TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(الميجي وياتعال وياه)

هواء فـي شبك :(الميجي وياتعال وياه)

نشر في: 29 مارس, 2010: 08:11 م

عبدالله السكوتييحكى ان جحا الشخصية الاسطورية ، ادعى الولاية الدينية فقالوا له: ماكرامتك ؟ قال: اني آمر كل شجرة فتجيء الي وتطيعني، فقالوا له: قل لهذه النخلة ان تأتي اليك ، فقال : تعالي ايتها النخلة ، فلم تأت، فكرر ذلك ثلاث مرات ، ثم قام ومشى اليها ،
 فقالوا: الى اين ياجحا ؟ قال :(الميجي وياك، تعال وياه) . السياسة فن كبير دخل اكاديمياته السياسيون، والسياسي الذي يستطيع ان يحول الخسارة الى نصر، ومن يستطيع ان يقنع الاطراف المناوئة له بضرورة الاتفاق معه، هو الذي يستطيع ان يقود البلاد الى بر الامان. الايام المقبلة ستفرز السياسي الحقيقي الذي يستطيع بناء علاقات جيدة مع محيط العراق مع اختلاف الايديولوجيات ويقضي على الارهاب باسلوب منعه من دخول اراضي العراق عن طريق الاتفاقات مع الدول المجاورة، وكذلك يستطيع قتل الفساد الاداري والمالي وتخليص العراق منه. الامتحان الاتي للسياسيين سيضع الاكفأ منهم على سدة الحكم ، حيث سيتميز هذا الاكفأ باقناع جميع الاطراف المشاركة في العملية السياسية ، ويحول الرياح باتجاه السفن خلافا لقول الشاعر الكبير ابو الطيب المتنبي. تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن) ما الضير من طرق جميع الابواب لطرح وجهة نظر معتدلة وبرنامج متكامل يخرج الوطن مما هوفيه ، وما الضير من الاندفاع باتجاه الاخرين حتى ان رفضوا في بداية الامر الائتلاف والتوافق باتجاه تشكيل الحكومة؟ حيث من الممكن ان تلعب السياسة دورا محوريا كبيرا في تغيير كثير من المعادلات ، واقناع الاخرين للايمان بمشروع وطني، وهذه ليست مهمة سهلة خصوصا وان التقاطعات بين الكتل وصلت الى مرحلة متطورة حتى منها التي تنبثق من ايديولوجية واحدة او متشابهة .ان الاقناع هو سبيل رجل الدولة الذي ينتظره الشارع العراقي بفارغ الصبر، واكيد ان جحا ليس وحيدا بفكرته التي خطرت على باله، وانما يشاركه الكثيرون وماتزال شعرة معاوية ماثلة للاذهان. من المؤكد ان اقناع الاخرين يتطلب الكثير من التنازلات، وهذه التنازلات ايضا ستكون دستورية ، وبالتالي يستطيع اي طرف من الاطراف ان يقنع الاخرين بالانضمام اليه اذا ماقرر هو بحسب مشروعه الوطني الايتفرد في الحكم ويحسب حسابه ان الحكومات هي حكومات مشاركة وشراكة ولن يستأثر اي طرف من الاطراف بالسلطة دون الاخرين. هذه ليست لعبة من الالعاب بقدر ماهي مسؤولية السياسي المحنك الذي اكتسب شخصية مستقرة غير خاضعة للاهواء او الميول، ومن الممكن ان يكون هذا السياسي من غير الذين يعطون بهذه اليد ويأخذون بالاخرى، وهم بحسب مسؤولياتهم عليهم الايقطعوا اي خط نشأ بينهم وبين الاخرين، وتحضرني هنا حكاية بطلها صديقي احميد الفهد، حيث كنا سائرين نتجاذب اطراف الحديث حينها رأينا فتاة جميلة واقفة في باب الدار، فلم يتمالك احميد الفهد نفسه والقى عليها التحية ، فلم تعره ادنى اهتمام ، حينها قال احميد الفهد (شتسوي الما يجي وياك تعال وياه).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram