عامر القيسيانفض مؤتمر قمة سرت كالعادة التي أدمنتها القيادات العربية منذ ان اعتلت كراسي الملوكية والرئاسة والامارة ، سواء بجمالهم الخاصة أو بقطارات افرنجية ! لاشيء يبرد القلب ، حوارات في كل شيء وعن كل شيء وفي كل شيء الا في مستقبل شعوبهم وتطلعاتهم للحرية والديمقراطية ،
فهذا هو التابو الذي مابعده تابو ! والانكى من ذلك ان الاخ القذافي قد حوّله الى مؤتمر تهريجي من خلال جوقات التصفيق وال" الهلاهل " من النساء والرجال الذين كانوا يرتدون الازياء الشعبية الليبية ويلتقطون الصور التذكارية مع القادة الكبار في أروقة قاعات المؤتمر التي حضرت مع القيادات كلها وهو ما يحدث لاول مرّة في تأريخ القمم العربية . ربما اعتقد العقيد ان عليه ، من واجب الضيافة العربية الاصيلة ، ان يزيح عن كاهل السادة القادة العرب ، بعضا من همومهم التي ابتلوا بها من شعوبهم المسكينة التي لايرضيها العجب ولا الصيام في رجب ! ولكي لايتهم العقيد بالشوفينية والعنصرية ، فانه اختار الاتراك من بين كل خلق الله ليقوموا باعمال الخدمة للزوار الكرام ، نكاية بسبعة قرون من السيطرة العثمانية على الوطن العربي ، رغم ان اردوغان كان رئيسا تركيا محتفى به ، وقد قوطعت كلمته بالتصفيق والهلاهل اكثر من مرّة من قبل الجماهير التي سمح لها بمشاهدة قمة القادة مباشرة. مايهمنا حقيقة من القمة ان الاشقاء العرب ، تكلموا عنّ الامريكان في بلادنا ، ونسوهم في بلادهم ، فراحوا يبحثون في توقيتات الانسحاب ، وكأنهم الذين وقعوا المعاهدة الامنية مع الاميركان وليس نحن ، ودعوا دول الجوار الى مساعدة العراق ، في الوقت الذي كانت الاموال تنهال على بعض الكتل السياسية للتأثير في نتائج الانتخابات وتغيير مساراتها ، اما ديونهم علينا فهي من الخطوط الحمر التي لايتوجب عبورها أو حتى الاقتراب منها ، باستثناء دولة عربية واحدة ، الامارات ، التي الغت ديونها كاملة فيما بقيت الديون الاخرى مثل مقصلة ديموقليدس على رقابنا. وكأنهم لم يسمعوا ان دولا أوربية وآسيوية ولاتينية ، لنترك اميركا جانبا ، قد توزعت ديونه بين تخفيضها الى نسبة 80% أو الغائها نهائيا أو تحويلها الى استثمارات لاعادة بناء العراق ، رغم ان الدول المعنية ليست اغنى من دول البترول العربية ، ولم تكن يوما من حملة شعار " منّا المال ومنكم الرجال " لزج صدام في حرب غبية ضد ايران ، وبالتالي فان الشعار قد انقلب الى " منّا المال ومنّا الرجال " لندفع ثمن الدفاع عن الآخرين بالتمام والكمال دما ودموعا ومالا ! فضلا عن الدعاوى التي تثار علينا تحت يافطة "التعويضات" الملتبسة والغامضة .ملايين الدولارات علينا ان ندفعها حتى الى جهات مجهولة لكي نثبت حسن نوايانا واننا سوف لن نخوض في الدماء مرة ثانية لسواد عيون فلان وعلان.
كتابة على الحيطان :قمـــة العـــرب و"ديـــــون" العـــــراق
نشر في: 29 مارس, 2010: 06:51 م