عبدالله السكوتي والغبن : الخسارة ويراد به الضحك الصادر عن آلام نفسية مكَظومة ؛ واصول هذا المثل (وقد يضحك الموتور وهو حزين) وهو عجز بيت شعر لخلف بن خليفة الباهلي والبيت بتمامه:اعاتب نفسي ان تبسمت خالياً/ وقد يضحك الموتور وهو حزين
وقال عبد السلام بن رغبان ديك الجن يرثي جعفر بن علي الهاشمي:وتضحك سن المرء والقلب عابس/ ويرضى الفتى عن دهره وهو عاتبوقال ابو حليمة بن راشد :واخبر عنكم بالذي لااحبه / ويضحك سني والفؤاد كئيبوقال اخر:وربما ضحك المكروب من عجبٍ/ السن تضحك والاحشاء تضطرموقال محمد بن ابي زرعة الدمشقي :لايؤنسنك ان تراني ضاحكاً/ كم ضحكة فيها عبوس كامن والكرب حين يلف النفوس، يأخذ عليها الدنيا ومافيها، ويجعل الارض بما رحبت اضيق من ثقب الابرة ، لكن التأسي ومعالجة اهواء النفس الحزينة بالحكمة واللين ربما فتح لها الآفاق من جديد، وبعض الحزن يخفى خلف ستارة من الضحك المقصود الذي يحاول صاحبه فيه ان لايؤثر على من حوله ويزيدهم غماً وانما يضرب مثلاً بالشدة والحزم، وهناك حكاية في هذا المعنى لأحد الشيوخ ، فقد دعا الناس واولم لهم وليمة ، وكان هذا الشيخ قد دخل في معركة مع عشيرة اخرى وفجأة ادخلوا عليه جثماني ابنيه، فتجمل وحاول ان يستدرك الامر بالصبر واصر على المدعوين ان يأكلوا وقال:( بالله ياليالي الفرح عوديالفخر والمرجله والزود عوديشلي بالورك لو ذبل عوديابعزم الله الورك ينعاد بيه)ولسنا بصدد حساب الخسارة والربح ، فهدا وطن الجميع ، والجميع فيه اذا استقر فائزون ، لقد اخطأنا في البداية واشير الى البعض الذي لم يحسب ان الوطن واحد وان ساكن مدينة نائية او قرية له تأثير مباشرعلى سير العملية السياسية في العراق بحسب التجربة الديمقراطية التي نحاول انجاحها كي نفشل مخططات الاخرين ومؤامراتهم المستمرة.لقد اخذت الاحزاب الدينية مداها على مستوى السبع سنوات الماضية وهي قد خدمت الوطن وضحت من اجله وهي بعد على قمة الهرم حتى هذه اللحظة ؛ لو اردنا فرز الاصوات بشكل صحيح سنرى ان الاحزاب الدينية مازالت هي المسيطرة وهي صاحبة الثقل الاكبر، لكن جغرافية العراق واعراقه وتنوعاته جعلت من الصعب التكهن بالخاسر والرابح في مثل هذه الممارسات الديمقراطية.التداول السلمي للسلطة من ارقى درجات التطور والمدنية والتحضر؛ وليجرب الذي وقع عليه الاختيار وليعطي تجربته في الحكم عله يستطيع ان يعالج ما صعب علاجه في المرحلة السابقة ، علينا ان نكون منفتحين للرأي الاخر ونخرج الى ممارسة الديمقراطية عمليا ولانبقيها حبيسة الكلمات.ويبقى الضحك وان كان يخفي الاما كبيرة نافعا خصوصا اذا صدر عن مسؤول ربما لم يحصد الزرع الذي زرعه بحسب حساباته وخرجت النتائج مخيبة لاماله عليه ان يعلم ان هذا هو اختيار الشعب والشعب هو سيد الموقف في كل الامور؛ وهي دعوة لطرح المآرب الشخصية جانباً وتأجيل الستراتيجية الى فترة حكم اخرى ربما يحظى بها من جديد ولنرى الاخر ماذا يفعل ونضحك ملء اشداقنا فالوطن وطننا وابناؤه اخواننا وكلنا شركاء فيه ومع هذا لاضير من غناء اغنية عراقية قديمة من الممكن ان تكون علاجا نتداوى به مما نشعر به الان وهي:يامن تعب يامن شكه/ يامن على الحاضر لكه واكيد ان من يضحك / اخيراً سيضحك كثيرا ً
هواء فـي شبك :(يضحك غبن والعلّه خفيه)
نشر في: 28 مارس, 2010: 09:13 م