لليوم الثاني على التوالي،المدى وبمشاركة جامعة بغداد اطلقت بالونات فرحها ضمن فعاليات يوم المرأة الثقافي(تجلياتهن)، اذ بدأت الاحتفالية بدبكات عفوية لطالبات الكلية، اللائي تجمعن حول بركة ماء في حديقة الكلية،والفرح يغمرهن. ثم توالت بعد ذلك فقرات الفعالية التي شملت قراءة لموضوع الاسلوبية، وتحليل رواية (نساء العتبات) للروائية هدية حسين،
وبعدها قدمت فقرة صورة المرأة في اغاني الفديو كليب، وعرض لفيلمين هما (وطن الحب) و(بغداد جدران اليأس) فضلاً عن قراءات شعرية، ومسرحية، وسحبة الجوائز واستعراض المواهب.وبعد ذلك اختتم المهرجان بدبكة ساهم فيها منتسبو المدى وعدد من الطالبات وهم فرحون.rnأقيمت في بداية الاحتفال ندوة فكرية بشأن ملامح المنهج التاريخي في التفكير النحوي عند أبي جني، وجذور الأسلوبية في الموروث البلاغي العربي.وأدار الندوة الناقد د. سعيد عبد الهادي، وبدأ د. حسن منديل بحثه عن الجذور الأسلوبية قائلاً:- لكي تستقيم نتائج البحث درست النص القرآني من غير خلطه بالمستويات النحوية الأخرى كالقراءات والحديث الشريف وكلام العرب شعراً ونثراً واللهجات العربية ذلك أنها مستويات لم تسلم من الوضع والتحريف عبر تاريخها الطويل ما يؤثر في دقة استعمال نظام العربية كما في النص القرآني، وهو النص الوحيد الذي سلم من التحريف وقد نقل إلينا متواتراً وتكفل الله تعالى بحفظه.إن للعدول عن المعايير اللغوية وجهاً بلاغياً لمح إليه بعض البلاغيين أسراراً بيانية وتناولوه تناولاً ذوقياً فنيا كالزمخشري الذي كان رائداً في تطبيق علمي المعاني والبيان ونظرية النظم على النص القرآني كله، وقد تبعه كثير من البلاغيين ومنهم المعاصرون كسيد قطب ومصطفى صادق الرافعي وعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ).أخذت على التطبيقات الأسلوبية المنجزة على النص القرآني لدى بعض الدارسين العرب المعاصرين مآخذ منها عدم اعتبارهم لخصوصية النص القرآني من حيث المرسل والمتلقي والرسالة التي تمتاز بأنها رسالة مفتوحة بمعناها المتحرك فوق المؤثرات الزمانية والمكانية وعدم مراعاتهم نظام لغته الذي ينأى عن أنظمة اللغات الغربية كالإنكليزية والفرنسية وغيرها ما كانت ميداناً تطبيقاً للأسلوبية المعاصرة الغربية وارتباطها بالفكر الغربي المادي.ركزت على ما له صلة بالألسنية من مناهج الأسلوبية المتشعبة ولاسيما المنهج الذي يستنبط الدلالة من كل مكونات النص: الصوتي والصرفي والتركيبي والدلالي.ميزت بين الأسلوبية العربية المعاصرة والأسلوبية العربية الإسلامية المرتبطة بالنص القرآني وبالأدب والنقد الإسلاميين المؤسسين على العقيدة الإسلامية.تناولت جذور الأسلوبية المعاصرة في الموروث البلاغي والنحوي ورأيت أوضحها ما تناوله علماء إعجاز القرآن في دفاعهم عن لغة القرآن ورد المطاعن التي وجهها أعداء الإسلام لإعجاز القرآن.ان التطبيق الأسلوبي ينبغي ان يبني على جوهر العربية وأسرار نظامها اللغوي ذلك ان نظامها هو أسلوبها الذي يميزها عن سائر اللغات الأخرى، ومن غير ربط التحليل الأسلوبي بالنظام الكلي للعربية.تعاني الدراسة للأسلوبية وتطبيقها على النص القرآني نقصاً كبيراً، وأن دراستي تعد دراسة أسلوبية وان لم تتبعها في التطبيق لكنها تقاربها في الأهداف والنتائج.بعد ذلك تحدثت د. بان صالح مهدي قائلة: - النحو التاريخي فرع من فروع علم اللغة له أهمية خاصة وفوائد جمة، فمن فوائده أنه يجعلنا نتابع مراحل تطور اللغة ونستأنس بها ونشبع فضولنا العلمي ونحيي بعض الظواهر اللغوية البائدة (فهو يدرس اللغة دراسة طويلة بمعنى ان يتتبع الظاهرة اللغوية في عصور مختلفة وأماكن متعددة محاولا الوقوف على سر هذا التطور وقوانينه المختلفة).فهو عبارة عن تتبع أية ظاهرة لغوية في لغة ما، حتى أقدم عصورها التي نملك منها وثائق ونصوصا لغوية أي أنه عبارة عن بحث التطور اللغوي في لغة ما عبر القرون.فهو يدرس اللغة من خلال تغيراتها المختلفة وتغير اللغة عبر الزمان والمكان خاصة فطرية في داخل اللغة وفي كل اللغات كما أن التغير يحدث في كل الاتجاهات :النماذج الصوتية والتراكيب الصرفية والنحوية والمفردات ولكن ليس على مستوى واحد ولا طبقا لنظام معين ثابت، هذه التغيرات اللغوية دراسة  وصفية هي محض تعريف بأشكال التغيرات الحادثة فأنه لا يمكن عزلها عن الأحداث التاريخية التي تصاحب وجودها.ولعل من المفيد أن نبين ان بإمكان الباحثين  تقديم التفسيرات العلمية لجميع الظواهر اللغوية عن طريق استخدام المنهج التاريخ العلمي لدى  دراسة النظام اللغوي وهذا مما يجنى من دراسة هذا المنهج فضلاً عن قدرته على حل كثير من الاشكاليات التي يعانيها النحو العربي ذلك لأن النظام اللغوي في حركة مستمرة ويجب ان يدرس في وضعه الراهن(المتزامن) وفي تطوره في آن واحد أي يجب ان ندرس علاقات الزمن وعلاقات النظام في الوقت نفسه.فهو الغوص في اعماق الماضي وتتبع أدلة من شأنها ترجيح استنتاجات تسنح بها عقول الباحثين هذه الاستنتاجات المشفوعة بالأدلة التاريخية من شأنها أن تكون سببا في حل كثير من إشكاليات القواعد اللغوية بصورة عامة والنحوية بصورة خاصة فضلاً عن تقييم تلك القواعد.ولم يكن علماؤنا الأوائل بمنأى عن التفكير في هذا الجانب إذ نجدهم يوقدون ومضات تنير للباحثين طريقا لحل ك