متابعة اخبارية:ماذا لو فعلتها واشنطن؟ .. أن تمتنع عن استخدام النقض في مواجهة قرار الاستيطان فهذا يعني انها تقترف أنتقالة نوعية في سجل سياستها الخارجية.ولو صحت رواية قطرية بهذا الشان فان موقفا حرجا تضع اسرائيل نفسها فيه، وفسحة من الامل لدول المنطقة التي ارهقها صراع طويل ومرير.
الرواية القطرية جاءت على لسان مصدر دبلوماسي مقرب من الحكومة القطرية قال إن الولايات المتحدة قد تدرس إمكانية الامتناع عن استخدام حق النقض (الفيتو) في حال أجرى مجلس الأمن الدولي تصويتا على بناء وحدات استيطانية اسرائيلية في القدس الشرقية.وتمر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بحالة فتور منذ الإعلان عن مشروع استيطاني في القدسوقال هذا المصدر لهيئة الإذاعة البريطانية إن مسؤولا أمريكيا رفيعا أبلغ وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة تفكر جديا في الامتناع عن التصويت.وامتنعت واشنطن عن تأكيد هذه الأنباء، فيما قال مسؤول أمريكي إن التصريحات القطرية سابقة لأوانها.ودأبت واشنطن على استخدام حق النقض لعرقلة صدور أي قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن الدولي.وتقول مصادر مطلعة على ما يدور في وزارة الخارجية الأمريكية إن هذه الخطوة قد تمثل خيارا محتملا بيد الإدارة الأمريكية للضغط على الحكومة الإسرائيلية في موضوع المستوطنات.وقد سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو –في هذا السياق- إلى التقليل من شأن تصريحات نسبت إلى أحد مساعديه نعت فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ"الكارثة" على إسرائيل. وقال نتنياهو إن العلاقات الاسرائيلية الأمريكية هي بين حليفين وصديقين.ومن جانبه صرح ديفيد أكسلرود أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي لقناة تلفزيونية أمريكية إن مصلحة الولايات المتحدة في أمن إسرائيل، وأن غياب أوباما عن مأدبة عشاء أقيمت بمناسبة الزيارة التي قام بها رئيس وزراء إسرائيل للولايات المتحدة لا يعد تجنبا مقصودا.وفي سياق آخر، نفى اكسلرود أن يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قد تعرض لإهانة عند زيارته البيت الابيض وهي الزيارة التي تمت بعيدا عن الكاميرات.وصرح اكسلرود لشبكة سي ان ان "لم تكن زيارة بروتوكولية، لم يكن لقاء شكليا. كان اجتماع عمل بين اصدقاء".وتابع "لم تكن هناك نية لتوجيه اهانة. فاسرائيل صديقة مقربة، وهي حليفة ممتازة. وهذا رابط لا يمكن زعزعته".واكد نتانياهو بعد يومين على اللقاء احراز تقدم خلال لقائه مع اوباما فيما وصف البيت الابيض اللقاء بأنه كان "صادقا" و"مباشرا" حيث طلب اوباما من نتنياهو اجراءات لبناء الثقة مع الفلسطينيين.وما قد يساعد امريكا في الاقدام على مثل هذه الخطوة هو ادانة الامم المتحدة للمشروع الاسرائيلي، مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة قال في بيان "يدين الأمين العام المصادقة على خطط لبناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية".وأضاف البيان أن كي-مون يؤكد أن "المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي"وكانت الأنباء قد أفادت بأن لجنة البناء والتنظيم التابعة لوزارة الداخلية في اسرائيل أقرت بناء 1600 وحدة سكنية في حي رامات شلومو الواقع شمال مدينة القدس المحتلة، وتقع المنطقة ضمن أراضي عام 67 التي يشملها الحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وأعلنت وزارة الداخلية أن توقيت الإعلان جاء بالصدفة، وان الاعلان عن البناء جاء من أجل تقديم الاعتراضات على المخطط ضمن المنطقة القانونية التي تستمر شهرين، وبعد الانتهاء من مناقشة الاعتراضات كافة، سيتم الإعلان عن المناقصات للبناء، ليبدأ المقاولون بعدها بالعمل على الارض بشكل فعلي.وتشير استطلاعات الرأي في إسرائيل أن الإسرائيليين ينظرون الى الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أنه يبدي ودا أقل تجاه إسرائيل من الرؤساء السابقين، وينظر الى زيارة بايدن الحالية على أنها تهدف جزئيا الى تغيير هذه النظرة في أوساط الإسرائيليين والأمريكيين المؤيدين لهم الذين يعتبر دعمهم للرئيس أوباما مهما مع اقتراب انتخابات الكونجرس في شهر تشرين ثاني القادم.وكانت الحكومة الاسرائيلية قد أعلنت ساعات قبل وصول بايدن إلى إسرائيل عن بناء أكثر من مئة بيت جديد لليهود في الضفة الغربية المحتلة. وبينما قالت الولايات المتحدة إن هذه الخطوة لا تمثل خرقا للتجميد الجزئي لبناء المستوطنات، فانها حثت على توخي الحذر من القيام بخطوات من شأنها أن تعقد مساعي السلام.وقال وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد إردان إن الوحدات السكنية الجديدة التي سيتم إنشاؤها في مستوطنة بيتار عليت بالقرب من بيت لحم لم تكن مشمولة بالتجميد الجزئي للنشاطات الاستيطانية الذي تعهدت به إسرائيل في شهر تشرين ثاني الماضي، حيث قال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية إن مشاريع البنى التحتية التي شرع في إنشائها قبل قرار التجميد مستثناة من القرار.
هل تفعلها واشنطن هذه المرة؟
نشر في: 29 مارس, 2010: 06:10 م