جميل الطائي بالرغم من المقالات والكتابات العديدة التي تفضل بنسجها كتابنا الافاضل من على صفحات صحفنا ومجلاتنا الادبية والثقافية عن سيرة حياة الاديب الراحل عبد الرزاق الهلالي والتي تناولوا فيها مختلف جوانبها الادبية وغير الادبية سواء اكانت تلك الكتابات والمقالات قد قيلت بمناسبة ذكراه السنوية ام في غيرها واخر من كتب بهذا الخصوص من الاساتذة رفعت عبد الرزاق،
محمد حسين الزبيدي، سعدون ابراهيم حلمي، الا انني لم اجد من بين هؤلاء الافاضل من الكتاب من تطرق الى بواكير حياة اديبنا الراحل وبصورة خاصة مرحلة دراسته في دار المعلمين الابتدائية التي دخلها طالبا عام 1935 وتخرج فيها عام 1937 ولكي نسلط الاضواء على هذه الفترة المبكرة من حياته الادبية في هذه الدار لابد لنا من كشف اوراقها العتيقة لنزيل عنها غبار الماضي البعيد لافادة من يهمه تتبع اثار الهلالي ونشاطاته واعماله في تلك الفترة. -كان الاديب عبد الرزاق عبد المجيد البصري – هكذا كان يلقب في بواكير حياته بدار المعلمين الابتدائية - يعتبر من ابرز طلبتها نشاطا واكثرهم حضورا في مناسباتها المختلفة والتي كانت تقام على ارضها في تلك الفترة منذ سنته الدراسية الاولى حيث جمع بين الرياضة والادب فعلى الصعيد الرياضي كان عبد الرزاق يعد من ابطالها المرموقين في لعبة (القفز بالزانة) حيث احرز عدة بطولات فيها أهلته ليصبح بطل الدار في هذا الضرب من الرياضة زيادة على ذلك كله فقد كان يعتبر كاتبا من كتابها الرياضيين بما كان يدبجه يراعه من مواضيع قيمة ذات فوائد جمة والتي كان يزود بها مجلة الدار الموسومة بـ (الصديق) ومن جملة كتاباته في هذا المجال قوله " ما كنت تراني قبل هذا العام اقفز بالزانة ولا اعرف شيئا عنها الا انني كنت اشعر بحبي لها فكنت افكر في كيفية قفزها ولكن ليس لي سبيل لتوضيح ما ابهم علي اليوم وانا بدار المعلمين فقد تعلمتها وبلغت امنيتي المنشودة وحصلت على مبتغاي ولعلك تسألني ان احدثك عن القفز بالزانة فاجيبك قائلاً بما اعرفه او بما تعلمته من نفسي ومن استاذي اكرم فهمي. *وما دمنا بهذا الصدد فلابد من الاشارة الى ان المدرب الذي كان يشرف على تدريب الهلالي وهو المرحوم اكرم فهمي مدرس التربية البدنية في الدار المذكورة ، ولقد حصلت دار المعلمين الابتدائية في تلك السنة أي عام 1935 على كأس الملك فيصل الاول خلال السباق الرياضي الذي جرى مساء يوم 26/ نيسان بين دور المعلمين والثانويات والمتوسطات من جميع الوية (محافظات) العراق والذي حضره الامير عبد الاله والشيخ رضا الشبيبي وزير المعارف في تلك الفترة. *وكان للاديب عبد الرزاق الهلالي حضور متميز في الساحة الادبية والثقافية خلال هذه المرحلة من حياته الدراسية المبكرة بما كان يدونه بقلمه من مواضيع جميلة التعبير سلسلة الاسلوب وما كان ينظمه من قصائد شائقه حاملة بطياتها غررا في الوصف والتشبيه وليصور فيها العمق الوجداني للانسان كل هذه الامور جعلته وهو الطالب الجديد تحت سماء الدار المذكورة ان يبز اقرانه من الطلاب كما اصبح محط انظار اساتذته وكسب ودهم ونيل احترامهم وتقديرهم بما وجدوا فيه من نبوغ مبكر في البلاغة والادب هذا اذا علمنا ان دار المعلمين في تلك الفترة كانت تضم صفوة مختارة من رجال العلم والادب واللغة اذكر منهم على سبيل المثال كلا من الاساتذة: د. عبد الرزاق محيي الدين ، د. بديع شريف، حسيب الكيلاني ، ابراهيم عنتر، اكرم زعيتر، ابراهيم شوكة، فتحي صفوة، داود قصير، فريد نجار، فريد زين الدين، شوكت سليمان، ويوسف شفو، اضافة الى الاستاذ خالد الهاشمي مدير الدار. *واهتم الهلالي اهتماما كبيرا بهوايته للادب والثقافة بحيث فاق كثيرا هوايته الاولى الرياضة البدنية فأخذ يبتعد عنها تدريجيا ليتجه كليا الى دراسة الادب واللغة والغور باعماق الكتب الادبية العربية والعالمية. ومن القصائد الطريفة التي نظمها في تلك الفترة المبكرة وزين بها صفحات مجلة (الصديق) المدرسية عام 1935 تلك القصيدة الوصفية المعبرة التي اظهرت قدرته الفائقة في امتلاك ناصية الشعر وقوافيه والتي يصف فيها شكوى طالب ناله الرسوب في دراسته في الدار اقتطف منها بعض الابيات: لاتسلني عن وضعي المحسوس ونجاحي وحالتي في الدروس! فمقامي بالدار رهن سقوط بعد عام اكون بالمكنوس انني ساقط ومالي نصير يشتكي لي عن حالي المتعوس فبدرس الحساب نلت هموماً ماكلامي؟ وكنت بالع موس!! الى ان يقول: خبروا الاهل والرفاق باني ساقط ويحكم بكل الدروس ايه ربي رفقا بحالي فانني اوشك الدهر ان يهد ضروس.*وما ان انتقل الى الصف الثاني حتى تبوأ بجدارته ومكانته وباعه الطويل في دنيا الادب رئاسة تحرير مجلة الدار السالفة الذكر تلك المجلة التي لابد من التوقف عندها لتعريف القاري والمتتبع لها، لنقول: كانت المجلة المذكورة أي (الصديق) تكتب بايدي هيئة تحرير مختارة من طلاب الدار وكان الاستاذ بديع شريف مرشدا للهيئة المذكورة وكانت تصدر يومها بمناسبات مختلفة خلال السنة الدراسية.. وكان الهلالي بالاضافة الى رئاسته لتحرير المجلة المعنية يزودها بمواضيعه القيمة والمفيدة ومن جملة كتاباته سلسلة مقالات عن محافظات العراق تناول فيها مدينته البصرة اذكر منها هذه الاسطر وهو ي
بطل القفز بالزانـة يرأس تحرير مجلة (الصديق)
نشر في: 28 مارس, 2010: 04:41 م