كريم محمد حسينبعد اعلان النتائج للانتخابات لاحت في بحر الشارع المنتخب عدة قوارب ترفع راياتها، بعد سباق محموم ولهفة عارمة، وتوق كبير لمن يصل اولا ،ويرفع راية فوزه، ويحمل على صدره شارة التكليف، لتشكيل حكومة يراد منها ان تكون قوية وممثلة للطيف السياسي العراقي، والطيف الاجتماعي الذي هو اللاعب الاساسي في بلورة العمل السياسي.
وهو كذلك مصدر السلطة والممسك بلجام العملية السياسية في حالات انفلاتها من مرحلة عمرها القادم، ويتمنى الجميع وخصوصا المواطن الذي انتخب واثبت حرصه على سلامة العراق، ان تبقى هذه اللهفة وهذه الهمة قائمة وتجسد في واقع العمل السياسي المقبل. ويذكّر الناخب المرشح والممنوح الثقة ان يعمل للعراق وللعراق فقط، بعيدا عن الحضن العربي البارد والمسئم، ويرى الناخب ايضا ان على السياسي والمتصدر القادم ان لايعول كثيرا على العرب والامريكان، بل يسند ظهره للشعب من التجربة المرة وسابقات الايام والسنين الماضيات، اثبت المحيط المجاور للعراق تشفيه وتدخله الواضح في كل مفاصل العمل السياسي، وبعض السياسيين الطارئين والذين عاقبهم الشعب وازاحهم من الساحة السياسية لعدم كفاءتهم على كل الصعد، فلا ينجو اليوم من يعمل لنفسه ويبحث عن الفتات هنا وهناك، ومن يريد ان يخزن اموالا وسط آلاف الجياع والمحرومين، قال الشارع قوله وأركب من هو اجدر بأن يقود سفينته، والسير بها صوب النجاة والفلاح. اذن على الفائز مسؤولية العراق والعراقيين جميعا، وان يكون مراعيا لأدق التفاصيل ولكل الشرائح والطوائف والقوميات، لانه قائد الجميع وليس قائد رهطه، او من انتخبه، فلا خاسر بيننا بل جميعا انتصرنا وفزنا بوطن وراية خفاقة، وليس راية البعث التي حُملت نكاية ًيوم اعلان النتائج، وكأنها تنذر بأيام نحسات، كذلك الاهازيج التي تذكرنا بالقائد الضرورة، اذا على الفائز ان يكون جديرا بالمرحلة ومراعيا لمشاعر الضحايا التي لم تنصف بعد، بل تم انصاف الجلادين وقتلة يتمتعون بخيرات العراق في الداخل والخارج، وذوي الضحايا يقلبون مساحات الوطن الذي لم يمنحهم سنتيمترا واحدا او يحفظ لهم الكرامة ومذلة السؤال، ولاخير وكرامة في سياسي يفرط بالمصائر ويحجب الخيرات عن اهله.
كلام ابيض :قارب الحكومة
نشر في: 28 مارس, 2010: 05:58 م