياسة زميلهم صدام نفسها، الذي كان يسب امريكا في التلفزيون في الوقت نفسه  الذي يفتح كبار ضباطه ابواب الوزارات والمعسكرات والشواغل الامنية العراقية امام فرق التفتيش الدولية لتفتيشها أو تدميرها، وقادة فرق التفتيش هم عملاء للمخابرات الامريكية باعتراف صدام نفسه!! يتحدث الاشقاء عادة عن ضعف الدور العربي في العراق وعن ارتماء العراق في الحضن الايراني، في الوقت نفسه الذي نفتح اسواقنا لبضائعهم ونطالبهم ليل نهار بضرورة تغيير موقفهم من العراق وتأكيد حضورهم العربي في مواجهة الحضور الايراني القوي الذي لايرغبون فيه،ووصلت دعواتنا لهم في بعض الاحيان الى حد التوسل، وننتظر اشهرا لكي نسمع منهم موافقة على دراسة اقتراح بفتح سفارة في العراق، واذا ماتمت الدراسة بالخير والبركة، فعلينا ان ننتظر ربما سنوات لتسمية السفير، وزمنا آخر لايعلمه الا الله حتى يتم فتح سفارة لدولة شقيقة تملأ العين والعقل والفؤاد، فماذا نفعل لهم بالله عليكم!مرّة قادتني حادثة الى مستشفى في سوريا عندما كنت هاربا اليها من نظام صدام، وتطلبت الحادثة ان يقوم الطبيب بخياطة عدة غرزات في رأسي، واثناء الفحص والتعقيم تبادلت الكلام مع الطبيب السوري، الذي اصبح صديقي فيما بعد، وعرف من خلال الحديث باني عراقي، ما زاد من اهتمامه بي، وفيما هو منهمك بعمله في رأسي، طلب مني بكل اناقة ليبدأ خياطة الجرح « استاذ وطي راسك « ثم استدرك بسرعة عجيبة، وكأنه قد شعر بان اثما قد حصل أو انه قال بما لاينبغي ان يقال، اقول استدرك مسرعا جدا وقال بلهجته السورية:"اوه ده انتو العرائيين  ما بتوطو راس"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram