TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > بصمة الحقيقة: التشجيع المزيّف

بصمة الحقيقة: التشجيع المزيّف

نشر في: 29 مارس, 2010: 05:20 م

طه كمر جميل جداً عندما نرى جمهورنا العزيز وهو يتغنى بحبه لأنديته عندما تتنافس فيما بينها للظفر بدرع الدوري أو تحقيق مركز متقدم يلائم ما يطمح له النادي وجمهوره الكريم .فمنذ زمن طويل ونحن نسمع الأهازيج تتعالى من مكان مقصورة مشجعي فريق الزوراء في ملعب الشعب ونطرب لسماعها حيث تكون تلك الأغاني التي يطلقها الجمهور الزورائي جميلة جداً
 لإحتوائها على عبارات إطراء للاعبي الفريق ومدربهم وكذلك جمهور الفرق الأخرى :  الجوية والطلبة والشرطة وحتى فرق محافظاتنا العزيزة خصوصاً فريقي النجف وكربلاء اللذين يتمتع جمهورهما بموهبة فنية جميلة تدعونا للاستماع والتمعن بالعبارات الجميلة التي يطلقها بحق لاعبي الفرق لاسيما عندما تقابل الجماهيرية منها ، وقد اعتاد كل من يرتاد الملاعب على سماع هذه الاهازيج ، ومن خلال تواجدي في الملاعب حكى لي أحدهم ان ما يدعوه الى حضور الملاعب هو طريقة التشجيع الجميلة التي يتحلى بها مشجعو فرقنا المحلية خصوصاً الأغاني التي تطرب حتى الفريق الخصم بحيث في كل مباراة نجد ان هناك أغاني جديدة تحفز لاعب الفريق على العطاء أكثر وتقديم الأفضل لتحقيق الفوز .لكن ما سمعته بأذني وما رأيته بأم عيني خلال المباراة التي جمعت فريقي بغداد ودهوك التي أقيمت على ملعب الكرخ وانتهت بغدادية بأربعة أهداف مقابل هدفين جعلتني ومن جلس معي في تلك المباراة أن أستاء من الطريقة البدائية التي ابتكرها أحد مشجعي فريق بغداد الذين كانوا يعدّون بأصابع اليد الواحدة عندما حمل بيده مكبر الصوت وانهال بإطلاق العبارات الفجة والصراخ غير المبرر طوال دقائق المباراة ، بل وأعطى الحق لنفسه بأن يشاطر الزميل علاء عبد الله الذي أنيطت به مهمة تعليق تلك المباراة التي نقلت مباشرة عبر قناة العراقية الرياضية وبدأ يشوّش عليه لأنه قريب جداً منه وصار يعلّق بصوته العالي الذي يتخلله ضوضاء وعبارات سمجة ما أصبحنا مجبرين على أن نسمعنا بحكم تواجدنا في تلك المباراة .يقيناً ان هذا المشجع لم يأت ليشجع فريقه الحقيقي كما هو الحال في مشجعي الفرق الجماهيرية الذين تحدثنا عنهم وقد أكون مبالغاً اذا قلت انه لا يحسب على جمهور كرة القدم الذين يتحلّون بالثقافة الرياضية التي تحتم عليهم فهم المواضيع الرياضية ومتابعتها عبر القراءة والمشاهدة وحتى التأثر بمشجعي العالم الذين يرتادون الملاعب العالمية خصوصاً في الدوريات الإسبانية والايطالية والانكليزية واساليبهم المتوازنة في مؤازرة فرقهم .فهذه نصيحة نقدمها الى زميلنا العزيز ومن مثله وبالتأكيد انهم قلائل في عصر التطور الذي شمل الجميع لكن للأسف لم يشمله أن ينزع جلباب الثرثرة والمبالغة في التشجيع المزيّف Taha_gumer@yahoo.com 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram