وديع غزوانrnبعد ان انتهى الشوط الاكبر من انجاز الاستحقاق الانتخابي باعلان النتائج التي وصفها البعض شبه النهائية , في اشارة الى عدم اقراره بنتائجها , .. ولم يكد المواطن يلفظ انفاسه من عناء هذا المشوار الطويل من الترقب والحذر والتحسب, حتى لاحت في الافق بوادر تعقيدات جديدة في مواجهة تشكيل الحكومة القادمة مع ما رافقها من تصريحات للبعض توحي وكأن ما جرى من تنافس انتخابي هو بين اطراف متضادة ومتصارعة ,
وليس بين فرقاء كان ومايزال لكل واحد منهم دور معلوم في التغييرات التي شهدها العراق بعد 2003والتأسيس لمنظومة جديدة من القيم كان ابرزها اعتماد النهج الديمقراطي الذي شابه مع الاسف الكثير من التشويه والتجني على مبادئه .ما يؤسف له ان البعض يريد ان يفصّل , وكما يبدو الديمقراطية على وفق مصالحه, فتراه لا ينفك من إغداق كل ما بجعبته من كلمات الثناء على العملية الانتخابية عندما تتواءم مع تصوراته , لكنه سرعان ما يدير ظهره لها لو حصل عكس ذلك . وبصراحة فان الغالبية العظمى من القوى والكيانات , وبدون مبالغة , تعاملت مع الانتخابات بهذا الشكل والصورة المشوهة لمبادىء الديمقراطية, ولم تراع في كل ذلك ولادتها الحديثة في العراق التي تحتاج الى حاضنة توفر لها عوامل النمو الصحيح وغير المشوه.الكل يعرف ان مصدر قلق المواطنين ليس نفعياً او طمعاً في منصب او جاه , زهد معظمهم فيه ,لكنه الحب للعراق وخوفاً على تجربته الجديدة من الضياع تحت وطأة صراع المناصب . فهل يلتفت سياسيونا الى ذلك ويتحاورون بروحية تكرس ايمانهم الفعلي بالديمقراطية التي من اولوياتها عدم احتكار السلطة لحزب او طائفة او شخص ؟عذراً اذا لامسنا الصراحة هنا بعض الشيء , وقلنا ان كل واحد من اطراف العملية السياسية يتحمل جزءاً مما نحن فيه ,عندما لم يعر جلسات البرلمان الاستحقاق المطلوب فلم يحضرها , او اعتمد قيم القرابة والعشيرة والانتماء الحزبي في توزيع المسؤوليات فوهبها وكأنها ملك يمينه لغير مستحقيها , او من وضع العراقيل امام محاسبة سراق ثروات الشعب او ممن كانوا ينادون باعلى الاصوات بملاحقة بعض المفسدين والسراق لكنه يتغاضى عن غيرهم .. صور مشوهة ساهم كل واحد منا بهذا القدر او ذاك في نشرها, واصوات نشاز ارادت ان تكم افواه المحرومين والفقراء من ان تنشد للحرية والديمقراطية .. لكنها ابت الا ان تؤكد اصالة انتمائها فتحاملت على اوجاعها وتوجهت لصناديق الاقتراع لتعطينا درساً آخر عن حب الوطن . لقد توحدت اصوات المواطنين في انحاء العراق كافة يوم السابع من آذار لتعلن تمسكها بالخيار الديمقراطي من اجل عراق جديد , توحدت اصوات العراقيين جميعاً وتلاحمت ايديهم , وكان البنفسجي في ذلك اليوم هو لغة التخاطب بين ابناء أربيل والنجف والسليمانية وبغداد و دهوك والبصرة وكل انحاء العراق . مرة اخرى هل يعي السياسيون ذلك ويدركون ان للعراق صوتاًُ واحداً هو صوت ابنائه وكل ماعداه محض هراء ؟
كردستانيات :صـــوت واحـــد
نشر في: 28 مارس, 2010: 05:49 م