وديع غزوانبعد إعلان نتائج الانتخابات , تركزت جهود القوى والكيانات السياسية على آلية تشكيل الحكومة القادمة. وطبيعي ان تتصدر القوائم الفائزة الكبرى محاور اي مباحثات بشأن هذا الموضوع الذي يتطلب تحالفاً برلمانياً قادراًعلى توفير غطاء دستوري وشرعي  لاختياررئيس الوزراء خاصة وسط تكهنات ووجهات نظر عديدة ومتباينة بشأن الشخص المقبول لتبوؤهذا المنصب .
في ضوء كل ما جرى ويجري كان ومازال  الطرف الكردي يشكل وكما يحلو للبعض ان يسميه ( بيضة القبان) التي سترجح كفة هذا الطرف او ذاك في معادلة التسابق على تشكيل الحكومة .ومع ان البعض يتمنى ولحسابات معروفة تشتت الموقف الكردي في بغداد , محاولاً ان يوحي للآخرين صعوبة وحدته , مستنداً الى معلومات ورؤى خاطئة, فان جميع التيارات والقوى السياسية الكردستانية  المعارضةالفائزة في الانتخابات ,اعلنت ان اختلاف وجهات النظر مع التحالف الكردستاني بشأن عدد من القضايا الداخلية لإقليم كردستان , لن يدفعها لا الآن ولا في المستقبل عن التفريط بالمصالح الستراتيجية لكردستان وشعبه, وسيكون موقفها متطابقاً مع التحالف الكردستاني  الذي حصد 42 مقعداً, في حين حصلت قائمة التغيير على ثمانية مقاعد والاتحاد الاسلامي على اربعة امقاعد والجماعة الاسلامية مقعدين .المسؤولون في الإقليم وفي مقدمتهم الرئيس مسعود بارزاني اشار في اكثر من مناسبة , حتى قبل الانتخابات, الى حقيقة جوهرية تتمثل بان اي منجز يحصل عليه  الاكراد  هو محصلة جهد مشترك لكل حزب او فرد مؤمن بتجربة كردستان الجديدة ويحرص على  تعزيز مسيرتها الديمقراطية التي لايمكن ان تستقيم دون معارضة ناضجة وواعية لدورها المسؤول ,  وهذا يعني بشكل آخر ان مقاعد التحالف الكردستاني وغيره من القوى  هي من حصة الشعب الكردي ككل .. مع الاشارة الى حقيقة مهمة هي ان من يحترم ارادة مواطنيه ينبغي عليه ان يلتزم بخياراتهم مهما كانت .  فالذي يدعو للثقة والطمأنينة بشأن مستقبل التجربة الكردستانية , ومع اقرارنا بالاخطاء التي اشرتها بشكل مبكر وحتى قبل الحركات السياسية المعارضة  قائمة التحالف الكردستاني, الايمان   بوحدة الموقف والخطاب الملتزم بالثوابت الستراتيجية ,  الذي اعلنت عنه الاطراف الكردستانية كافة بشكل غير مسبوق ومميز حيث ان كل تكتل اكد ايمانه وانحيازه الى مصلحة الشعب  ,حتى قبل ان يصار الى عقد مباحثات او مشاورا ت لتشكيل تحالف كردي موحد في مجلس النواب القادم وهو علامة قوة للموقف الكردستاني مستقبلاً . ما نأمله ان يكون موقف الجميع في الايام المقبلة متناسباً مع متطلبات المرحلة التي لايختلف احد على تعقيداتها مثلما تعي القوى السياسية في كردستان بان الكثير من تطلعات الشعب الكردي ما زالت لم تتحقق بعد , وهو مايجب ان تضعه في اولى اولوياتها .